أفاد تقرير بموقع أويل برايس الأميركي بأن النفط الصخري في الولايات المتحدة سيكون طرفا في حرب أسعار النفط التي شنتها السعودية وروسيا، عقب انهيار اتفاق لزيادة خفض الإنتاج بين أوبك والمنتجين الكبار من خارج المنظمة لدعم أسواق الخام.
وقال التقرير للكاتبة جوليان جيجر “عد النفط الصخري في الولايات المتحدة الطرف الثالث في هذه الكارثة النفطية”، وأضافت أنه من المرجح أن تسعى كل من روسيا والسعودية إلى الحد من إنتاج النفط الأميركي، الذي قوض جهود “أوبك بلس” لإدارة السوق إلى حد الآن.
وجاء في التقرير أن “أهوالا جديدة” ظهرت بسوق النفط، حيث شنت روسيا والسعودية حربا شاملة على أسعار الخام في الوقت الذي تستعد فيه كلتاهما لزيادة الإنتاج وإغراق السوق.
وتساءل التقرير عن “المنتج النفطي الضخم الذي ستعلن هزيمته أولا، السعودية أم روسيا؟”.
الكاتبة أشارت في تقريرها إلى أنه في خضم هذا “التطور المأساوي” الذي شهد نهاية سيئة للعلاقة بين السعودية وروسيا، يسعى المحللون والبنوك إلى إعادة توقعاتهم بشأن أسعار النفط مرة أخرى، مع استمرار أزمة انتشار فيروس كورونا، وزيادة إنتاج النفط في وقت يتوقع أن ينكمش فيه الطلب على النفط في عام 2020 لأول مرة منذ عام 2009.
الصمود في حرب الأسعار
أوضحت الكاتبة أن روسيا يمكنها أن تتحمل أسعار نفط تتراوح بين 25 و30 دولارا للبرميل لمدة تتراوح بين ستة وعشرة أعوام، في وقت قال بعض المحللين إن هذا “غير واقعي”، وإن الإطار الزمني الأكثر واقعية للصمود يمكن قياسه بالأشهر وليس بالسنوات.
واعتبرت الكاتبة أن المهم ليس هو أن تتمكن روسيا من تحمل 25 دولارا لمدة عشرة أعوام، بل المهم هو أن تستمر موسكو لفترة أطول مقارنة بالسعودية التي أصبحت منافسة لها الآن.
وقالت “قد يبدو حرص روسيا على اختبار هذه النظرية في نظر البعض متغطرسا بعض الشيء”.
يشار إلى أن أسعار النفط تراجعت الأربعاء أكثر من 1%، ليهبط خام برنت أقل من 37 دولارا، في حين نزل الخام الأميركي أقل من 34 دولارا.
هل سينخفض النفط الصخري؟
قالت الكاتبة إنه إذا كانت روسيا والسعودية قد وافقتا بالفعل على المزيد من خفض الإنتاج، فماذا عن النفط الصخري الأميركي إذن”؟
وأضافت أن روسيا زعمت لفترة طويلة أن المزيد من خفض الإنتاج من جانب أعضاء أوبك كان يقابله توسع أميركي لزيادة إنتاج “النفط الصخري”، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تنتج كميات من النفط أكثر من السعودية أو روسيا.
وأفادت الكاتبة بأن المتحدث باسم روسنفت، ميخائيل ليونتييف، قال لوكالة أنباء ريا نوفوستي الروسية “نحن، بالتنازل عن أسواقنا الخاصة، نعمل على إزالة النفط العربي والروسي الرخيص من هذه البلدان من أجل إفساح المجال أمام إنتاج النفط الصخري الأميركي المكلف وضمان كفاءة إنتاجه”.
اعلان
وذكرت الكاتبة أنه لا يوجد حل حقيقي لهذه المعضلة التي تواجهها أوبك وحلفاؤها، حيث تمكنت جهود التلاعب في السوق من المحافظة على أسعار النفط لفترة من الزمن، لكنها فتحت أيضا الباب أمام استغلال النفط الصخري في الولايات المتحدة، حيث كانت الشركات المنتجة الأميركية على استعداد للاستفادة منه.
لكن في الوقت الحالي -تقول الكاتبة- أعربت روسيا عن استعدادها للمساهمة في تراجع حصة النفط الصخر الأميركي عبر آلية أسعار النفط المنخفضة، التي تأمل من خلالها موسكو تعطيل خطة أميركا للاستقلال في مجال الطاقة.
نقاط تعادل النفط
تؤكد الكاتبة أن السعودية وإن تحدثت عن أن نقطة تعادل لأسعار النفط تبقى منخفضة عند عشرة دولارات، إلا أن هذه الأرقام لم تخضع للمراجعة ولا يمكن التحقق من صحتها.
وقالت إن نقطة التعادل للميزانية السعودية قريبة من 83.6 دولارا للبرميل، وهو ما يعادل ضعف المستوى الذي تحتاج إليه روسيا، وأقل كثيرا من المستوى الذي يقع تداول النفط به اليوم.
وأضافت أنه من غير المرجح أن تتمكن السعودية من التفوق على روسيا في هذا الصراع، لكنها قد تعتمد على النفط الصخري الأميركي القادر على الصمود على الأقل.
النفط الصخري يستفيد من السعودية وروسيا
قالت الكاتبة إن منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة يختلفون تماما عن السعودية وروسيا، لكون جميع الشركات المنتجة للنفط الصخري في أميركا ليست مملوكة للدولة، ولكونها قادرة على العمل بشكل مستقل.
اعلان
وأضافت أن النفط الصخري الأميركي صمد حتى الآن أكثر مما كان يعتقد معظم المحللين وأطول مما كانت تعتقد السعودية، مشيرة إلى أن السعودية فشلت فشلا ذريعا حين حاولت الإضرار بالنفط الصخري.
واعتبرت الكاتبة أن المحللين وأعضاء منظمة أوبك ارتكبوا خطأ في الماضي وعرضوا أنفسهم للخطر عندما توقعوا أن شركات النفط الأميركية ستواجه أوقاتا صعبة، في وقت أصبحت فيه نقطة التعادل للمنتجين الأميركيين حوالي 40 دولارا.
وقالت “لقد قبل النفط الصخري في الولايات المتحدة كميات النفط التي تنازلت عنها منظمة أوبك وروسيا، وقد تفعل ذلك مرة أخرى، مما يجعل روسيا والسعودية تحاربان بشأن من سيكون الخاسر الأكبر”.
الجزيرة