مع استمرار ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا حول العالم، شددت دول عدة إجراءاتها لمواجهة انتشاره، وشملت: تعجيل إقامة الصلوات وتقصير خطبة الجمعة ومنع الاعتكاف في السعودية، فيما أعلنت دول أخرى تعليق رحلات الطيران من بعض الدول وإليها، كما أفرجت إيران عن عشرات الآلاف من السجناء.
وحذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية اليوم الاثنين من أن “خطر حصول وباء” جراء فيروس كورونا الذي أصاب أكثر من 110 آلاف شخص في العالم، “بات فعليا جدا”.
وقال تيدروس أدانوم غيبريسوس في مؤتمر صحفي بجنيف “بعدما انتشر فيروس كورونا في عدد كبير من الدول، فإن خطر حصول وباء بات فعليا جدا، لكنه سيكون الوباء الأول في التاريخ الذي يمكن السيطرة عليه”.
وفي السعودية، طلبت السلطات من الأئمة إلقاء خطبة صلاة الجمعة في أقل من 15 دقيقة، وحظرت وزارة الشؤون الإسلامية الطعام والشراب في المساجد فضلا عن الاعتكاف.
وقالت السعودية اليوم الاثنين إنها ستفرض غرامة تصل إلى نصف مليون ريال (133 ألف دولار) على من لا يفصح عن بياناته الصحية وتفاصيل تحركات سفره عند منافذ الدخول، مع سعي الدولة الخليجية لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد فيها.
وفرضت المملكة أمس الأحد إغلاقا مؤقتا على منطقة القطيف المنتجة للنفط في شرق البلاد، حيث يقيم أغلب الأفراد الذين تم تشخصيهم بالمرض وعددهم 15، ولم يكشف بعضهم عن سفره إلى إيران -عبر دول خليجية أخرى- للسلطات عند عودتهم إلى السعودية.
وعلقت السعودية سفر المواطنين والمقيمين مؤقتا من تسع دول وإليها، وقالت إنها ستتخذ الإجراءات القانونية ضد أي مواطن يسافر إلى إيران التي سجلت 237 وفاة بسبب الفيروس حتى اليوم الاثنين.
إطلاق سجناء
وفي إيران، قال رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي -اليوم الاثنين- إنه تم الإفراج مؤقتا عن نحو سبعين ألف سجين لمكافحة تفشي فيروس كورونا في السجون، فيما أعلن مسؤولون تسجيل مئات من الإصابات الجديدة بالفيروس وعشرات الوفيات في أنحاء البلاد.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة إن إيران سجلت 595 إصابة و43 وفاة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ليرتفع إجمالي عدد الإصابات بالفيروس في البلاد إلى 7161 والوفيات الناجمة عنه إلى 237 حالة.
وعبّر مسؤولون عن قلقهم من احتمال انتشار الفيروس أثناء عيد النوروز الذي يمثل رأس السنة الإيرانية الجديدة التي تبدأ يوم 20 مارس/آذار، وهي فترة تسافر فيها الأسر عادة إلى أماكن في أنحاء البلاد لقضاء العطلة، وطلبت وزارة الصحة من المواطنين البقاء في منازلهم وفرضت قيودا على السفر بين الأقاليم.
ورغم التحذيرات، قالت السلطات إن الأيام القليلة الماضية شهدت ازدحاما في الطرق المؤدية إلى الشمال نحو بحر قزوين، وهو مقصد تقليدي لقضاء عطلة عيد النوروز.
وفي الجزائر، قالت شركة الخطوط الجوية الجزائرية اليوم الاثنين إنها ستعلق رحلاتها إلى مدينة ميلانو الإيطالية اعتبارا من غد الثلاثاء بسبب فيروس كورونا، كما نصحت وزارة الصحة المواطنين بتجنب السفر إلى الخارج.
وسجلت الجزائر عشرين إصابة بالفيروس معظمها من عائلة واحدة من البليدة على بعد خمسين كيلومترا جنوبي العاصمة.
