متى ينتهي كورونا ويعود الناس إلى حياتهم الطبيعية؟

متى ينتهي كورونا ويعود الناس إلى حياتهم الطبيعية؟

في ظل الإجراءات الاحترازية غير المسبوقة التي اتخذتها دول عديدة مؤخرا للحد من تفشي وباء كورونا المستجد، وشملت تعليق الدراسة وتقييد حركة المواطنين وإغلاق الحدود وتعطيل الرحلات والحجر الصحي الجماعي، ضمن إجراءات أخرى أربكت السير العادي لحياة ملايين الناس؛ تبرز أسئلة كثيرة لعل أهمها: متى ينحسر الوباء وتعود الحياة إلى مجاريها؟

مجلة ذي أتلانتك نشرت مقالا للمسؤولة السابقة في وزارة الأمن الداخلي الأميركية جولييت كاييم، توقعت فيه أن يطول أمد الأزمة الراهنة التي ألقت بظلالها على مختلف مناحي حياة الناس.

وقالت كاييم في مقالها الذي نشر تحت عنوان “الأزمة قد تستمر 18 شهرا.. استعدوا” إن إجراءات الحجر الجماعي وإغلاق المدن حدثت بسرعة كبيرة، حيث تمت في غضون أيام في بعض الحالات، كما حدث عندما أصدر حاكم ولاية كاليفورنيا الخميس الماضي أمرا يقضي بأن يلزم كافة سكان الولاية منازلهم حتى إشعار آخر، مؤكدة أن نهاية الأزمة لن تكون بنفس السلاسة والسرعة التي اتخذت بها قرارات الحجر والإغلاق، ولن تحدث في أي وقت قريب.

وأشارت إلى أن هناك سؤالين ملحين سيصر الناس مع مرور الوقت على معرفة الإجابة عنهما، وهما: متى سينتهي الوباء؟ ومتى ستتسنى لهم العودة إلى حياتهم الطبيعية؟

وأوضحت أن الإجابة عن السؤال الأخير المتعلق بموعد عودة الناس إلى حياتهم الطبيعية لا تخضع لمعطيات العلم فحسب، وإنما تخضع لحسابات أخلاقية وسياسية لا يملك أحد الرغبة في نقاشها جهرا.

وعن السؤال الأول المتعلق بانحسار الوباء، أشارت كاييم إلى أنه استنادا إلى معايير الصحة العامة فإن القضاء على وباء كورونا لن يتسنى قبل مرور 18 شهرا أخرى، وأرجعت ذلك إلى أن الحل الوحيد للأزمة الراهنة يكمن في تطوير لقاح ضد الفيروس القاتل، مما يتطلب بعض الوقت.

وأشارت إلى أن القضاء على الوباء الذي حصد آلاف الأرواح حتى الآن وأصاب مئات الآلاف، لا يتوقف على تطوير لقاح فعال ضد فيروس “كوفيد-19” رغم صعوبته، بل يتطلب أيضا وقتا لتصنيعه وتوزيعه، وما لم ينجز ذلك فسيظل الناس عرضة لخطر موجات جديدة من تفشي الفيروس، حتى إن انحسرت الموجة الحالية، وفقا لتقارير صادرة عن الحكومة الأميركية وأخرى عن علماء في جامعة إمبريال كوليدج في بلندن.

الجزيرة