واشنطن – أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن تورط النظام الإيراني في اغتيال معارض بارز لطهران في تركيا، يثير قلق الولايات المتحدة.
وتندرج تصريحات بومبيو في إطار مزيد تشديد الضغوط على النظام في طهران لكبح أنشطته النووية ووضع حدّ لسياساتها العدائية تجاه دول المنطقة عبر أذرعها المسلحة.
وقال بومبيو إن “التقارير عن تورط دبلوماسيين إيرانيين في اغتيال معارض لنظام طهران في تركيا، مقلقة، لكنها تتسق مع مهام أولئك الموظفين”.
وفي السياق ذاته، قال مسؤول أميركي إن وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية ضالعة بشكل مباشر في اغتيال المعارض الإيراني مسعود مولوي وردنجاني في نوفمبر الماضي بمدينة اسطنبول التركية.
وعلّق بومبيو حيال تأكيد تقارير مدى تورط إيران في عملية التصفية بموقعه الرسمي على تويتر بقوله أن “الدبلوماسيين الإيرانيين عملاء إرهاب، وقد ارتكبوا اغتيالات وتفجيرات عديدة في أوروبا خلال العقد الماضي”.
وأغتيل وردنجاني بالرصاص في أحد شوارع اسطنبول في 14 نوفمبر 2019، وذكرت مصادر صحافية الأسبوع الماضي نقلا عن مسؤولين أتراك أن ضابطي مخابرات في القنصلية الإيرانية باسطنبول حرضا على اغتياله.
وقال المسؤول الأميركي الكبير إنه “بالنظر إلى سجل إيران في اغتيال المعارضين الإيرانيين والوسائل التي استخدمت في تركيا فإن حكومة الولايات المتحدة تعتقد أن وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية ضالعة بشكل مباشر في مقتل وردنجاني”.
ولم تعلن الولايات المتحدة في السابق تقييمها بشأن الجهة التي ربما تكون مسؤولة عن الواقعة.
ووصف وزير الخارجية الأمريكي الواقعة بأنها “نموذج مأساوي آخر في سلسلة طويلة من محاولات الاغتيال التي يشتبه ضلوع إيران فيها” لمعارضين إيرانيين.
ولم تتهم السلطات التركية علانية الحكومة الإيرانية بالمسؤولية عن الجريمة وقتها، لكن المسؤولين الأتراك قالوا الأسبوع الماضي إن أنقرة ستثير مسألة اغتيال وردنجاني مع طهران.
ويأتي التقييم الأمريكي وسط حملتها الرامية لممارسة “الضغط الأقصى” على طهران والتي يهدف الرئيس دونالد ترامب من خلالها أن يجبر إيران على الحد من برنامجها الصاروخي ومن استخدام قوات بالوكالة في العراق واليمن ولبنان.
ودفعت هذه الحادثة مراقبين نحو التساؤل عن نوايا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن الوضع، حيث لا يستبعد البعض أن يستخدمها كورقة ابتزاز ضد إيران.
وأضافت المصادر ذاتها أن حديث الولايات المتحدة الأميركية عن تورط إيران في العملية يضع أنقرة في موقف محرج لغياب أي ردة فعل رسمية من قبل نظام الرئيس التركي تجاه الحادثة.
العرب