لوبس: هناك مؤشرات على حدوث شيء ما غير طبيعي في كوريا الشمالية

لوبس: هناك مؤشرات على حدوث شيء ما غير طبيعي في كوريا الشمالية

في مقابلة مع مجلة فرنسية، حذرت جولييت موريلو من الشائعات المنتشرة حول صحة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، لكنها أوضحت أن غيابه في الفترة الأخيرة أمر ملحوظ وقد يكون مؤشرا على حدوث أمر ما.

وفي ردها على أسئلة سارة دفالة في مجلة “لوبس” التي كانت تعرف باسم “لونوفيل أوبسرفاتور”، قالت الخبيرة المتخصصة في شبه الجزيرة الكورية ومؤلفة كتاب “كوريا الشمالية في 100 سؤال.. العالم حسب كيم جونغ أون”، إنه لا أحد يعرف شيئا على الإطلاق عن حالة الزعيم الصحية، لأن المعلومات تأتي من مصدر واحد ليس لديه ما يؤكده.

وأوضحت موريلو أن الشائعات انطلقت من بيان على شبكة التواصل الاجتماعي الصينية “ويبو” نشرته نائبة مدير قناة إخبارية في هونغ كونغ، وهي ابنة أخي وزير الخارجية الصيني، نقلت فيه “من مصدر موثوق” أن كيم جونغ أون توفي أثناء عملية جراحية في القلب.

وقد تناقلت هذه المعلومة وسائل الإعلام اليابانية والمواقع الأميركية بالإضافة إلى وسائل الإعلام الكورية الجنوبية على الإنترنت، التي يديرها بشكل رئيسي كوريون شماليون منشقون، مثل موقع “ذي ديلي أم كي” الذي أشار إلى مصدر ثان جاء فيه أن كيم جونغ أون أصيب بنوبة قلبية وأجريت له عملية جراحية.

مجرد تخمينات
ورأت موريلو أن الأمر بهذا المستوى مجرد تخمينات، لأنه يستحيل معرفة أحد لحقيقة صحة كيم جونغ أون سوى عائلته القريبة للغاية، إذ الخصوصية -بما فيها الصحة- سر في كوريا الشمالية، وبالتالي لن نتحدث في ذلك.

وعند السؤال لماذا يؤخذ موضوع حياة الزعيم بكل هذه السرية؟ ولماذا لا تنفي بيونغ يانغ هذه المعلومات؟ ردت موريلو بأن كووريا الشمالية مسكونة بالأوهام من الغرب، وهي لا تهتم بالشائعات. وفي السابق، أصيب كيم في قدمه واختفى من وسائل الإعلام ثم عاد يعرج، وحتى إعلان وفاة سلفه كيم جونغ إيل رسميا، لم يتم إخبار أحد بما حصل ولا حتى المخابرات.

 

إضافة إلى ذلك، فإن معظم الكوريين الشماليين قد لا يكونون سمعوا أصلا بهذه الشائعات، لأن موضوع صحة القادة لا يهم الناس ولا يتحدثون فيه، كما أن اطلاعهم على الشبكات محدود إن لم نقل معدوما.

وترى موريلو أن احتمال إصابة الزعيم الكوري بنوبة قلبية أمر وارد لأنه يعاني من زيادة الوزن ومصاب بداء السكري، كما أنه مدخن شره ولا يعيش حياة صحية، فضلا عن أن لعائلته تاريخا من أمراض القلب والأوعية الدموية، وخاصة لدى والده وجده.

وأشارت إلى رصد القطار الخاص بالزعيم في محطة “ونسان” على الساحل الشرقي للبلاد، حيث يوجد منتجع ساحلي، وقالت إن الأمر مثير للاهتمام إلا أن مجرد وجود قطار قد لا يعني شيئا، وربما يعني أيضا أن كيم جونغ أون موجود في ونسان، حيث قد يكون وضع نفسه في حجر صحي ذاتي في سياق وباء كورونا.

ورغم أن كوريا الشمالية أصرت على عدم وجود قضية اسمها “كوفيد 19” -كما تقول الخبيرة موريلو- فإنها اتخذت إجراءات صارمة في وقت مبكر جدا وأغلقت الحدود، ومن الصعب أن نتخيل أن الوباء لم يدخلها، مما يعني احتمال وضع كيم جونغ أون في أمان، وهو ما يفسر التقارير التي تفيد بإرسال فريق من الأطباء والخبراء الصينيين لتقديم المشورة له.

