الباحثة شذى خليل*
قدمت الولايات المتحدة الامريكية دعمها الكبير الى الشعب العراقي والذي يعد من اكبر المساعدات واهمها على المستوى الصحي ضد تفشي وباء كورونا الخطير الذي يفتك بأرواح الناس، حيث قدمت أكثر من 16 مليون دولار، وسيُعلن عن مساعدات جديدة بالفترة المقبلة ، جاء هذا في إعلان للسفير الأمريكي في العراق ماثيو تويلر حيث اكد على ان الدعم المقدم من خلال [منظمة الصحة العالمية] سيعزز بشكل مباشر قدرة البلد على مكافحة انتشار COVID-19″، ويظهر قوة الشراكة الأمريكية العراقية، ووقوفها بجانب الشعب العراقي بمحاربة هذا الوباء.
وقال تويلر ان المساعدات التي نقدمها في اعداد مختبرات وتطبيق خطة طوارئ للصحة العامة في المنافذ الحدودية العراقية وتفعيل ايجاد الحالات المصابة ومراقبة المرض وتوفير المياه والصرف الصحي والصحة بوتيرة متصاعدة وضمن خطط مدروسة .
و قدمت حكومة الولايات المتحدة مبلغ 670.000 دولار من صندوق احتياطي الطوارئ للأمراض المعدية التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) للتخفيف من انتشار COVID-19 في العراق”.
وأوضحت أن “الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تقدم هذه الأموال إلى منظمة الصحة العالمية لدعم جاهزية العراق واستجابته لفيروس كورونا”، مبينةً أن “هذه الأموال ستساهم بدعم أهداف خطة التأهب والاستجابة الاستراتيجية لوقف المزيد من انتقال فايروس كورونا في البلدان المتضررة أو المعرضة للخطر، والتخفيف من سرعة تفشي المرض في جميع البلدان”.
حيث استعرض تويلر دعم الحكومة الامريكية لشعب العراق وحكومته وحكومة اقليم كردستان وقال انه دعم طويل الامد لا يتزعزع، وهناك تنسيق مستمر بالعمل مع الحكومة العراقية والحكومات المحلية والامم المتحدة والبنك الدولي والشركاء المحليين تلبية لحاجات الشعب العراقي بأفضل السبل تأثيرا وفاعلية لضمان استعدادهم للتصدي لأي طارئ.
حيث قدمت مليارات الدولارات كدعم من الشعب الأمريكي الى الشعب العراقي خلال 20 عام مضت، كمساعدات في مجال الصحة، والتي حسنت بدورها الانظمة الصحية في البلاد وشدت من أزرها لمواجهة الحالات الطارئة .
في عام 2014، نجحت الولايات المتحدة في جعل العيادات الصحة الاولية في العراق مطابقة للمعايير الدولية من حيث المستلزمات والاجراءات والموظفين، وكجزءٍ من مشروع، أنشأت الولايات المتحدة عيادتين نموذجيتين في كل محافظة من محافظات العراق البالغ عددها 18، وبعدها التزمت حكومة العراق بانشاء عياداتٍ مماثلة في عموم البلاد. وهذا الجهد عزز انظمة الادارة الصحية وحسّن جودة الخدمات السريرية وشجّع مشاركة المجتمع في زيادة الطلب على خدمات الرعاية الصحية الأولية واستخدامها.
وفي نفس العام قدمت الولايات المتحدة حوالي 222 مليون دولار بصيغة مساعدات انسانية لدعم البرامج الصحية الطارئة. تتمثل تلك المساعدات في تمويل الرعاية الصحية الضرورية للنازحين بسبب الحرب ضد داعش، ولأولئك المقيمين في مخيمات في عموم البلاد لغرض تحسين الكشف المبكر عن تفشي الامراض والاستجابة له وتعزيز مراقبة الامراض وتوفير المياه الصالحة للشرب وتوزيع أدوات نظافة شخصية تتضمن فرش اسنان وصابون ومنظفات وشامبو وورق حمام وغيرها من الادوات الضرورية ذات الاستخدام اليومي.
