الزرفي يوجه رسائل طمأنة لإيران وقادة الحشد الشعبي

الزرفي يوجه رسائل طمأنة لإيران وقادة الحشد الشعبي

بغداد – قال رئيس الوزراء العراقي المكلف عدنان الزرفي إن “جهة إيرانية متنفذة” لم يسمّها أبلغته أن طهران لن تتدخل في مفاوضات تشكيل حكومته، ما يعني موافقة ضمنية على تكليفه. ورحّب بأيّ أنشطة إيرانية في العراق مستقبلا، لافتا إلى أنه يرفض الاعتداء على أيّ قوة عراقية رسمية، في إشارة طمأنة واستمالة إلى الحشد الشعبي، في خطوة قال مراقبون إنها تعكس نفوذ إيران وأذرعها في العراق وإن أيّ رئيس وزراء يحتاج للحصول على رضاها.

وجاءت تصريحات الزرفي بالتزامن مع إعلان أصدرته ثماني ميليشيات عراقية مسلحة ضد المكلف، متهمة إياه بالعمالة للاستخبارات الأميركية، فيما دعت الكتل السياسية إلى إسقاط كابينته.

وقال الزرفي في تصريحات السبت إنه لم يلتق قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني العميد إسماعيل قاآني، الذي زار العراق مؤخرا، واجتمع بكبار الزعماء والساسة، بينهم نوري المالكي ومقتدى الصدر وهادي العامري وبرهم صالح، مشيرا إلى أنه لم يسمع من أصداء زيارة الجنرال الإيراني عن رفض طهران لمضيّه في مهام تكليفه.

لكن الزرفي ألمح إلى أن جهاز الحرس الثوري الإيراني، من دون تسميته صراحة، أبلغه عبر رسالة رسمية بأن طهران لن تتدخل في مفاوضات تشكيل الحكومة، في إشارة إلى إمكانية نيل حكومته ثقة البرلمان العراقي.

وعندما سئل الزرفي عن حقيقة الأنباء التي تشير إلى أن القوى الشيعية العراقية الكبيرة اتفقت يوم الجمعة على ترشيح رئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي لتشكيل الحكومة الجديدة بدلا عنه، قال إن علاقته بالأخير متينة جدا. وأضاف أن الكاظمي أبلغه عدم قبوله بأيّ تكليف جديد ما دام تكليف الزرفي قائما.

ويراهن الزرفي على تكتيك جديد، يقوم على استقطاب النواب الناقمين على زعمائهم، وتشجيعهم على دعمه خلال جلسة منح الثقة، التي تقول المصادر إنها قد تعقد يوم الاثنين أو الثلاثاء.

لذلك، يصرّ الزرفي على رفض الإعلان عن اعتذاره في استكمال مشاورات تشكيل كابينته التي ينتظر أن تعلن خلال أيام، برغم الإشارات الواضحة التي وردته من زعماء الأحزاب الشيعية الكبيرة خلال اليومين الماضيين بشأن استحالة حصوله على ثقة البرلمان، في حال انعقاد الجلسة.

ورجّح النائب في البرلمان فالح الزيادي أن يقدم الزرفي تشكيلته الحكومية المكونة من 24 حقيبة وزارية الى البرلمان العراقي مطلع الأسبوع ضمن المهلة الدستورية، لافتا إلى أن الأمر يتوقف على حضور النواب إلى مبنى البرلمان، خاصة وأن عددا من النواب يتواجدون الآن في محافظاتهم.

ويقول رافضو الزرفي إن لديهم القدرة على منع انعقاد الجلسة المرتقبة من الأساس من خلال زعزعة النصاب. أما في حال انعقادها فستكون الاحتمالات كلها قائمة، بما فيها نيل الثقة.

ووفقا للزرفي، فإن أحدا من النواب لن يتخلف عن حضور جلسة منح الثقة، بسبب إدراك زملائه في البرلمان حجم التحديات الصحية والاقتصادية التي تواجهها البلاد.

وواصل الزرفي إطلاق إشارات التطمين للقوى الشيعية، مشيرا إلى أنه يرفض الاعتداء على أيّ قوة عراقية رسمية، بما فيها الحشد الشعبي. في المقابل، كشف الزرفي عن اتصالات أجراها مع قوات التحالف الدولي، مؤكدا استعدادها للتعاون مع العراق في المرحلة المقبلة.

وأعلن رئيس الوزراء المكلف ترحيبه بأيّ أنشطة اقتصادية إيرانية أو أميركية تصب في صالح تحريك جهود الاستثمار، مشيرا إلى أنه سيمنع في حال نيله الثقة أيّ نشاطات غير اقتصادية لهذه الدول، وتحديدا العسكرية، على أراضي بلاده.

ولم يكد الزرفي ينتهي من تصريحاته، حتى باغتته أبرز الفصائل المسلحة الموالية لإيران، بموقف شديد اللهجة، واصفة إياه بالعميل للاستخبارات الأميركية، في إشارة واضحة إلى أن تطميناته ليست مجدية.

ووقّع كل من حركة عصائب أهل الحق وكتائب سيد الشهداء وحركة الأوفياء وحركة جند الإمام وحركة النجباء وكتائب الإمام علي وسرايا عاشوراء وسرايا الخرساني رسالة موحدة، إلى القوى السياسية العراقية، تضمنت الإعلان عن موقفها “الثابت والمبدئي الرافض لتمرير مرشح الاستخبارات الأميركية المدعو عدنان الزرفي”.

وحذّرت رئيس الجمهورية برهم صالح من أنه “بترشيحه لهذا الشخص فإنه خالف إرادة المتظاهرين وتوجيهات المرجعية الدينية بتقديم مرشّح جدلي متّهم بالفساد وهو بذلك يتعمد تهديد السلم الأهلي وهو الأمر الذي لن نسمح به وسنبذل كل جهدنا من أجل المحافظة على الاستقرار والأمان في البلد”.

كما وجهت هذه الميليشيات رسالة إلى “قوات الاحتلال الأميركي بعد رفضكم الانصياع لقرار شعب العراق وبرلمانه وحكومته وعدم سحب قواتكم واستمراركم بالاعتداء على سيادة العراق وأرواح أبنائه فقد أثبتم أنكم قوات احتلال للجميع وأنكم لا تحترمون إلا لغة القوة، وعلى هذا الأساس سيتم التعامل معكم”.

وخاطبت الأميركيين بأن “عليكم أن تعلموا أن كل العمليات التي حصلت ضدكم لم تكن إلا رد بسيط على اعتداءاتكم لأنّ قرار العمليات لم يكن قد اتخذ في ذلك الوقت”.

ووضع مراقبون هذا الإعلان الميليشياوي في خانة الضغط الشيعي على القوى السياسية السنية والكردية في حال قررت حسم أمرها والمضي في دعم الزرفي.

العرب