واشنطن – حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب برد قوي وحاسم تجاه أي تهديد إيراني يستهدف المصالح الأميركية في العراق.
وقال ترامب إن إيران ستدفع “ثمنا باهظا” إذا ما هاجمت هي أو حلفاؤها في العراق القوات الأميركية المتمركزة في هذا البلد.
وخلال مؤتمره الصحافي اليومي في البيت الأبيض حول تطوّرات مكافحة وباء كوفيد-19 في الولايات المتحدة، قال الرئيس الأميركي بشأن إيران “نحن لا نريد العداء، لكن إذا كانوا قاموا بعمل معادٍ لنا، فسيندمون على ذلك كما لم يندموا على أيّ شيء قبلاً”.
وجاء تصريح الرئيس الأميركي بعيد ساعات على نشره تغريدة حذّر فيها طهران وأتباعها في المنطقة من مهاجمة قواته في العراق، وقال “إذا حصل هذا الأمر، ستدفع إيران ثمناً باهظاً جداً”.
وأضاف “بناء على معلومات، تخطط إيران أو حلفاؤها لهجوم مباغت يستهدف قوات أميركية أو منشآت في العراق”، إلا أنه لم يتّضح ما إذا كان سيّد البيت الأبيض يعني أن لدى واشنطن معلومات استخباراتية عن تلك الخطة.
وجاءت تحذيرات ترامب برد أميركي حاسم على خلفية تلويح طهران بالتصعيد ضد المصالح الأميركية وذلك في علاقة بنشر صواريخ باترويت الأميركية الذي بعثر أوراق النظام الإيراني في العراق.
وكان حذر مساعد عسكري بارز للزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، الولايات المتحدة من تبعات “التصرفات الاستفزازية” في العراق.
ونقلت وكالة تسنيم للأنباء عن الجنرال يحيى رحيم صفوي قوله “ننصح الساسة والعسكريين الأميركيين بتحمل مسؤولية تبعات تصرفاتهم الاستفزازية (في العراق)”.
وأضاف “أي تصرف أميركي سيعد فشلا استراتيجيا أكبر في سجل الرئيس الحالي”.
وبات نفوذ طهران على المحك بعد نشر الصواريخ التي ستحد من سطوة الميليشيات، إضافة إلى تكليف عدنان الزرفي البعيد عن دائرة الأحزاب والشخصيات العراقية التي تأخذ التعليمات وتدين بالولاء للمرشد الأعلى علي خامنئي.
وقال مراقبون أن طهران تعي تماما مدى خطورة نشر البطاريات الأميركية في العراق التي من شأنها تشل القدرات العسكرية للميليشيات العراقية التابعة لها.
وبموجب اتفاق مع السلطات في بغداد، قلصت البنتاغون من عدد قواتها المتمركزة في العراق مقابل نشر منظومة الدفاع الجوية التي شكلت ضربة موجعة لنفوذ نظام ولاية الفقيه في العراق.
وكان ينتشر في العراق نحو 7,500 جندي أميركي في إطار تحالف تقوده الولايات المتحدة لمساعدة القوات العراقية في التصدي للمجموعات الجهادية، لكن هذا العدد تراجع بشكل ملحوظ هذا الشهر.
ويعمل التحالف على إعادة جنود إلى بلادهم في تدبير احترازي على خلفية انتشار فايروس كورونا المستجد كما يعمل على إخلاء قواعد يشغلها في العراق.
وتعرّضت تلك القواعد كما سفارات أجنبية، بخاصة البعثة الدبلوماسية الأميركية، لأكثر من عشرين ضربة صاروخية منذ أواخر أكتوبر.
ولجأت الولايات المتحدة الأميركية إلى نشر منظومة باتريوت في العراق من أجل وضع حدّ لهجمات الميليشيات الموالية لإيران على منشآت عسكرية ودبلوماسية تابعة لواشنطن.
وقد وصلت بالفعل إحدى بطاريات باتريوت إلى قاعدة عين الأسد، التي ينتشر فيها جنود أميركيون، الأسبوع الماضي، ويتم تركيبها، وفقاً لمسؤول عسكري أميركي ومصدر عسكري عراقي.
وعززت الهجمات التي حمّلت الولايات المتحدة مسؤوليتها للحشد الشعبي المدعوم من إيران، مخاوف من حرب بالوكالة جديدة على الأراضي العراقية.
من جانبها، أكدت إيران الخميس أنها “لا تبدأ حروبا” و”لا تتحرك إلا دفاعا عن النفس”، وجاء ذلك ردا على تحذيرات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإيران وحلفائها من الهجوم على القوات الأميركية في العراق.
وكتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة على تويتر “خلافا للولايات المتحدة — التي تكذب خفية وتغش وتغتال — إيران لا تتحرك إلا دفاعا عن النفس”.
العرب