تواصل أوروبا تخفيف إجراءات العزل التي فرضتها على السكان للحد من انتشار وباء “كوفيد-19” بقرارات جديدة يفترض أن تطبق اعتبارا من الاثنين في نحو 15 بلدا، فيما قالت أميركا إن هناك “أدلة هائلة” على أن مصدر الوباء مختبر في مدينة ووهان الصينية.
وأودى الوباء بحياة أكثر من 243 ألف شخص و637 في العالم منذ ظهوره في كانون الأول/ديسمبر في الصين، 85% منهم في أوروبا والولايات المتحدة، وفق تعداد أعدّته وكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى مصادر رسمية.
ويستعد الإيطاليون الذين يخضعون لإجراءات حجر صارمة منذ التاسع من مارس/آذار، لدخول سلسلة من إجراءات تخفيف العزل الاثنين، بعدما دفعوا ثمنا باهظا للوباء الذي أودى بحياة نحو 29 ألف شخص في شبه الجزيرة الإيطالية، خصوصا في منطقة لومبارديا (شمال).
وأحصت روما الأحد 174 وفاة في 24 ساعة، في أدنى حصيلة منذ بدء تدابير الإغلاق. وناشد مسؤول الخلية المكلفة مكافحة الوباء دومينيكو أركوري مواطنيه التزام الحذر مع بدء تخفيف الإجراءات.
وقال “لا تتهاونوا (…) الاثنين تبدأ المرحلة الثانية وعلينا أن ندرك أنها ستكون بداية تحد أكبر”، مذكّرا بأن “الحرية النسبية” التي ستمنح للإيطاليين سيعاد النظر فيها إذا انتشر الوباء مجددا.
وينتظر الإيطاليون بفارغ الصبر القواعد الجديدة من إعادة فتح المنتزهات، مع الإبقاء على مسافات بين روادها، إلى إمكانية القيام بزيارات عائلية والاجتماع بأعداد محدودة وتنقلات تقتصر على حي السكن وللعمل والصحة، والبيع دون جلوس بالحانات والمطاعم.
وهذه الإجراءات متفاوتة أساسا بين المناطق العشرين في البلاد، ما يؤدي إلى بعض الالتباس. فكالابريا وفينيتو خففتا القيود من قبل وسمحتا بفتح الحانات والمطاعم لكن دون فتح الشرفات.
من جهة أخرى، استأنفت بعض قطاعات الاقتصاد العمل (البناء والسيارات والمنتجات الفاخرة…) في 27 أبريل/نيسان على المستوى الوطني، أما المدارس فستبقى مغلقة حتى سبتمبر/أيلول.
تمديد الطوارئ
وفي فرنسا، قررت الحكومة تمديد حالة الطوارئ الصحية السارية منذ 24 مارس/آذار، حتى 24 يوليو/تموز، معتبرة أن رفعها سيكون “سابقا لأوانه”.
لكن إجراءات تخفيف العزل ستبدأ في 11 مايو/أيار بحذر كبير وبوتيرة متفاوتة حسب المناطق.
واستمتع سكان إسبانيا البالغ عددهم 47 مليون نسمة ويخضعون لعزل صارم منذ منتصف مارس/آذار، من جديد، السبت، بممارسة الرياضة والتنزه في الهواء الطلق.
وخرج العديد من السكان في مدريد وبرشلونة وغيرها من المدن لممارسة رياضة الجري أحيانا في مجموعات.
وفي ألمانيا حيث بات رفع القيود في مرحلة متقدمة، حيث تفتح المدارس بدءا من الاثنين في بعض المقاطعات.
وفي النمسا، عادت الحياة للشوارع التجارية في فيينا مع فتح بعض المتاجر، بينما يتواصل تخفيف العزل في الدول الإسكندنافية التي لا تزال تفرض قيودا وتباعدا اجتماعيا.
وفي مؤشر آخر على تطبيع الوضع، قال وزير الداخلية والرياضة الألماني هورست سيهوفر في مقابلة مع صحيفة “بيلد” الألمانية الأحد، إنه يؤيد استئناف دوري كرة القدم (بوندسليغا).
