ضغوط متزايدة على أسواق النفط وسط توقعات الانكماش

ضغوط متزايدة على أسواق النفط وسط توقعات الانكماش

خلص استطلاع لـ”رويترز”، اليوم الثلاثاء، إلى أن أسعار النفط ستظل دون أربعين دولاراً للبرميل هذا العام، إذ تقوّض الإجراءات الرامية لوقف الانتشار العالمي فائق السرعة لفيروس كورونا الطلب، في حين يفاقم انهيار اتفاق لأوبك+ تخمة في الإمدادات آخذة في الزيادة.

ويتوقع المسح الذي شمل أربعين محللاً أن يبلغ متوسط أسعار خام برنت 38.76 دولار للبرميل في 2020 بانخفاض 36 في المئة عن توقعات عند 60.63 دولار في استطلاع أجري في فبراير (شباط).

وجرى خفض توقعات 2020 لخام غرب تكساس الوسيط إلى 35.29 دولار للبرميل من توقعات الشهر الماضي التي بلغت 55.75 دولار.

ويجرى تداول أسعار كل من خامي برنت وغرب تكساس الوسيط حالياً في نطاق يقل قليلاً عن عشرين دولاراً. وهوى خام القياس العالمي برنت بما يقرب من سبعين في المئة من مستويات مرتفعة بلغها في يناير (كانون الثاني)، إذ أضرّت إجراءات العزل العام العالمية بسبب الفيروس بالطلب، في حين غمرت حرب الأسعار السعودية- الروسية السوق بالإمدادات.

وتكبدت أسعار النفط، التي كانت ضعيفة بالفعل، مزيداً من التراجع في مارس (آذار) عندما انهار اتفاق لتخفيض الإمدادات بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا ومنتجين آخرين، في إطار ما يعرف بمجموعة أوبك+.

ويتوقع المحللون انكماش الطلب العالمي بما بين 0.7 مليون وخمسة ملايين برميل يومياً في 2020، وهو ما يحتمل أن يفوق التراجع في 2009 خلال الأزمة المالية العالمية. وأظهر الاستطلاع أن الإنتاج الأميركي قد ينخفض بما بين 0.5 مليون وثلاثة ملايين برميل يوميا.

النفط يتعافى مع أمل تراجع كورونا

وتعافت أسعار النفط، اليوم الثلاثاء، بعد أن وافق الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على إجراء محادثات من أجل تحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة، إذ ارتفع عن أدنى مستوى في 18 عاماً، والذي بلغه بسبب خفض توقعات تفشي وباء فيروس كورونا الجديد للطلب على الوقود في أنحاء العالم.
وزاد خام القياس العالمي برنت 30 سنتاً أو ما يعادل 1.3 في المئة مسجلاً 23.06 دولار للبرميل، بعدما سجّل عند الإغلاق أمس الاثنين 22.76 دولار، وهو أدنى مستوى منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2002.

وارتفع الخام الأميركي 1.21 دولار أو ما يعادل ستة في المئة مسجلاً 21.30 دولار للبرميل، بعد أن بلغ في الجلسة السابقة 20.09 دولار عند التسوية، وهو أدنى مستوى له منذ فبراير (شباط) 2002.

وواجهت أسواق النفط ضغوطاً متزامنةً من تفشي الوباء ومن حرب أسعار بين السعودية وروسيا، بعد أن أخفقت أوبك ودول أخرى منتجة للنفط في التوافق على خفض أكبر للإنتاج لدعم أسعار الخام في أوائل مارس (آذار).

انخفاض الطلب

وتوقع بنك ستاندرد تشارترد انخفاض الطلب على النفط في أبريل (نيسان) بمقدار 18.5 مليون برميل يومياً مقارنة مع 10.5 مليون برميل يومياً في توقعات سابقة بسبب إجراءات العزل العام العالمية الناجمة عن فيروس كورونا.

ويتوقع البنك الآن انخفاض الطلب على النفط في 2020 بمقدار قياسي يبلغ 5.43 مليون برميل يومياً في المتوسط.

وقال محللو البنك في مذكرة إن “القيود الأكثر صرامة على التنقل ضمن استجابة الحكومات لفيروس كورونا فاقمت توقعاتنا الخاصة بصدمة الطلب على النفط”.

كما يتوقع البنك فائضاً في السوق قدره 21.8 مليون برميل يومياً في أبريل و19.5 مليون برميل يومياً في مايو (أيار) و13.7 مليون برميل يومياً في يونيو (حزيران).

وقال البنك “وفقاً لحساباتنا، فإن زيادة المخزونات ستستنفد احتياطي طاقة التخزين في منتصف مايو. وتتطلب إعادة التوازن للسوق وقفاً غير مسبوق للإنتاج من جانب مشغلين، وهو أمر مستبعد أن يحدث من دون انخفاض كبير للأسعار”.

ويتوقع البنك حالياً أن يبلغ متوسط سعر برنت 23 دولاراً للبرميل في الربع الثاني.

التراجع الاقتصادي يضرّ بالنفط

وقال كبير الخبراء الاقتصاديين في مؤسسة ترافيجورا العالمية لتجارة السلع إن الطلب على النفط قد يهبط بأكثر من 30 مليون برميل يومياً في أبريل، في ظل تراجع حاد للاقتصاد العالمي بسبب جائحة فيروس كورونا. ويعادل ذلك نحو ثلث الاستهلاك العالمي اليومي.

وقال سعد رحيم، كبير الاقتصاديين في ترافيجورا، التي مقرها جنيف، إن معركة على حصة في السوق غير مهمة الآن لأن القيود المرتبطة بمكافحة فيروس كورونا تلزم نحو ثلاثة مليارات شخص حول العالم بالبقاء في منازلهم لمنع انتشار فيروس كوفيد-19، ولا تلوح نهاية واضحة في الأفق.

وقدّر رحيم التخفيضات في استهلاك مصافي التكرير حول العالم للخام عند نحو 7- 8 ملايين برميل يومياً، لكنه يتوقع أن ترتفع إلى 12- 13 مليون برميل يومياً في الأسبوعين أو الأسابيع القليلة المقبلة مع تراجع حركة انتقال الأفراد والبضائع.

وقال أيضاً إن انتاج النفط الأميركي من المنتظر أن يهبط لأن شركات النفط الصخري، على العكس مما حدث أثناء انهيار الأسعار في 2014، فقدت الفرصة لجمع أموال من أسواق الدين أو أسواق الأسهم.

اندبندت عربي