قال الكرملين إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين اتفقا في اتصال هاتفي أمس الاثنين على إجراء محادثات بين وزيري الطاقة في البلدين بشأن تراجع أسواق النفط العالمية، وعلى إثر ذلك ارتفعت أسعار الخام عن أدنى مستوى في 18 عاما.
ويمثل الاتفاق تحولا جديدا في دبلوماسية النفط العالمية منذ أن تسبب فشل منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا في وقت سابق من هذا الشهر في الاتفاق على خفض الإنتاج في إشعال حرب أسعار بين روسيا والسعودية قائدة أوبك فعليا.
وقال الكرملين في إيجاز بشأن الاتصال “جرى تبادل وجهات النظر بشأن الوضع الحالي لأسواق النفط العالمية، وتم الاتفاق على إجراء مشاورات روسية أميركية بشأن هذا من خلال وزيري الطاقة”.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاد دير إن الرئيسين اتفقا على أهمية استقرار أسواق الطاقة العالمية.
وأسهمت آثار تفشي جائحة كورونا أيضا في تهاوي أسعار الخام إلى مستوى تاريخي، وهو ما يهدد شركات النفط ذات التكاليف الأعلى في الولايات المتحدة وحول العالم بالإفلاس.
كما قالت المتحدثة باسم وزارة الطاقة الأميركية شايلين هاينس إن وزير الطاقة دان برويليت سيتحدث مع نظيره الروسي ألكسندر نوفاك بشأن “السبل التي يمكن من خلالها لأكبر المنتجين في العالم التعامل مع التقلب في أسواق النفط العالمية”.
ولم يذكر الكرملين بالتحديد ما سيناقشه الوزيران، لكن موسكو أشارت في السابق إلى أنها تود انضمام مزيد من الدول إلى جهود تحقيق التوازن في أسواق النفط بالعالم.
وقبل قليل من الاتصال الهاتفي بنظيره الروسي، قال ترامب إن السعودية وروسيا أصابهما الجنون في حرب أسعار النفط.
وقال ترامب في لقاء متلفز مساء أمس الاثنين إنه ناقش مع بوتين إعادة الاستقرار لسوق النفط، مضيفا “لم أكن أتوقع أن أطلب يوما زيادة أسعار النفط.. السعر الحالي منخفض للغاية”.
تعافي الأسواق
وعلى إثر تلك التصريحات تعافت أسعار النفط اليوم الثلاثاء لترتفع في التعاملات الصباحية عن أدنى مستوى في 18 عاما، والذي بلغته بسبب خفض توقعات تفشي وباء فيروس كورونا الجديد للطلب على الوقود في أنحاء العالم.
وزاد خام القياس العالمي برنت 1.3% مسجلا 23.06 دولارا للبرميل بحلول الساعة 06:35 بالتوقيت العالمي، بعدما سجل عند الإغلاق أمس 22.76 دولارا، وهو أدنى مستوى منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2002.
كما ارتفع الخام الأميركي 6% مسجلا 21.30 دولارا للبرميل، بعد أن بلغ في الجلسة السابقة 20.09 دولار عند التسوية، وهو أدنى مستوى له منذ فبراير/شباط 2002.
وواجهت أسواق النفط ضغوطا متزامنة من تفشي الوباء ومن حرب أسعار بين السعودية وروسيا بعد أن أخفقت أوبك ودول أخرى منتجة للنفط في التوافق على خفض أكبر للإنتاج لدعم أسعار الخام في أوائل مارس/آذار الحالي.
كما وجدت أسعار النفط دعما من آمال بأن ينعش التعافي الاقتصادي في الصين الطلب على النفط.
وبدأت مصافي النفط الموجودة في البلاد في زيادة معدلات معالجة الخام إلى مستويات ما قبل الأزمة، إلا أن الزيادة قد تكون دون جدوى في ظل انهيار الطلب حول العالم.
تخمة بالمعروض
من جهته، توقع بنك ستاندرد تشارترد أن يبلغ متوسط سعر برنت 23 دولارا للبرميل في الربع الثاني، كما توقع انخفاض الطلب على النفط في أبريل/نيسان بمقدار 18.5 مليون برميل يوميا مقارنة بـ10.5 ملايين برميل يوميا في توقعات سابقة، بسبب إجراءات العزل العام العالمية الناجمة عن فيروس كورونا.
ويتوقع البنك الآن أيضا انخفاض الطلب على النفط في 2020 بمقدار قياسي يبلغ 5.43 ملايين برميل يوميا في المتوسط.
وقال محللو البنك في مذكرة إن “القيود الأكثر صرامة على التنقل ضمن استجابة الحكومات لفيروس كورونا فاقمت توقعاتنا الخاصة بصدمة الطلب على النفط”.
كما يتوقع البنك فائضا في السوق قدره 21.8 مليون برميل يوميا في أبريل/نيسان المقبل، و19.5 مليون برميل يوميا في مايو/أيار، و13.7 مليون برميل يوميا في يونيو/حزيران المقبل.
المصدر : وكالات