واشنطن تنفذ ضربات انتقامية على مواقع لحزب الله العراقي

واشنطن تنفذ ضربات انتقامية على مواقع لحزب الله العراقي

واشنطن ـ نفذت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) سلسلة ضربات انتقامية دقيقة ضد ميليشيات إيرانية اتهمتها واشنطن بالمسؤولية عن هجوم صاروخي كبير الاربعاء على معسكر التاجي بالعراق أسفر عن مقتل جنديين أميركيين وعسكري بريطاني.

وتأتي هذه الضربة بعد أن أعطى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الضوء الأخضر للجيش ومنحه سلطة الرد على الهجوم الصاروخي.

واعتبر وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب أن الرد الذي قادته الولايات المتحدة على خلفية هجوم تعرضت له قوات التحالف في العراق كان “سريعا وحاسما ومتناسبا”، مضيفا أنه على كل من يسعى لإلحاق الأذى بقوات التحالف يتوقع ردا قويا.

وقال راب في بيان الجمعة “إن القوات البريطانية موجودة في العراق مع شركاء التحالف لمساعدة البلاد على مواجهة النشاط الإرهابي”.

في المقابل، حذّرت إيران الرئيس الأميركي دونالد ترامب واصفة الضربات الأميركية في العراق بأنها “خطيرة”.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي في بيان بعد بضع ساعات على الضربات الأميركية “بدلاً من القيام بأفعال خطيرة وإطلاق اتهامات لا أساس لها، ينبغي على ترمب إعادة النظر في وجود وسلوك قواته في المنطقة”.

وكشف الرد الأميركي على هجوم التاج شمال بغداد عن حالة التوتر التي تعيشها إيران فهي لا تضع في حسابها مواجهة مباشرة مع واشنطن بل تعتمد على ميليشياتها المتمركزة في العراق وسوريا.

واستهدفت الضربات الأميركية، التي بدت محدودة النطاق، خمسة مواقع لتخزين الأسلحة تستخدمها جماعة كتائب حزب الله في العراق، ومنها مخازن أسلحة وذلك “لتقليل قدرتها بشكل كبير على شن هجمات في المستقبل ضد قوات التحالف”، بحسب وزارة الدفاع الأميركية.

وأضاف البنتاغون “يتوجّب على هذه المجموعات الإرهابية وقف هجماتها على القوات الأميركية وتلك التابعة إلى التحالف، وإلا فسيكون عليها تحمّل العواقب، في الزمن والمكان اللذين نختارهما”.

من جهته، أكد الجيش العراقي في بيان الجمعة بأن الضربات الجوية الأميركية أصابت أربعة مواقع في العراق وأسفرت عن مقتل ستة جنود ومدني وإصابة 12 آخرين، واصفا إياها بأنها “اعتداء سافر” و”انتهاك للسيادة”.

وأشارت خلية الإعلام الأمني العراقي في بيان لها إلى أنه “حصل اعتداء أميركي فجر الجمعة من خلال قصف جوي على مقرات تابعة للحشد الشعبي وأفواج الطوارئ ومغاوير الفرقة التاسعة عشر جيش، في مناطق جرف النصر، المسيب، النجف، الاسكندرية”.

كما قال مصدر أمني عراقي طلب عدم الإشارة لاسمه، إن القصف الجوي الأميركي استهدف أيضا “مطار كربلاء الدولي قيد الإنشاء”.
في تمام الساعة الواحدة والربع فجر هذا اليوم حصل اعتداء امريكي من خلال قصف جوي على مناطق (جرف النصر، المسيب، النجف، الاسكندرية) على مقرات تابعة للحشد الشعبي وأفواج الطوارئ ومغاوير الفرقة التاسعة عشر جيش.
وسنوافيكم بالتفاصيل من خلال بيان يصدر من قيادة العمليات المشتركة لاحقًا.
وقد تلقت بغداد، الخميس، بلاغا صريحا من واشنطن بأن قوات التحالف الدولي ستهاجم أهدافا عديدة على الأراضي العراقية، ثأرا لمقتل جنود لها خلال هجوم صاروخي على معسكر التاجي شمال بغداد وإصابة ما يقرب 12 فردا من أفرادها.

وكشف مصدر عراقي مطلع في تقرير سابق لـ “العرب” أن الإخطار يشير إلى نية حقيقية لدى قوات التحالف لتنفيذ غارات وأعمال عسكرية داخل الأراضي العراقية، ضد جماعات تعتقد أنها على صلة بالهجوم الذي وقع في منطقة التاجي.

ولا يوجد خلال الضربات الأميركية ليل الخميس / الجمعة ما يشير إلى عمليات قتل بارزة على غرار ما أجازه الرئيس دونالد ترامب في يناير عندما قتلت الولايات المتحدة القائد العسكري الإيراني الكبير قاسم سليماني.

وحذر وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر في وقت سابق بشأن الضربات من أن الولايات المتحدة مستعدة للرد مجددا إذا لزم الأمر، مؤكدا باتخاذ “أي إجراء ضروري لحماية قواتنا في العراق وفي المنطقة”.

وكان ترامب قد سارع إلى تفويض الجيش بالرد على هجوم يوم الأربعاء في العراق، والذي أطلق خلاله المسلحون عشرات من صواريخ كاتيوشا من شاحنة على معسكر التاجي شمالي بغداد.

وسقط نحو 18 صاروخا على القاعدة من بين حوالي 30 تم إطلاقها.

كانت تلك ثالث مرة خلال الشهور الأخيرة التي يشن فيها الجيش الأميركي هجمات على جماعة كتائب حزب الله.

وقتل الجيش الأميركي أكثر من 20 مسلحا في ديسمبر ردا على هجوم على قاعدة عراقية أسفر عن مقتل متعاقد أميركي. وكانت الضربة الجوية الأميركية التي استهدفت سليماني في يناير قد قتلت أيضا مؤسس كتائب حزب الله أبو مهدي المهندس.

ووقع الهجوم الصاروخي على معسكر التاجي في يوم ميلاد سليماني الثالث والستين، فيما يشير إلى أن المسلحين كانوا لا يزالون يتطلعون للثأر.

وردت إيران على الضربة الأميركية بطائرات مسيرة التي قتلت سليماني بهجمات صاروخية من أراضيها على قاعدة عراقية تستضيف قوات أميركية، مما أسفر عن إصابة أكثر من 100 جندي أمريكي بإصابات دماغية.

وأسفر هجوم الأربعاء عن إصابة نحو 14 من قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ومن بينهم جنود أميركيون وبريطانيون وبولنديون وغيرهم إلى جانب متعاقدين.

وفي إشارة على القلق من تحول التوتر بين الولايات المتحدة وإيران إلى صراع مفتوح، أقر مجلس النواب الأميركي الذي يقوده الديمقراطيون يوم الأربعاء تشريعا يقيد قدرة الرئيس على شن حرب على إيران.

ويطبق الرئيس الجمهوري سياسة “الضغوط القصوى” على طهران بعد أن أعلن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الدولي الذي تم التوصل إليه في عهد الرئيس الديمقراطي باراك أوباما.

وقد دار التوتر بين واشنطن وطهران في أغلبه على الأراضي العراقية في الأشهر الأخيرة، حيث تقصف جماعات مسلحة مدعومة من إيران بانتظام قواعد في العراق تستضيف الجنود الأميركيين والمنطقة المحيطة بالسفارة الأميركية في بغداد، ثم يأتي الرد الأميريكي سريعاً.

العرب