إيران تستقبل عاما فارسيا جديدا مثقلا بالأزمات

إيران تستقبل عاما فارسيا جديدا مثقلا بالأزمات

 

 

طهران ـ في محاولة لامتصاص الغضب الشعبي والدولي المتنامي من تعاطي السلطات مع فايروس كورونا، دعا الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي بمناسبة السنة الفارسية الجديدة الإيرانيين إلى الحفاظ على الوحدة، مشيرا إلى أن بلاده ستتغلب على الوباء بالوحدة والتضامن.

ولتخفيف الضغط الدولي على بلاده التي تعيش أزمة اقتصادية، قال خامنئي إن العقوبات الأميركية جعلت الإيرانيين يحققون الاكتفاء الذاتي في كافة المجالات.

وقال إنه في عام 1398، بدأ إنتاج البلاد “يتحرك إلى حد ما”، ولكن “لم يكن له تأثير على حياة الناس”. وحض الحكومة على “التصرف بطريقة (تجعل الإنتاج) يحدث فرقا كبيرا في حياة الناس”.

وأطلق على السنة الإيرانية الجديدة “عام النهضة الإنتاجية”، مضيفا “بالوحدة، اجتزنا عاما صعبا جدا… وإنني لأتوجه بالشكر للإيرانيين على إظهار هذا القدر الكبير من الاتحاد والتضامن… وإنني لأطلق على العام الجديد عام النهضة الإنتاجية”.

وكانت سنة 1398 التي بدأت في 21 مارس 2019، سنة صعبة على إيران بكل المقاييس.

فقد بدأت السنة بانهمار أمطار غزيرة هي الأسوأ التي شهدتها البلاد منذ عدة عقود. كما اتسمت بتفاقم الركود الذي عانت منه الجمهورية الإسلامية بعد إعادة فرض عقوبات أميركية مشددة عليها بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في مايو 2018.

وفي نوفمبر 2019 ، شهدت البلاد موجة من الاحتجاجات ضد الزيادة المفاجئة في أسعار البنزين قُمعت بشدة مخلفة قتلى قدرت منظمة العفو الدولية عددهم بـ 300 شخص على الأقل.

تبعت ذلك مأساة إسقاط الطائرة الأوكرانية “عن طريق الخطأ” من قبل القوات المسلحة في أوائل يناير 2020، والتي خلفت 176 قتيلاً عندما كان التوتر مع واشنطن في ذروته بعد مقتل الجنرال قاسم سليماني في العراق.

أعقب ذلك في الشهر التالي الإعلان عن الوفيات الأولى الناجمة عن فايروس كورونا المستجد.
وبدا الزعيم الإيراني الأعلى في صحة جيدة على الرغم من شائعات تحدثت عن إصابته بفايروس كورونا، ونفى مسؤولون مقربون منه هذه الشائعات في تصريحات صحفية.

وتأتي تصريحات الزعيم الإيراني الأعلى فيما لا تزال طهران توجّه نداءات استغاثة لتقديم الدعم الدولي لها، إذ تعيش على وقع أزمة اقتصادية خانقة.

وتضافرت العقوبات الأميريكية وتفشي فايروس كورونا في توجيه ضربة قوية لاقتصاد إيران مما أدى لارتفاع الأسعار تراجع العملة المحلية (الريال).

وأشار مسؤولون إيرانيون إلى أن العقوبات تعرقل جهود طهران لاحتواء الانتشار السريع لكورونا.

وأصاب الفايروس حتى مساء الخميس 18 ألف و407 أشخاص بإيران، فيما بلغت الوفيات 1284 حالة.

وتعد إيران من بين البلدان الأكثر انتشارا لفايروس كورونا بعد الصين وإيطاليا، حيث ظهرت أول إصابة بالفايروس في مدينة قم في 19 فبراير الماضي.

والخميس، قال وزير الصحة الإيراني، سعيد نمكي، إنهم يعلنون عن كافة الإحصائيات المتعلقة بالفايروس “بكل شفافية ومصداقية”.

جاء ذلك في تغريدة نشرها الوزير الإيراني على حسابه الشخصي بموقع تويتر بمناسبة عيد النوروز؛ ردًا على اتهامات بخصوص تعمد السلطات الإيرانية إخفاء المعلومات الحقيقية حول الوباء.

ويعتبر انتشار الفايروس في إيران من بين الأشد فتكا خارج الصين التي نشأ فيها الوباء.

وأسفر الفايروس عن وفاة شخصيات سياسية في إيران، أبرزهم رجل الدين هادي خسرو شاهي، وعضو مجلس تشخيص مصلحة النظام محمد مير محمدي، والسفير السابق لدى دمشق حسين شيخ الإسلام، والنائبة بالبرلمان فاطمة رهبر.

وفي التاسع من مارس أعلن مكتب خامنئي إلغاء خطابه السنوي في مدينة مشهد بمناسبة السنة الفارسية الجديدة لمنع إصابة المزيد من الأشخاص بالفايروس في أسوأ البلدان تضررا منه في منطقة الشرق الأوسط.

وفي رسالة منفصلة بمناسبة السنة الإيرانية الجديدة قال الرئيس حسن روحاني إن الإيرانيين سيواجهون تفشي فايروس كورونا بالوحدة مشيدا بأطقم الأطباء والممرضين لشجاعتهم في مكافحة المرض.

وقال روحاني في كلمة بثها التلفزيون “لقد نجحت أمتنا في تحقيق أهدافها رغم المصاعب… إيران ستتغلب على فايروس كورونا بالوحدة”.

العرب