تم توفير أطقم تضم لوازم فحص الاصابة بفايروس كورونا، الى مختبرات الصحة العامة المركزية في كل من بغداد واربيل، وبنهاية الشهر الجاري ستكون وفرت ما يقارب 30 طقم فحص الى المختبرات في كل من بغداد واربيل والنجف والبصرة. كل طقم سيضم لوازم قادرة على استكمال 46 فحصا منفردا.
وتستمر الجهود الحثيثة من خلال الوكالة الامريكية للتنمية الدولية، بدعم جهود البلديات في تعقيم شاحنات النفايات للحيلولة دون انتشار الفايروس وتقديم التدريبات المتعلقة بمهارات العمل على شبكة الانترنت لضمان اطلاع الشباب في الحجر على ورش العمل القيمة الخاصة بهذه المهارات وأوصلنا المعدات الضرورية الى المخيمات في شمال العراق لغرض التصدي لانتشار الفايروس.
في السنوات الاربع المنصرمة، مولت الولايات المتحدة عملية اعادة تأهيل 26 عيادة رعاية صحية اولية و6 مستشفيات دمرها داعش، من ضمنها مستشفى تكريت التعليمي الرئيس ومستشفى القيارة ومستشفى الحمدانية، اضافة الى ذلك، جهزت الوكالة الامريكية للتنمية الدولية مديرية صحة نينوى بـ 20 سيارة اسعاف.
وفي العام الماضي زودت الولايات المتحدة أيضًا مديريات المياه في نينوى وتلكيف والحمدانية بأكثر من 800 ألف دولار بصيغة معدات لصيانة شبكات مياه البلدية وإصلاحها مما أفضى الى تحسين حصول السكان على مياه الشرب النظيفة.
اما في العام الحالي فقد قامت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بتنظيف وتركيب خزانات مياه في 84 مدرسة في غربي الموصل لتحسين الصرف الصحي والنظافة الصحية لأكثر من 60000 طالب وطالبة، اضافة لذلك، قدمت أثاث غرف الانتظار وأسرة مستشفيات ومعدات أساسية أخرى لمركز جراحة القلب في الموصل استعدادا لإعادة فتحه لأول مرة منذ الصراع مع داعش، كما قدمت مولدات لـ 6 عيادات صحية في الحمدانية وجهزت منشأة لتدريب العاملين في مجال الصحة.
أما الدعم الذي قُدم عام 2019 فقد شمل توفير مولدات كهربائية ووقود لمحطتي مياه في مدينة القائم، مما أدى إلى زيادة توصيل مياه الشرب النقية إلى ثلاثة مجتمعات.
كما تقدم الولايات المتحدة أكثر من الدعم المالي ألا وهو الدعم التقني والتدريب لمقدمي الرعاية الصحية على أحدث التقنيات والتكنولوجيات، وبناءً لقدرات المؤسسات الصحية كيما تُدار بشفافية ومسؤولية. وعلى مدى عقود، كانت الولايات المتحدة المزود الاكبر في العالم للمساعدات الثنائية في مجال الصحة العالمية.
إضافة الى تقديم الخدمات الطبية المباشرة، تدعم هذه العيادات النموذجية شبكةَ من العيادات الفرعية من خلال تقديم الخدمات المختبرية والتخصصية التي يمكن الوصول اليها عن طريق نظام الإحالة، وتعمل على توصيل معدات فحص إلى السلطات الحكومية المحلية في الموصل والحمدانية لضمان ادامة جودة مياه الشرب.
ان هذا الدعم الذي هو تتويج لعقود من المساعدات هو الذي سيمكن العراق من التغلب على الظروف الصعبة التي يمر بها وينهض به من جديد كدولة اكثر تمكنا وقوة بوجه التدخلات الخارجية الخبيثة والمستغلة لمقدراته، وتبقى الولايات المتحدة الامريكية الداعم الأكبر للشعب والحكومة من أي طرف خارجي اخر، وعلى الأطراف الحكومية ان تبدي التعاون المشترك بينها وبين الولايات المتحدة .
ويختم السفير الأمريكي في العراق ماثيو تويلر سنعمل مع العراقيين ليكون العراق في مكانة أفضل ليس فقط لمواجهة هذه الازمة ، بل واستمرارنا في تقديم الدعم والمساندة والمساعدة للشعب للصمود بوجه هذه المؤثرات الخبيثة أيًا كان مصدرها وبقوة .
وحدة الدراسات الاقتصادية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية