علاقة ملتبسة بين تركيا والغرب: التردد بدعمها في سورية نموذجاً

علاقة ملتبسة بين تركيا والغرب: التردد بدعمها في سورية نموذجاً

بعد أيام على اجتماع بروكسل الذي جمع الاتحاد الأوروبي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لا يبدو أن إعلان دول الاتحاد بذل مزيد من الجهود في ما يتعلق بالعلاقة بين الطرفين سينجح، خصوصاً على صعيد إجراء تعديلات على اتفاقية اللاجئين الموقّعة عام 2016، والإبقاء على خطوط الاتصال مع تركيا مفتوحة ونشطة في ظل مطالبة أردوغان حلف شمال الأطلسي بمساعدة بلاده في الشمال الغربي من سورية. فالتطورات في إدلب دفعت الأوروبيين للحديث فجأة عن تصعيد يتطلب رد فعل، فيما استجاب الأمين العام للأطلسي ينس ستولتنبرغ بحذر لمطالب أردوغان، على الرغم من اعترافه بأن تركيا تتحمّل عبئاً ثقيلاً، خصوصاً أنها من أكثر الدول تأثراً بالوضع السوري. وكشف ستولتنبرغ عن أن “الأطلسي” سيتحقق مما يمكن القيام به غير مراقبة المجال الجوي عبر نظام الرادار المحمول جواً “أواكس”، من دون الحديث عن تدابير ملموسة، أي تطبيق المادة 5 من الاتفاقية مثلاً، والتي تنصّ على اعتبار أن أي هجوم تتعرّض له دولة في الحلف هو هجوم على جميع الدول الأعضاء.

حان الوقت ليظهر التضامن الأوروبي مع تركيا وإيجاد أسس فعلية لعملية السلام السورية


وفي خضم ذلك، برزت مطالبات أوروبية للدفع نحو زيادة الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أجل تمهيد الطريق لإجراء محادثات سياسية بهدف إنهاء الحرب في سورية، مع عرض مقترحات بفرض عقوبات إضافية على روسيا أو على سبيل المثال ضد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، في سياق جرائم الحرب الروسية في إدلب التي أكدتها الأمم المتحدة. في المقابل، طرح البعض فكرة إنشاء منطقة آمنة في إدلب، بدعم من “الأطلسي” وبحماية من التحالف الدولي، مع توضيح طريقة تنفيذها. أما وزيرة الدفاع الألمانية أنغريت كرامب ـ كارينباور، فجددت في حديث مع وكالة الأنباء الألمانية “د ب أ” أخيراً، دعوتها لزيادة المشاركة الأوروبية في المنطقة، للإشارة إلى أنه من الواضح أن الاتفاق التركي الروسي الأخير لوقف إطلاق النار في إدلب لا يمكن أن يكون حلاً مستداماً. ولفتت كرامب ـ كارينباور إلى أن مسالة تحقيق الاستقرار في المنطقة أمر مساعد كي تصبح ملاذاً آمناً للأشخاص والمساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار والعودة الطوعية للاجئين في وقت لاحق، وهي مسألة مهمة بالنسبة لأوروبا وألمانيا.

ويحصل هذا في وقت لا تملك فيه بروكسل ترف تجاهل الوضع أمام التطورات المتسارعة، تحديداً في غياب أي محاولة لتطوير أي استراتيجية مشتركة بين الأوروبيين، على وقع فشل المجتمع الدولي بشكل تامّ في وضع حد للحرب المفتوحة والوقوف إلى جانب جرائم الحرب الطويلة التي سببها نظام بشار الأسد وروسيا.

في السياق أيضاً، برزت تحليلات مفادها أنه يتعيّن على الأوروبيين و”الأطلسي” مساعدة تركيا في إدلب، لأنه لا يمكن للاتحاد الأوروبي أن يشتكي من تقرير أردوغان وبوتين مصير الناس في سورية، في حين لا يتحمل الأوروبيون أي مسؤولية بأنفسهم. بالتالي فإن عليهم التعاون مع أردوغان لتخفيف معاناة السوريين هناك، بعدما باتت إدلب من أكبر المناطق التي أصابتها الكوارث الإنسانية في القرن الـ21، وهذا ما سينتج عنه الحدّ من اللجوء إلى تركيا، بلد العبور إلى أوروبا.
وظهرت هذه المواقف بعدما أدرك أردوغان أن الأوروبيين لا يملكون قوة المواجهة وأن السياسة الخارجية الأوروبية تدهورت، ولجوئه إلى استخدام ورقة التهديد بملف اللاجئين حتى يتبع الأوروبيين إرادته. وتسود قناعة لدى هؤلاء بأن الرئيس التركي يستغل اللاجئين لإجبارهم على مساندته في إدلب.

في هذا الإطار، رأى أوليفر رولوفز، الشريك الإداري لشركة استشارات استراتيجية في م%