تمثل المناورات التي أجرتها مليشيا “كتائب حزب الله” العراقية، مساء أمس الخميس، بالذخيرة الحية في بلدة جرف الصخر في محافظة بابل (100 كلم جنوب بغداد)، التي تسيطر عليها منذ أكثر من 5 سنوات، تصعيداً جديداً في أسلوب التهديد للقوات الأميركية الموجودة في العراق، بحسب مراقبين يعتقدون أن الانتقال من بيانات التهديد إلى المناورات قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد في الأوضاع الأمنية بالعراق، لا سيما أنها تتزامن مع استمرار سقوط صواريخ الكاتيوشا على المنطقة الخضراء التي توجد فيها السفارة الأميركية.
وأكد المتحدث العسكري باسم مليشيا “كتائب حزب الله” جعفر الحسيني أنّ المليشيا نفذت مناورات سمتها “صيد الغربان” في جرف الصخر، موضحاً، في بيان، أن المناورات تضمّنت تمارين على “إحباط 4 سيناريوهات يمكن أن يقوم بها العدو”.
وبيّن الحسيني أن ذلك يعد “تحضيراً لمواجهة أي طارئ من خطط الأعداء”، مضيفاً أن “المناورة أجريت بالذخيرة الحية، ونفذها الآلاف من المجاهدين ضمن تمرين تعبوي استخدمت فيه أسلحة متطورة، وقد حاكى التمرين سيناريوهات لأربعة أنماط من الاشتباك، منها التصدي لإنزال جوي، ومجابهة التعرّض البري، وخوض معركة في بيئة الغابات، فيما اشتمل النمط الرابع على فعالية حرب المدن”.
وتابع: “مع الإعلان عن تنفيذ هذه التمرين بنجاح فإننا نرى أنه يجدر التذكير والتحذير للأعداء من مغبة الإقدام على أي عمل عدواني”.
وقالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” إنّ أصوات إطلاق نار مكثف وانفجارات سُمعت مساء الخميس داخل جرف الصخر واستمرت ساعات عدة، حتى ساد الاعتقاد بأن المنطقة تعرضت لهجوم صاروخي، قبل أن يتبين لاحقاً أن هذه الأصوات هي لمناورات فصائل مسلحة.
وجاءت هذه المناورات بعد يوم واحد من تهديدات أطلقتها مليشيا “كتائب حزب الله” العراقية ضد القوات الأميركية الموجودة في العراق وجهاز عسكري عراقي، وآخر أمني، قالت إنهما متعاونان معها لتنفيذ مخطط لـ”إنزال جوي أميركي” يستهدف مقرات فصائل عراقية مسلحة.
كما أنها تزامنت مع تجدد إطلاق صاروخ كاتيوشا على المنطقة الخضراء في بغداد، والذي يعد القصف الثاني الذي يستهدف المنطقة خلال 24 ساعة، وفي المرتين أطلقت صفارات الإنذار بالسفارة الأميركية الواقعة داخل المنطقة الخضراء.
ويرى أستاذ الأمن الوطني العراقي أحمد الحيدري أنّ مناورات “كتائب حزب الله” تشير بما لا يقبل الشك إلى أنها انتقال في مستوى تهديد الأميركيين عن طريق البيانات والتصريحات، إلى إجراء التمارين العسكرية واستعراض الأسلحة الحية، مؤكداً لـ”العربي الجديد” أنّ الفصائل العراقية تنظر بجدية إلى الأنباء التي يتم تداولها بشأن نية الأميركيين تنفيذ إنزال جوي يستهدف مقرات “الحشد”، أو المشاركة في انقلاب عسكري.
وبيّن أن المليشيا اختارت منطقة جرف الصخر لخلوها من السكان، وخضوعها لسيطرتها منذ سنوات عدة، مضيفاّ: “كما أن في ذلك رسالة رمزية كون جرف الصخر كانت قد تعرضت إلى قصف أميركي قبل نحو أسبوعين، وأن الردّ على الأميركيين يكون من المنطقة ذاتها”، متوقعاً أن يتسبّب ذلك بمزيد من التصعيد الأمني في البلاد.
وقال العضو السابق في البرلمان العراقي ماجد شنكالي إن جرف الصخر تمثل واحدة من أكبر القواعد التي يوجد فيها عناصر “الحرس الثوري الإيراني”، مضيفاً، في تغريدة على موقع “تويتر”: “للعلم أكبر قاعدة للحرس الثوري هي في جرف الصخر والأخرى بالقرب من التنف على الحدود العراقية الإيرانية”.
عربي جديد