وجاءت تصريحات سيهوفر قبل ثلاثة أيام من اجتماع للسلطات الألمانية للبتّ في مصير الدوري.
وفي أوروبا الشرقية، تفتح المقاهي والمطاعم أبوابها الاثنين في سلوفينيا والمجر، باستثناء العاصمة بودابست. وفي بولندا، يستأنف العمل في الفنادق والمراكز التجارية والمكاتب وبعض المتاحف أيضا.
في بريطانيا، وعد رئيس الوزراء بوريس جونسون بالكشف عن خطة رفع العزل الأسبوع المقبل. وقال في مقابلة مع صحيفة ذي صن “لم أكن في وضع جيد وكنت أعلم أن هناك خطط طوارئ. وكان الأطباء مستعدين للقيام بما يجب إذا اتخذت الأمور منحى سيئا”.
من جانبه، صرح وزير الدولة مايكل غوف “أعتقد أنه سيكون علينا العيش مع درجة معينة من القيود حتى اكتشاف لقاح”.
وفي الولايات المتحدة (أكثر من 66 ألف وفاة)، ولإنعاش الاقتصاد، بدأت أكثر من 35 من الولايات الأميركية الخمسين رفع إجراءات العزل الصارمة التي فرضتها، أو باتت على وشك القيام بذلك، بينما تتضاعف المظاهرات “لإعادة فتح أميركا” في جميع أنحاء البلاد
وفي آسيا، تستعد تايلند مع مطلع الأسبوع لفتح المطاعم ومحلات تصفيف الشعر والملاعب.
في الموضوع ذاته، أعلن الأردن الأحد رفع كل القيود المفروضة على النشاط الاقتصادي بسبب فيروس كورونا، وذلك في أحدث خطوة لتخفيف قواعد حظر التجول بهدف إعطاء دفعة سريعة للاقتصاد الذي يعاني من ضغوط مالية.
وبدأت المملكة منذ أسبوعين في تخفيف القيود بالسماح للأنشطة التجارية بمعاودة أعمالها لكنها ألزمتها بتقليل عدد الموظفين وبقواعد تباعد بين الأفراد وإرشادات صحية.
وقال وزير الصناعة والتجارة طارق الحموري، إن الشركات والصناعات تستطيع الآن استئناف الإنتاج.
وسمحت السلطات للنقل العام بالعودة إلى كامل طاقته مع الالتزام بإرشادات للسلامة لكن الجامعات والمدارس ستظل مغلقة وسيستمر حظر التجول ليلا.
وسجل الأردن 460 حالة إصابة بفيروس كورونا وتسع وفيات، لكنه يقول إنه تمكن من احتواء الفيروس.
اتهام الصين
وفي سياق الاتهامات التي أطلقتها أميركا تجاه الصين، أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأحد وجود ما أسماه “أدلة هائلة” على أن مصدر وباء “كوفيد-19” هو مختبر في مدينة ووهان الصينية.
وقال بومبيو لشبكة “أي بي سي” إن هناك “أدلة هائلة تشير إلى أن هذا هو مصدره” أي مختبر في ووهان، لكنه رفض التعليق على مسألة إن كان يعتقد بأن نشره كان متعمدا.
وسبق أن طرح تقرير في مجلة نيوزويك الأميركية احتمالية ظهور فيروس كورونا المستجد نتيجة ممارسات مخبرية غير آمنة في مدينة ووهان.
كما ذكر أن وكالة استخبارات الدفاع الأميركية قامت بتحديث تقييمها لأصل فيروس كورونا المستجد، ولمحت إلى إمكانية إطلاقه عن طريق الخطأ من مختبر أمراض معدية.
وبحسب التقرير، فقد راجعت المخابرات الأميركية تقييمها ليناير/كانون الثاني الماضي، والذي اعتبرت فيه أن التفشي ربما حدث بشكل طبيعي، ليشمل الآن إمكانية ظهور فيروس كورونا المستجد عن طريق الخطأ بسبب “الممارسات المخبرية غير الآمنة” في مدينة ووهان الصينية.
المصدر : وكالات