لندن – تستعد أوروبا واليابان لكسر إجراءات العزل الصارمة التي تعيشها منذ أشهر بسبب فايروس كورونا، بالرغم من مخاوف موجة جديدة من الوباء، في وقت بدا فيه العالم قادرا على تحمل الخسائر الاقتصادية لهذا الإغلاق، فضلا عن مخلفات الحجر النفسية القاسية.
وقال بيتر دي كريم وزير الداخلية البلجيكي إن بلاده لن تفرض مرة أخرى الإجراءات الصارمة التي استمرت شهرين حتى إذا حدثت موجة ثانية من حالات الإصابة بالوباء.
وأوقفت بلجيكا التي يبلغ عدد سكانها 11.5 مليون نسمة الأنشطة والأعمال في منتصف مارس باستثناء متاجر الأغذية والصيدليات، لكنها استأنفت تدريجيا بعض الأنشطة في مايو بما في ذلك إعادة فتح متاجر السلع الأخرى.
وقال كريم لمحطة “في.تي.أم” التلفزيونية الأحد “الإغلاق الأول تعامل مع الوضع الذي وصلنا إليه. كانت هذه ظروفا استثنائية لكن لم نكن أبدا في وضع إيطاليا أو إسبانيا”.
وأضاف أن إجراءات الإغلاق الصارمة كانت تشمل عدم رفض المستشفيات تقديم الرعاية الطبية للمواطنين.
وأوضح “إذا حدثت موجة ثانية، أعتقد أننا سنجد أنفسنا في وضع مختلف، خاصة في ما يتعلق بالفحص وتتبع الحالات المشتبه بها. لكن أعتقد أنه يمكننا استبعاد اللجوء مرة أخرى إلى الإجراءات المشددة”.
وتعقد الحكومة البلجيكية اجتماعا مع مسؤولين واقتصاديين وخبراء صحة إقليميين في الثالث من يونيو لمناقشة تخفيف القيود بشكل أكبر، وهو ما قد يشمل المطاعم والأنشطة الترفيهية.
من جهتها، تجاوزت إيطاليا مرحلة جديدة من رفع القيود، مع إعادة فتح الصالات الرياضية وأحواض السباحة، بعد أسبوع من إعادة فتح المطاعم.
وأعلنت وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا جونزاليس الاثنين أن إسبانيا سوف تلغي الحجر الصحي الإلزامي للسائحين الأجانب ابتداء من الأول من يوليو المقبل، وذلك في الوقت الذي تستعد فيه البلاد لإنعاش قطاعها السياحي.
وبعد خضوعهم لتدابير عزل هي الأكثر صرامة في العالم لمواجهة الوباء الذي ظهر في الصين أواخر عام 2019، استفاد سكان العاصمة الإسبانية مدريد الاثنين من أول إجراء لتخفيف الإغلاق مع إعادة فتح أرصفة المقاهي والمطاعم والمساحات الخضراء.
وسمحت تشيكيا بفتح المطاعم والمقاهي والفنادق، وبتنظيم الفعاليات التي يشارك فيها نحو 300 شخص.
كما أعادت المسابح والأماكن السياحية، مثل القصور التاريخية، فتح أبوابها أمام الزوار، فيما ألغت البلاد إلزامية ارتداء الكمامات في الأماكن المفتوحة.
وفي بولندا فتحت المدارس الابتدائية أبوابها أمام التلاميذ، وستتبعها في ذلك المدارس الإعدادية والثانوية مطلع يونيو المقبل. أما في كرواتيا فبدأت المدارس الابتدائية، الاثنين، في استقبال التلاميذ من الفصول الدراسية الأولى إلى الرابعة.
وفي النمسا، يتواصل بحث إلغاء فرض ارتداء الكمامات الواقية في الأماكن العامة، تزامنا مع انخفاض خطر كورونا في بعض المناطق. وقررت الحكومة تخفيف القيود عن تنظيم الفعاليات الثقافية والفنية، حيث ستسمح بفعاليات يشارك فيها 250 شخصا، بداية يونيو المقبل.
من جانبها رفعت اليابان الاثنين حالة الطوارئ، التي كانت مفروضة على مستوى البلاد منذ منتصف أبريل للحد من انتشار الفايروس، قبل الموعد المحدد بستة أيام.
ولم تفرض اليابان الإغلاق الصارم الذي شهدته أوروبا وأماكن أخرى. واكتفت بالطلب من السكان البقاء في المنازل إذا كان ذلك ممكنا. وطبقت السلطات القيود على مراحل وعدلتها وفقا لوضع الإصابات في مختلف أنحاء البلاد.
غير أن اليابان عانت من ركود اقتصادي مماثل لذلك خلال الأزمة المالية العالمية لكنها الآن زادت من الإنفاق الحكومي في استجابتها للموقف. ويقول الخبراء الآن إن ثالث أكبر اقتصاد في العالم في وضع للتعافي أفضل من أوضاع دول أخرى فرضت إغلاقا أكثر صرامة.
العرب