في الوقت الذي قال فيه رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ، إن بلاده ستعمل مع الولايات المتحدة لتنفيذ “المرحلة واحد” من الاتفاق الاقتصادي والتجاري بين الصين والولايات المتحدة، تتصاعد تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بما يشير إلى اندلاع حرب باردة بين البلدين.
وعلى الرغم من أن بعض المؤشرات المفصح عنها خلال الأسبوع الماضي تعطي إشارات حيال التعافي العالمي، فإن هذه الملامح باتت مهددة بالحرب الباردة بين أكبر اقتصادين في العالم، التي تصاعدت أخيراً حول عدد من القضايا.
وشهد الأسبوع الماضي بعض إشارات التعافي البسيطة مع تحسن النشاط الاقتصادي في عدد من الدول المتقدمة بالقراءة الأولية عن الشهر الحالي، وإن كان لا يزال قابعاً داخل نطاق الانكماش، لكن الأرقام جاءت أفضل من تلك المسجلة في أبريل (نيسان).
وسجل النشاط الاقتصادي في منطقة اليورو زيادة ليصل إلى أعلى مستوى في 3 أشهر، كما تعافى النشاط الاقتصادي في ألمانيا من مستوى قياسي متدنٍ، فيما تجاوز تقديرات المتخصصين في المملكة المتحدة. وكان النشاط الاقتصادي عند أعلى مستوى في شهرين بالولايات المتحدة مع ارتفاع النشاط الصناعي في ولاية فيلادلفيا من أدنى مستوى في 40 عاماً.
وفي الوقت نفسه، بدأت الثقة في التحسن نسبياً، كما هو الحال في ألمانيا التي تشهد صعوداً لثقة المستثمرين للشهر الثاني على التوالي خلال مايو (أيار)، كما ارتفعت ثقة المستهلكين في اقتصاد منطقة اليورو. ومع هذه البيانات التي يغلب عليها الطابع الإيجابي بعض الشيء، تهدد الخلافات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين هذا التعافي المحتمل من أزمة وباء كورونا، التي فرضت حالة من عدم اليقين غير مسبوقة.
الذهب يتصدر قائمة الملاذات الآمنة الرابحة
وفي سوق الأصول والملاذات الآمنة، ارتفعت أسعار الذهب، حيث فاقم تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة والصين المخاوف من بطء تعافي الاقتصاد العالمي المترنح بالفعل بسبب جائحة كورونا. وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.6 في المئة إلى 1735.08 دولار للأوقية (الأونصة)، بعد أن انخفض بنحو 1.4 في المئة في تعاملات الخميس الماضي، وهو في طريقه إلى تراجع أسبوعي طفيف. وجرت تسوية عقود الذهب الأميركية الآجلة بزيادة 0.8 في المئة عند 1735.50 دولار.
وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، ارتفع الذهب، الذي يعتبر ملاذاً آمناً في أوقات الضبابية السياسية، إلى ذروة أكثر من سبعة أعوام ونصف العام.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، نزل البلاديوم 3.3 في المئة إلى 1947.17 دولار للأوقية، لكنه يتجه صوب تسجيل أفضل أداء أسبوعي منذ مارس (آذار) الماضي. فيما استقر البلاتين عند مستوى 832.65 دولار للأوقية، بينما صعدت الفضة 0.6 في المئة إلى 17.16 دولار.
الدولار يصعد مع حدة الأزمة بين واشنطن وبكين
في سوق العملات، ارتفع الدولار الأميركي مقابل عملات مناظرة رئيسة، حيث دعمت المخاوف بشأن تصاعد التوتر الدبلوماسي بين الولايات المتحدة والصين الطلب على الملاذ الآمن في العملة الأميركية.
وارتفع الدولار 0.24 في المئة إلى 1.0925 دولار لليورو في تعاملات الجمعة، عقب زيادة 0.3 في المئة في الجلسة السابقة. وبلغ الدولار مستوى 0.9715 فرنك سويسري، بعد أن حقق أكبر مكسب في أكثر من أسبوعين الخميس.
وهناك مخاطر من أن تفقد هونغ كونغ بعض الشروط التجارية الأميركية المواتية، التي ساعدتها في الحفاظ على مركزها كمركز مالي عالمي. واستقر دولار هونغ كونغ دون تغيير، الجمعة، عند الحد الأعلى لنطاق ضيق بين 7.75 و7.85 مقابل الدولار الأميركي. وانخفضت الأسهم في هونغ كونغ بما يزيد على 5 في المئة، مما يبرز توتر المستثمرين.
وفي السوق الداخلية، تراجع اليوان لفترة وجيزة لأدنى مستوى منذ الثاني من أبريل (نيسان) الماضي قبل أن يقلص خسائره ليتداول عند مستوى 7.1210 مقابل الدولار.
وهبط الدولار الأسترالي 0.49 في المئة إلى 0.6535 دولار أميركي. وانخفض الدولار النيوزيلندي إلى نحو 0.6106 دولار أميركي. وارتفع الين إلى مستوى 107.46 للدولار. كما صعدت العملة اليابانية 0.6 في المئة مقابل الدولار الأسترالي وربحت 0.4 في المئة مقابل الدولار النيوزيلندي بسبب التدفقات الساعية إلى الملاذ الآمن.
النفط يتراجع رغم مكاسب أسبوعية قوية
في المقابل، هبطت أسعار النفط بنحو 2 في المئة خلال تعاملات الجمعة، على خلفية تنامي التوتر الأميركي الصيني، وشكوك حيال مدى سرعة تعافي الطلب على الوقود من أزمة كورونا. وتهاوَى الطلب على الوقود بعد أن دفعت الجائحة الحكومات إلى فرض قيود على التحركات وأغلقت الشركات أبوابها.
وزاد النفط في الأيام الأخيرة مع بدء استئناف النشاط، لكن الأسعار نزلت بعد أن قالت الصين، إنها لن تصدر هدفاً للنمو السنوي للمرة الأولى. وتعهدت بكين أيضاً بمزيد من الإنفاق الحكومي، إذ لا تزال الجائحة تؤثر في الاقتصاد. ووفقاً لوكالة “رويترز”، قال ستيفن برينوك، من “بي في إم” للسمسرة في النفط، إن “فيروس كورونا أضر كثيراً الطلب العالمي على النفط وسيكون التعافي بطيئاً للغاية”.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي بنحو 93 سنتاً، أو 2.6 في المئة، لتُجرى تسويتها عند 35.13 دولار للبرميل. وأغلق خام غرب تكساس الوسيط الأميركي على انخفاض بنحو 67 سنتاً، أو 2 في المئة، عند 33.25 دولار للبرميل. وعلى أساس أسبوعي، ربح برنت وغرب تكساس الوسيط نحو 8 في المئة و13 في المئة على الترتيب.
وبحسب بيانات من شركة بيكر “هيوز” لخدمات الطاقة، انخفض عدد الحفارات في الولايات المتحدة، وهو مؤشر مبكر على مستقبل الإنتاج، بواقع 21 إلى مستوى قياسي منخفض عند 318 هذا الأسبوع. وفي علامة على انحسار التخمة، هبطت مخزونات الخام الأميركية خلال تعاملات الأسبوع الماضي.
اندبندت عربي