الرباط – شرع مهندسون في المغرب في تطوير أجهزة تنفس اصطناعية محلية الصنع مئة في المئة موجهة أساسا إلى المصابين بوباء كورونا، حيث يأمل القائمون على هذه المبادرة في توفير 500 جهاز تنفس اصطناعي بعد 125 يوما تقريبا.
وسيتم تصنيع هذه الأجهزة وفقا للمعايير الدولية، بدءا من تصنيع المحرك، مرورا بالبطاقات الإلكترونية، والأجزاء الميكانيكية الأخرى، وصولا إلى عملية تجميع مختلف الأجزاء.
وهناك طموح كبير لتوسيع دائرة الإنتاج من هذه المعدات التي أعلنت العديد من الدول حاجتها إليها، خاصة أنها قد تحدد فرص الحياة والموت للآلاف من الأشخاص.
ويضم فريق الكفاءات المغربية 20 تقنيا، في مقدمتهم كفاءات من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، وكفاءات من وزارة الصناعة، وتجمع الصناعات المغربية في الطيران والفضاء، والمعهد الوطني للبريد والاتصالات، والمركز المغربي للعلوم والابتكار والبحوث، والوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات، وقطب الابتكار للإلكترونيك، وتجمع (Aviarail-PILLIOTY-SERMP).
وقال وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي مولاي حفيظ العلمي “إن المهندسين بهذه الوحدة المخصصة لأنشطة صناعة الطيران، معبؤون لصناعة هذه الأجهزة”، مشيرا إلى أنه تم إنشاء المنظومة الصناعية “بشكل سريع من أجل تصنيع هذا الجهاز التنفسي محلي الصنع”.
وحسب المصنعين المغاربة، فالنموذج الأول لجهاز التنفس سيعمل بشكل مسترسل لمدة تصل إلى 3000 ساعة، كما يمكن تشغيله بالمدن والقرى باستعمال التيار الكهربائي أو بطاريات عادية خاصة بالهواتف، أي ليس فقط لعلاج المصابين القابعين في المستشفيات.
وبالتنسيق بين وزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي ووزارة الصحة، تم وضع تصميم جديد لتطوير نموذج ثان من أجهزة التنفس الاصطناعية، من بين وظائفه المتطورة معرفة كمية الأوكسجين التي يحتاجها المريض دون تدخل الإنسان.
وأكد العلمي أن النسخة الثانية تسمح، بالإضافة إلى توفير التهوية، بالحصول على أجهزة استشعار وإرسال الأكسجين بطريقة أكثر تقنية، مشيدا في الوقت ذاته بمساهمة جميع المتدخلين، كل في مجاله، من أجل إنتاج أول 500 من أجهزة التنفس الاصطناعية.
وأضاف المسؤول الحكومي أنه “تقرر أيضا الانتقال إلى مرحلة ثالثة من عملية التصنيع، على الرغم من عدم الحاجة إلى ذلك في الوقت الراهن”.
وقامت شركة الدراسة والإنجازات الميكانيكية الدقيقة، من خلال وحدتها الصناعية بالدار البيضاء، بتوجيه أنشطتها من أجل المساهمة في إنتاج أجهزة التنفس الاصطناعية محلية الصنع هذه، حيث أكد بدر جعفر، مدير الشركة، أن أجهزة التنفس الاصطناعية هذه، يتم تصنيعها وفقا لأعلى المعايير المعتمدة في مجال الطيران.
وأوضح جعفر أن عملية الإنتاج تتم بنفس معايير تصنيع بعض الأجزاء الموجهة لطائرات إيرباص وبوينغ، مشيرا إلى أن تصميم هذا الجهاز، هو مغربي بالكامل.
وكانت الجامعة الدولية بالرباط قد توصلت إلى حلول مبتكرة في إطار دعم الجهود الوطنية لمكافحة وباء كورونا، منها صناعة طائرات درون صغيرة بمكبرات صوت موجهة لتوعية المواطنين بمخاطر الجائحة، إضافة إلى تكييف الكاميرات الحرارية مع أجهزة تتيح كشفا آمنا ودقيقا لدرجة حرارة الجسم.
واستثمارا لإمكانيات المجموعات الابتكارية لكافة المؤسسات العلمية بالمغرب لمواجهة هذا الوباء، قامت الجامعة على غرار مؤسسات عمومية وخاصة أخرى، بتطوير وتصميم كمامات واقية لفائدة الأطر الصحية العاملة في العديد من مستشفيات المملكة.
وفي إطار البحث عن حلول محلية، قام فريق من خبراء مجموعة المكتب الشريف للفسفاط على مستوى الجرف الأصفر (الجديدة)، بتطوير معقم لليدين ولأدوات العمل، وذلك في إطار التدابير المتعلقة بحماية العاملين بهذا الموقع الصناعي الهام. ويعد هذا المنتوج ثمرة شراكة بين مجموعة من الأطباء الذين يشتغلون بالمكتب الشريف للفسفاط، وباحثين من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (بنجرير)، ومجموعات “عمليات الجرف الأصفر”. وصادقت السلطات الصحية على هذا المنتوج وتم بعد ذلك السماح باستخدامه.
العرب