شيء غير طبيعي
ومع ذلك، تقول موريلو إن غياب الزعيم الكوري عن احتفالات 15 أبريل/نيسان الحالي يثير أسئلة مشروعة، لأنه لم يحدث قط. كما أن “هناك أشياء أخرى تجعلني أقول إن شيئا غير طبيعي يحدث”. من هذه الأشياء إطلاق صاروخ دون أي تعليق رسمي من كيم جونغ أون، وهذا أمر نادر جدا، ومنها تأجيل الاجتماعات، وحتى مع السفارة الروسية، إلى أجل غير مسمى، “فكل هذا يجعلنا نقول إن شيئا ما يحدث، لكننا لا نعرف طبيعة ذلك الشيء”.

وترى موريلو أن غياب كيم جونغ أون مهما طال ولأي سبب كان لن يؤثر على إدارة البلاد، لأن الكوريين الشماليين لا يتركون شيئا للصدفة، ولأن الأشخاص المحيطين به موثوق بهم، بدءا من أخته كيم يو جونغ وانتهاء برئيس الوزراء كيم جاي ريونغ، وبالتالي فإن الحياة مستمرة، وحتى لو ساء الوضع فلن تكون البلاد في أزمة.

أما إذا مات كيم جونغ أون -تقول موريلو الخبيرة بالشؤون الكورية- فسنكون أمام وضع غير مسبوق، لأن أطفاله أصغر من أن يصلوا إلى العرش، ولأنه لم يدرب أحدا كما فعل معه أبوه ليكون في السلطة، إلا أن الكوريين لهم بُعد نظر ولا أعتقد أنهم يتركون أمر الخلافة غامضا، خاصة أنها كانت تنتقل بسلاسة من جيل إلى جيل.

ومع ذلك، وبسبب العمر الشاب لزعيم البلاد، فإن موريلو تقول “لا أعتقد أن أمر الخلافة تم تدبيره منذ زمن بعيد، ولكن لا أعتقد أنهم تركوه للصدفة، خاصة أن هناك الكثير من الحديث عن الشقيقة كيم يو جونغ شقيقة التي يثق بها كيم جونغ أون ويعتمد عليها كثيرا، كما أنها من جيله ودرست في نفس المؤسسة التي درس فيها في سويسرا”.

هذه الشابة -كما تقول موريلو- تولت وظائف عالية الأهمية في جميع أجهزة الدولة، وشاركت في مؤتمرات قمة دولية مثل مؤتمر هانوي مع الولايات المتحدة، كما أنها من سلالة باكتو، ذلك الجبل الذي تأسست عنده كوريا الشمالية وحيث ولد كيم الجد وفقا للدعاية.

خلفاء محتملون
ومع أن الأخ الأكبر كيم جونغ تشول -الذي يشغل مناصب حكومية- غير مهتم بالسياسة، فإن خلافة كيم يو جونغ لن تكون أمرا سهلا لأن الجيش يراها مبتدئة، إلا أنه من المتصور أن تحكم البلاد مع شخص آخر مثل رئيس الوزراء كيم جاي ريونغ الذي يمكن أن يكون هو نفسه مرشحا جادا للخلافة.

ويمكن لشخص آخر أن يخلف كيم جونغ أون -كما ترى الخبيرة- وهو رئيس اللجنة المركزية للجمعية العليا تشوي ريونغ هاي، خاصة أنه رجل مهم، وهو أيضا والد زوج كيم يو جونغ.

وهنالك حل رابع -حسب موريلو- وهو اختيار كيم بيونغ إيل سليل كيم إيل سونغ، وهو عم الزعيم الحالي، وقد عاش في نوع من المنفى لسنوات عندما كان دبلوماسيا في الدول الشرقية السابقة.

ويعد هذا الستيني من ذوي الخبرة في الدبلوماسية، وهو سياسي كبير يمكن أن يدير البلاد، ولكن اختياره ليس الفرضية الأرجح، مع أنه منحدر من سلالة باكتو مباشرة.

 

المصدر : لونوفيل أوبسيرفيتور