وفي الفلبين، أعلن الرئيس رودريغو دوتيرتي -اليوم الاثنين- حالة الطوارئ الصحية العامة، وأمر بتعليق الدراسة في جميع المستويات بالعاصمة لمدة خمسة أيام، وذلك مع ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في البلاد إلى 24.
وتيرة متصاعدة
وأعلنت الإمارات -اليوم الاثنين- عن 14 إصابة بفيروس كورونا، ليصل إجمالي المصابين إلى 59 حالة، وقالت وزارة الصحة في بيان إن من بين الحالات الجديدة أربعة إماراتيين وثلاثة إيطاليين.
كما سجلت سلطنة عمان حالتين جديدتين لمواطنين اثنين قدما من إيران، مشيرة إلى أنهما يخضعان للحجر الصحي وحالتهما مستقرة، ليرتفع العدد الإجمالي للمصابين فيها إلى 18.
وأعلنت قطر -التي سجلت 18 إصابة- تعليق الدراسة في المدارس والجامعات بداية من يوم غد الثلاثاء، لمنع انتشار الفيروس.
وأغلقت البحرين وحدة في مستشفى رئيسي بالمنامة بعد أن تأكدت إصابة متدرب بالفيروس، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء البحرين اليوم نقلا عن وزارة الصحة.
وقالت الوكالة إن السلطات أوقفت أيضا سفر المسؤولين البحرينيين إلى الخارج حتى إشعار آخر، وسجلت البلاد 95 إصابة بالفيروس.
وفي تونس، أعلن وزير الصحة تسجيل ثلاث إصابات جديدة، بينها حالة عدوى محلية، ليرتفع عدد الإصابات المؤكدة إلى خمس.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن تسع إصابات جديدة بالفيروس رفعت العدد الإجمالي للمصابين به في لبنان إلى 41.
من جانبها، أكدت الحكومة الفلسطينية ارتفاع عدد المصابين بالفيروس في الأراضي الفلسطينية إلى 25، بعد تسجيل خمس إصابات جديدة.
وأعلنت قبرص أنها سجلت إصابتين بالفيروس، مما يعني أنه بات منتشرا في كل دول الاتحاد الأوروبي الـ27.
وقال وزير الصحة كونستانتينوس يوانو -في مؤتمر صحفي- إن المصابين هما شخصان قبرصيان، الأول شاب في الخامسة والعشرين عاد أخيرا من رحلة إلى ميلانو في شمال إيطاليا، البلد الأكثر تضررا بالفيروس بعد الصين، والثاني عامل في القطاع الصحي عاد قبل وقت قصير من المملكة المتحدة.
وفي ألمانيا، أعلنت السلطات الصحية عن ثاني حالة وفاة في البلاد لها علاقة بفيروس كورونا، وذكرت السلطات في مدينة إيسن بولاية شمال الراين فيستفاليا أن حالة الوفاة الثانية هي لامرأة (89 عاما) ثبتت إصابتها بالفيروس يوم الثلاثاء الماضي.
وارتفع عدد الحالات المؤكدة إصابتها بالفيروس في ألمانيا إلى 1112 حالة، حسبما أعلن معهد “روبرت كوخ” الألماني للأبحاث والتحاليل صباح اليوم الاثنين.
كما أعلن مسؤول في ولاية براندنبورغ عن وضع ما يتراوح بين أربعة آلاف إلى خمسة آلاف شخص في الحجر المنزلي، بسبب الاشتباه في وجود إصابة في مدرسة بالولاية الواقعة شرقي ألمانيا.
وفي بريطانيا، ارتفع عدد الوفيات جراء الفيروس إلى خمس والإصابات إلى 309. أما في السويد، فقد بلغ عدد الإصابات به 248.
وفي الولايات المتحدة، أعلنت ولاية نيويورك ارتفاع عدد الإصابات فيها إلى 142.
المصدر : الجزيرة + وكالات