بدأت مجموعة أوبك+ لمصدري النفط الخام تناقش خفضاً للإمدادات العالمية بواقع عشرة ملايين برميل يومياً، وفق معلومات أوردتها الصحف والوكالات العالمية الجمعة، إلا أن هذا الخفض يأتي مشروطاً بمشاركة الولايات المتحدة الأميركية في تقليص الإنتاج، إضافة إلى كندا والنرويج والبرازيل.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال الخميس إنه توسط في صفقة سيخفض بموجبها المنتجان الكبيران روسيا والسعودية الإنتاج بما يتراوح بين عشرة ملايين و15 مليون برميل يومياً، ما يمثل عشرة إلى 15% من المعروض العالمي. وقال ترامب إنه لم يعرض خفض الإنتاج الأميركي.
ودعت السعودية الخميس لعقد اجتماع طارئ بين أوبك والمنتجين من خارجها، قائلة إنها تستهدف التوصل إلى اتفاق عادل لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط التي انهارت بفعل تأثر الطلب من فيروس كورونا. في غضون ذلك، ذكرت وكالة الإعلام الروسية أن وزارة الطاقة في أذربيجان، وهي ليست عضواً في أوبك، قالت إن من المزمع عقد اجتماع أوبك+ في السادس من إبريل/ نيسان عبر دائرة تلفزيونية مغلقة.
وقالت وكالة الإعلام الروسية الجمعة، نقلاً عن مصدر، إن عدداً من الدول ترغب في الانضمام إلى التحالف القائم بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وأعضاء من خارج المنظمة. وأبلغ المصدر الوكالة أن من المحتمل بحث ضم أعضاء جدد وكذلك تنفيذ خفض كبير للإنتاج بواقع عشرة ملايين برميل يومياً. وأضافت الوكالة أنه لم يتم تحديد حصص للخفض بعد.
بيد أن مصادر أكدت أنه من المستبعد أن توافق روسيا على التخفيضات إذا لم تشارك أميركا.
وروسيا والسعودية في خضم خلاف منذ أوائل مارس/ آذار، حين أخفقتا في الموافقة على اتفاق لكبح الإنتاج مع انتشار فيروس كورونا في أنحاء العالم. وتفاقم الفيروس منذ ذلك الحين، وجمد النشاط الاقتصادي ودفع أسعار النفط للتهاوي مع مواجهة المنتجين احتمال انخفاض كبير في الطلب إلى جانب إغراق السوق بإمدادات نفطية لا تجد طلباً.
وقال برايان ويليامز، الشريك لدي كارل ماركس أدفيسورز، وهي شركة متخصصة في الخدمات المصرفية التجارية لـ “رويترز” “إنها خطوة ضرورية، لا شيء يصلح مع 20 دولاراً لسعر برميل النفط. فعلياً، يجب إغلاق الصنبور”.
وقال مصدر في أوبك+ إن “مكالمة ترامب لبوتين غيرت كل شيء”، مضيفاً أن الحديث الأولي بين المجموعة يدور حول الكيفية التي سيرغب بها منتجون كبار آخرون في المشاركة في أي تخفيضات منسقة للإنتاج.
وقال جيسون كيني، رئيس وزراء ألبرتا، المقاطعة الرئيسية المنتجة للنفط في كندا، إن ألبرتا منفتحة على الانضمام لاتفاق لخفض الإنتاج، على الرغم من أنه قال “إن السعوديين والروس هم المشكلة هنا”. وتنتج كندا نحو أربعة ملايين برميل يومياً. ومن المتوقع أن ينخفض الطلب على النفط بنحو 30 مليون برميل يومياً في إبريل/ نيسان، أو نحو ثلث الاستهلاك اليومي.
وأدى الانخفاض الهائل في الطلب إلى دفع أسعار النفط صوب أدنى مستوياتها منذ 2002، قرب 20 دولاراً للبرميل، مما أثر سلباً على ميزانيات الدول المنتجة ووجّه ضربة كبيرة لقطاع النفط الصخري الأميركي.
العربي الجديد