قالت وزارة الخارجية الصينية، اليوم السبت، إنه يتعين على الولايات المتحدة التوقف عن “القمع المبالغ فيه” لشركات صينية مثل هواوي. وذكرت وزارة الخارجية في بيان، رداً على أسئلة من وكالة “رويترز” عما إذا كانت بكين ستتخذ إجراءات انتقامية ضد الولايات المتحدة، أن الصين ستدافع بحزم عن الحقوق القانونية لشركاتها، مؤكدة أن أعمال الرئيس الاميركي دونالد ترامب “تدمر الشبكات العالمية للإنتاج والتموين والتقييم”.
وتحركت إدارة ترامب لوقف إمدادات الشرائح الإلكترونية لهواوي تكنولوجيز، ما أثار مخاوف من رد الصين وأضرّ بأسهم شركات إنتاج الشرائح الأميركية.
وقال وزير التجارة ويلبور روس، أمس الجمعة، إن واشنطن تريد منع هواوي من التهرب من العقوبات المفروضة في وقت سابق على استخدامها للتكنولوجيا الأميركية لتصميم وإنتاج أشباه الموصلات في الخارج.
وأضاف روس في تصريحات إعلامية أنه “كانت هناك ثغرة فنية دقيقة تمكنت هواوي من خلالها من استخدام التكنولوجيا الأميركية. لم نقصد قَطّ وجود هذه الثغرة”.
وبموجب القواعد الجديدة، يجب على مصنعي أشباه الموصلات الأجانب الحصول على ترخيص أميركي لشحن أشباه الموصلات المصممة من هواوي إلى الشركة الصينية التي أُنتجَت باستخدام التكنولوجيا الأميركية.
وقال آدم سيغال، العضو البارز في مجلس العلاقات الخارجية، وفقاً لوكالة “أسوشييتدبرس”، إن هذه الخطوة “تبدو انتصاراً للأشخاص الذين يريدون في الواقع دق مسمار في نعش هواوي، أو ما يعتقدون أنه سيكون المسمار في نعش هواوي”، وهددت الصين بالانتقام من الشركات الأميركية.
والرقائق المستخدمة والمصنَّعة في مصانع أشباه الموصلات في العالم، هي في الغالب من صنع الولايات المتحدة، وبالتالي تؤثر القاعدة الجديدة في المنتجين الأجانب الذين يبيعون لشركة هواوي والشركات التابعة لها، ومن ضمنها شركة هايسيليكون، التي تصنع الرقائق لأجهزة الكمبيوتر العملاقة ذات الاستخدامات العلمية والعسكرية.
وقالت وزارة التجارة الأميركية إن مصانع أشباه الموصلات الأجنبية ستمنح فترة سماح مدتها 120 يوماً للانتهاء من الرقائق قيد الإنتاج بالفعل.
وفي العام الماضي، منعت إدارة ترامب الشركات الأميركية من استخدام تقنيات هواوي أو توفير التكنولوجيا للشركة الصينية من دون موافقة الحكومة، واعتبرتها خطراً على الأمن القومي.
وأعفت وزارة التجارة قائمة ضيقة من المنتجات والخدمات، ووسعت هذا التنازل لتقليل التأثير بشركات الاتصالات اللاسلكية الأميركية التي تستخدم تقنية هواوي.
وأضافت الوزارة هذا الأسبوع 90 يوماً أخرى، بينما ردت هواوي بإزالة المكونات الأميركية من منتجاتها الأساسية.
وذكرت الشركة أن المبيعات العالمية ارتفعت بنسبة 18 بالمائة إلى 121 مليار دولار العام الماضي، على الرغم من القيود، مع أنها قالت إن مبيعات الهواتف الذكية عانت بعد حظرها من التثبيت المسبق للموسيقى والخرائط والخدمات الأخرى التي تقدمها شركة غوغل التي يوجد مقرها في الولايات المتحدة.
وتُعَدّ شركة هواوي المحدودة للتكنولوجيا، وهي أول علامة تجارية تكنولوجية عالمية في الصين وصانع الشبكات والهواتف الذكية، بؤرة الصراع الأميركي – الصيني حول طموحات بكين التكنولوجية.
ويقول المسؤولون الأميركيون إن هواوي تشكل خطراً أمنياً، وهو ما تنفيه الشركة. اتهمت الحكومة الصينية واشنطن بإساءة استخدام التحذيرات الأمنية لإيذاء منافس صاعد لشركات التكنولوجيا الأميركية.
العربي الجديد