كابول – تحولت إيران الموبوءة إلى مصدر خطر على جيرانها بعدما ثبتت مسؤوليتها عن تصدير الفايروس إلى الدول المحيطة بها غربا (العراق وتركيا) وشرقا (باكستان وأفغانستان).
وباتت إيران ثاني أكبر بؤرة تفشّ لفايروس كورونا بعد الصين، وأكبر مصدر له في المنطقة، وهو ما يعود إلى تكتم السلطات الإيرانية عن الإحصائيات الحقيقية للمصابين في المرحلة الأولى، إضافة إلى إهمالها اتخاذ الإجراءات الضرورية لمنع انتشار الفايروس خاصة في المدن المعروفة بنشاطات دينية.
وإذا كان العراق في وضع أفضل بسبب بقايا نظام صحي قديم، فإن أفغانستان المنهكة بحرب ما زالت مستمرة منذ عقود، ستكون أكبر المتضررين وستحلّ بها الكارثة.
وتخشى السلطات الأفغانية انتشارا واسعا للوباء بعد أن اختار عمال أفغان يعملون في إيران العودة إلى بلادهم بعدما تحولوا إلى عاطلين بسبب توقف عمل المصانع نتيجة الفايروس، وتلويح السلطات الإيرانية بإعادة نحو مليون عامل أفغاني إلى بلادهم.
وأصبح مهدي نوري عاطلا عن العمل عندما تم إغلاق المصنع الذي كان يعمل فيه لقطع الحجارة في مدينة أصفهان بسبب تفشي فايروس كورونا. لم يكن لديه المال، وكان خائفا من الإصابة وليس لديه خيارات، لذا سافر إلى وطنه.
ويهدد التدفق الهائل للعائدين، دون الخضوع لاختبار ودون مراقبة، إلى المدن والبلدات والقرى في جميع أنحاء البلاد، بخلق تفشي أكبر في أفغانستان يمكن أن يطغى على بنيتها التحتية الصحية التي دمرتها عقود من الحرب.
وأكدت السلطات الأفغانية حتى الآن 273 حالة إصابة بالفايروس الجديد، أكثر من 210 منها أشخاص عادوا من إيران. وتم تسجيل أربع وفيات.
وقال وزير الصحة الأفغاني، فيروز الدين فيروز، إن الفايروس انتشر بالفعل بسبب العائدين. وأضاف “إذا زادت الحالات، فسيكون ذلك خارج نطاق السيطرة وسنحتاج إلى المساعدة”.
وأعرب فيروز ومسؤولون أفغان آخرون عن قلقهم من أن إيران ستدفع أكثر من مليون أفغاني يعملون بشكل غير قانوني إلى خارج البلاد.
وقد منعت إيران بالفعل الدخول من أفغانستان، ومنعت أي شخص غادر من العودة. وسجلت إيران حتى الآن أكثر من 58 ألف حالة إصابة بالفايروس، وأكثر من 3600 حالة وفاة.
وسجلت دول مثل العراق والكويت والبحرين ولبنان التي لها ارتباطات دينية بإيران خلال الشهرين الماضيين حالات إصابة كان مصدرها مدينة قم الإيرانية.
ويسافر آلاف العراقيين والكويتيين والبحرينيين الشيعة إلى إيران لزيارة أماكن مقدسة، خصوصا في قم ومشهد، فيما يتوجه الإيرانيون بكثافة إلى العتبات الدينية في العراق.
وأثر غياب الشفافية لدى طهران في التعامل مع ملف فايروس كورونا في الجوار والمنطقة، التي عاد مواطنوها من إيران إلى بلدانهم وهم يحملون الفايروس.
بالتوازي مع ذلك، تسود في الداخل الإيراني حالة من الإحباط والغضب الشعبي وعدم الثقة في سلوك السلطات وإخفائها للمعلومات الحقيقية والأرقام المتعلقة بحالات الإصابة والوفيات، مما تسبب في خروج الوباء عن السيطرة.
وفي محاولة لامتصاص غضب الشعب اتخذت السلطات الإيرانية الاثنين بعض الإجراءات التي وصفت بـ”المتأخرة”.
ووافق المرشد الأعلى علي خامنئي على سحب مليار يورو من صندوق الثروة السيادي للبلاد للمساعدة في مكافحة وباء فايروس كورونا المستجد، حسب بيان نشر على الموقع الرسمي للرئيس حسن روحاني الاثنين.
وستستخدم الأموال لتلبية حاجات وزارة الصحة وصندوق تأمين خاص بالبطالة، حسب البيان.
وقبل ذلك، أصدر وزير الاتصالات الإيراني محمد آذري جهرمي بلاغا إلى الشركات المزودة لخدمة الإنترنت المنزلي في البلاد يتعلق بضرورة زيادة السرعة إلى 16 ميجابايت لجميع مشتركيها وبالمجان.
العرب