تمكن إعلان البيت الأبيض أمس الجمعة، خطة حكومية متكاملة تتضمن 50 مليار دولار لمكافحة وباء فيروس كورونا، من تهدئة الأسواق التي شهدت أكبر انهيارات هذا الأسبوع، منذ أزمة الاثنين الأسود عام 1987، وصعدت الأسهم الأميركية بقوة في اللحظات الأخيرة من جلسة أمس، بعد أن أعلن الرئيس دونالد ترمب حالة طوارئ وطنية للتصدي للفيروس.
وفي جلسة متقلبة، قفزت المؤشرات الرئيسة الثلاثة أكثر من 6 في المئة في المعاملات المبكرة، ثم قلصت مكاسبها لتصبح 0.55 في المئة على مؤشر “ستاندرد آند بورز 500″، قبل أن تعاود الصعود قرب الإغلاق مع إعلان ترمب.
أكبر الخسائر
لكن المؤشرات الثلاثة مُنيت بخسائر فادحة هذا الأسبوع، حيث انخفضت 8 في المئة على الأقل للأسبوع بأكمله، بحسب بيانات “رويترز”.
وفي تداولات أمس، صعد مؤشر “داو جونز الصناعي” 1985 نقطة، بما يعادل 9.36 في المئة، ليصل إلى 23185.62 نقطة، وزاد “ستاندرد آند بورز” 230.38 نقطة أو 9.29 في المئة مسجلاً 2711.02 نقطة، وتقدم مؤشر “ناسداك” 673.07 نقطة أو 9.35 في المئة إلى 7874.88 نقطة.
وكانت الأسهم العالمية سجلت أسوأ أداء أسبوعي منذ الأزمة المالية في عام 2008، بعد أن انخفضت 10 في المئة يوم الخميس.
برامج تحفيز بالجملة
وأطلق مجلس الاحتياطي الاتحادي أمس، موجة مشتريات لسندات الخزانة حجمها 37 مليار دولار في إطار إجراءات محسنة لضخ السيولة في السوق، أعلن عنها يوم الخميس لمعالجة الأوضاع المتقلبة في سوق السندات الحكومية جراء تفشي فيروس كورونا.
وكان بنك “أوف أميركا” كشف أمس أن المستثمرين سحبوا تدفقات قياسية بلغت 25.9 مليار دولار من صناديق السندات في الأسبوع الماضي، كما قال إن المستثمرين تخارجوا من السندات والأسهم وجميع بقية فئات الأصول الكبرى وضخوا أموالاً في أدوات النقد في أسبوع مضطرب للأسواق.
وكانت البنوك المركزية تحركت في أنحاء العالم لدعم أسواق النقد بعد أن أدى انهيار أسعار الأسهم إلى التدافع على السيولة، ما يضر بالعديد من
ففي الصين، التي تحملت معظم التداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا خلال الأشهر الأولى من 2020، خفضت السلطات في ساعة متأخرة أمس نسبة الاحتياطي الإلزامي للبنوك للمرة الثانية هذا العام، بحسب ما نقلت “رويترز”.
وأعقب ذلك قيام مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي بالكشف عن شراء سندات خزانة بقيمة 37 مليار دولار، في تسريع لإجراءات تحسين السيولة بالسوق التي أعلنها يوم الخميس، فيما أعلنت النرويج والسويد عن حزم تحفيز واسعة النطاق أثناء جلسة المعاملات الأوروبية.
وكان البنك المركزي الأوروبي تعرض لانتقادات بعد ما أعلن البنك إجراءات متواضعة نسبياً يوم الخميس، في الوقت الذي كان مجلس الاحتياطي يضخ نصف تريليون دولار في النظام المصرفي الأميركي.
البورصات الأوروبية تتحسن
ورغم ذلك، عادت الأسهم الأوروبية إلى الارتفاع أمس، بعد موجة خسائر دامت ست جلسات، وأغلق مؤشر ستوكس 600 القياسي مرتفعاً واحداً في المئة عقب انهيار قياسي بلغ 11.5 في المئة يوم الخميس. والمؤشر منخفض 18 في المئة للأسبوع، في أسوأ نزول أسبوعي له منذ الأزمة المالية في 2008 بحسب بيانات “رويترز”.
وقال مدير الشؤون الاقتصادية بالذراع التنفيذية في المفوضية الأوروبية، مارتن فيرفي، إنه من المرجح للغاية أن يصبح الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو في حالة ركود اقتصادي هذا العام بسبب تفشي كورونا، متوقعاً بدرجة كبيرة أن ينزل النمو بالنسبة إلى منطقة اليورو والاتحاد الأووربي ككل عن الصفر هذا العام، بل وربما بانخفاض كبير عن الصفر.
انهيارات مستمرة في آسيا
وفي آسيا استمرت حالة الهلع، حيث نزل مؤشر نيكي في بورصة طوكيو للأوراق المالية إلى أدنى مستوى فيما يزيد على ثلاث سنوات أمس، حيث خسر 6.08 في المئة، وهو أكبر انخفاض يومي منذ عام 2013، إلى 17431.05 نقطة، وهو مستوى متدن سجله المؤشر في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016.
وعلى مدار الأسبوع، تراجع المؤشر 15.99 في المئة ليسجل ثاني أسوأ أداء أسبوعي على الإطلاق بعد انخفاض 24.33 في المئة في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) 2008، وهذا المؤشر متراجع حالياً 28 في المئة من ذروة 15 شهراً التي بلغها في يناير (كانون الثاني).
فيما هبط مؤشر “توبكس” 4.98 في المئة إلى 1261.70، وبلغ حجم التعاملات 4.89 تريليون ين، وهو أعلى مستوى في أكثر من عامين.
خسائر تاريخية
وفي سوق النفط، ختمت أسعار النفط هذا الأسبوع كأسوأ أسبوع لها منذ الأزمة المالية العالمية في 2008، متأثرة بتفشي فيروس كورونا وحرب الأسعار بين المنتجين الكبار للنفط.
وارتفعت الأسعار في معاملات الجمعة، منتعشة بعد إعلان الولايات المتحدة خطتها، لكن خام برنت نزل 25 في المئة على مدار الأسبوع، في أكبر خسائره الأسبوعية منذ أزمة 2008. وارتفع برنت، يوم الجمعة، 63 سنتاً ليتحدد سعر التسوية على 33.85 دولار للبرميل.
وتراجعت العقود الآجلة للخام الأميركي غرب تكساس الوسيط نحو 23 في المئة على مدار الأسبوع، وهي أكبر خسارة لها بالنسبة المئوية منذ 2008، بحسب بيانات “رويترز”، فيما ارتفع غرب تكساس 23 سنتاً ليغلق على 31.73 دولار للبرميل، بعد أن صعد في وقت سابق إلى 33.87 دولار.
ولم يسلم الذهب أيضاً، حيث هوى أمس 3.8 في المئة إلى 1517.38 دولار للأوقية (الأونصة)، وعلى مدار الأسبوع، نزل المعدن الأصفر أكثر من 9 في المئة، وفقدت عقود الذهب الأميركية الآجلة 4.6 في المئة لتسجل 1516.60 دولار.
اندبندت عربي