كـوريـا الـشـمـالـيـة فـي ظـل غـيـاب “كـيـم أون”: الـسـيـنـاريـوهـات الـمـحـتـمـلـة

كـوريـا الـشـمـالـيـة فـي ظـل غـيـاب “كـيـم أون”: الـسـيـنـاريـوهـات الـمـحـتـمـلـة


د.سليم محمد الزعنون.
يوجد في الأيام الأخيرة الكثير من التكهنات حول وفاة أو مرض خطير لزعيم كوريا الشمالية “كيم جونغ أون”، وسواء كان في أي من الحالتين، فإنه يترتب على غيابه انعكاسات تتمحور حول مستقبل الدولة، في هذه الحالة هناك سناريوهين هما الأكثر احتمالاً:
السيناريو الأول: انتقال سلسل للقيادة.
طبيعة الحكم الوراثي في كوريا الشمالية منذ تأسيسها 1948، تعني أن الاستقرار يعتمد على الخلاقة السلسة لزعيم جديد من العائلة الحاكمة، وتصبح أزمة الخلافة وانتقال السلطة أمر صعب في كوريا الشمالية بسبب عدم وجود وريث، ومجموعة صغيرة من المرشحسن:
1. “كيم أون” لديه 3 اطفال لكنهم أصغر من أن يتولوا المسؤولية، وشقيقه الأكبر “كيم جونغ نام” والذي كان يتوقع أن يرث الحكم تم اغتياله عام 2017، وأخوه “كيم جونغ تشول” غير الشقيق “مخنث” وليس لديه أي طموح سياسي، تبقى شقيقته “كيم يو جونغ” هي واحدة من أقرب مستشاريه ومهتمه بالسياسة؛ من المحتمل أن تتولى الحكم، لكنها تصطدم بتقاليد الحكم الذكوري في كوريا.
2. يعتبر “تشوي ريونغ هاي” عضو رئاسة المكتب السياسي أعلى هيئة لاتخاذ القرار في الحزب الحاكم، والنائب الأول لرئيس مجلس شؤون الدولة، أعلى هيئة حكومية في البلاد، ومن المحتمل أن يكون مرتبطًا بعائلة “كيم أون” عن طريق الزواج، حيث أن شقيقه “كيم” متزوجة من ابن “تشوي”، وقد يكون مرشحاً لتولى الحكم.
في نظام شمولي مثل كوريا ومع تهديدات اقليمية ودولية لن يبدأ الجنرالات والسياسيين في القتال من أجل السلطة، أو ستكون معركة محدودة من أجل السلطة، ثم سيقبلون زعيماً جديداً.
نتيجة هذا السيناريو أنها تكسر التقاليد المتعارف عليها في الحكم، إذا استملت شقيقة “كيم” تعتبر حالة غير مسبوقة في النظام الوراثي، واذا تولى “تشوي” تنتقل السلطة إلى خارج العائلة الحاكمة، وفي هذا السيناريو لن يحدث تغيير على السياسة الداخلة والخارجية للدولة.
السيناريو الثاني: حالة الفوضى التامة.
في ظل عدم وجود خليفة واضح لـ “كيم أون” تنشأ حالة من الصراع بين المراكز المتعددة على القياد والنفوذ، وسيترك ذلك حالة من عدم الاستقرار ليس في كوريا الشمالية فقط بل في شبه الجزيرة الكورية، والمنافسة بين واشنطن وبكين.
داخلياً: عدم الاستقرار السياسي بسبب القتال بين الفصائل، والحرب الأهلية، أو انقلاب عسكري، ومشاكل اللاجئين، وستواجه العالم اشكالية تأمين أو تدمير الأسلحة النووية والمرافق المرتبطة لمنع وصولها إلى جهات مارقة .
خارجياً:
1. كمحاولة أخيرة لردع التدخل الخارجي الذي يمكن أن يضمن ويسرع انهيار النظام، يمكن أن توجه ضربات لكوريا الجنوبية أو اليابان أو حتى الولايات المتحدة.
2. في ظل المنافسة الجيوسياسية بين بكين وواشنطن، من المرجح أن تقوم الصين بتدخل عسكري مكثف بهدف توسيع النفوذ الإقليمي، وسيكون لديها القدرة على الوصول للمنشآت النووية بسرعة أكبر من واشنطن.
3. دور واشنطن ومنافستها مع بكين يتوقف على كيفية استجابتها لعد الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية، اذا لم تتحرك واشنطن بالقدر المطلوب قد يدفع حلفائها هناك إلى اتباع ترتيبات بديلة مع الصين، بما يُضعف موقف واشنطن.
يعتبر السيناريو الأول هو الأكثر ترجيحاً لعدة اسباب: الأول التحديات الإقليمية والدولية التي تواجه كوريا الشمالية، والثاني يرتبط بالثروة والوضع الاجتماعي للطبقات العليا التي تفضل بلد مستقر وآمن خلف زعيم واحد، بما يجعلهم أقرب إلى الاتفاق على انتقال السلطة والحفاظ على الوضع الراهن.