واشنطن – أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنهاء علاقة بلاده بمنظمة الصحة العالمية التي يتهمها منذ بدء انتشار فايروس كورونا المستجد بالانحياز الى الصين، في وقت تستعد مدينة نيويورك التي تأثرت بشدة جراء كوفيد-19، لاستئناف جزء من أنشطتها.
وقال ترامب أمام الصحافيين “لأنهم فشلوا في القيام بالإصلاحات اللازمة والمطلوبة، نحن ننهي اليوم علاقتنا بمنظمة الصحة العالمية ونعيد توجيه هذه الأموال إلى احتياجات أخرى ملحة في مجال الصحة العامة في العالم”.
وأضاف “العالم بحاجة إلى إجابات من الصين بشأن الفايروس. يجب أن تكون لدينا شفافية”.
واتهم ترامب في وقت سابق منظمة الصحة العالمية بأنها “دمية في يد الصين” التي انطلق منها الوباء في نهاية 2019.
وردت بكين باتهام ترامب الذي تسجل بلاده أعلى حصيلة وفيات بكوفيد-19 في العالم، بالسعي الى “التنصل من التزاماته” حيال المنظمة.
وأعربت روسيا، الجمعة، عن انتقادها لقرار ترامب قطع العلاقة مع منظمة الصحة العالمية، معتبرة القرار “ضربة لأسس التعاون القانونية الدولية في مجال الصحة”.
جاء ذلك بحسب تصريحات أدلت بها المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زخاروفا، ونقلتها وكالة انباء (تاس) الروسية.
وقالت زخاروفا في تصريحاتها إن “قرار الإدارة الأميريكية جاء في وقت يحتاج فيه العالم للتضامن في مواجهة تفشي فايروس كورونا المستجد(كوفيد 19)”.
وتساءلت زخاروفا “عما إذا كان بإمكان واشنطن طرح بديل عن منظمة الصحة العالمية؟”.
وذكرت في سياق متصل أن “الوضع الماساوي الذي ظهر بالولايات المتحدة خلال تفشي كورونا لا يدع مجالا للحديث حول الدور القيادي لاميركا في مجال الرعاية الصحية”.
من جهته اعتبر وزير الصحة الألماني ينس سبان أن قطع الولايات المتحدة علاقتها مع منظمة الصحة العالمية يشكل “انتكاسة خطيرة للصحة العالمية”.
وبعدما أشار إلى ضرورة إصلاح الهيئة الدولية، أكد الوزير الألماني في تغريدة على “تويتر”، أن على الاتحاد الأوروبي “الالتزام بشكل أكبر” ماليا بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب قطع كل الجسور مع منظمة الصحة العالمية التي يتهمها بمحاباة بكين.
واعتبر ينس أنه “حتى يكون لها مستقبل، تحتاج منظمة الصحة العالمية إلى إصلاحات”.
وشدد على أن تعزيز دور الاتحاد الأوروبي في المنظمة هو أحد أولويات ألمانيا التي تتسلم الرئاسة الدورية للتكتّل في الأول من يوليو.
والشهر الجاري أفادت وسائل إعلام أميركية نقلا عن مسودة رسالة أن إدارة ترامب تعتزم استئناف تمويل منظمة الصحة العالمية جزئيا.
وجاء في الرسالة بحسب فوكس نيوز أن إدارة ترامب “ستوافق على دفع ما يصل إلى ما تدفعه الصين من الإسهامات المقررة” لمنظمة الصحة العالمية.
وعلق ترامب مساهمات الولايات المتحدة لمنظمة الصحة العالمية في 14 نيسان، متهما إياها بتشجيع “التضليل” الصيني بشأن تفشي فايروس كورونا وقال إن إدارته ستبدأ مراجعة للمنظمة. ونفى مسؤولو المنظمة هذه المزاعم.
كما تعرض المدير العام للمنظمة يدروس أدهانوم غيبريسوس لانتقادات شخصية حول قدرته على إدارة الأزمة.
ووفقاً للرئيس الأميركي فإنّ تأخّر الصين في الكشف عن الوباء ونطاقه ومدى فتكه بالبشر كلّف سائر دول العالم وقتاً ثميناً كان يمكن خلاله اتّخاذ إجراءات لوأد الفايروس في مهده.
ومثلت الولايات المتحدة الأميركية اكبر متضرر من تفشي وباء كورونا حيث تخطى عدد الوفيات المئة الف بينما وصل عد المصابين الى حدود المليوني شخص.
وتصاعد الخلاف الاميركي الصيني في الاونة الاخيرة حيث اعلن دونالد ترامب الجمعة أن الولايات المتحدة علقت دخول صينيين يشكلون “خطرا” محتملا على الأمن الى أراضيها، وبدء عملية إلغاء الإعفاءات التجارية الممنوحة لهونغ كونغ.
وأمهل ترامب منظمة الصحة العالمية، في 19 مايو الجاري، 30 يوما لإجراء إصلاحات جوهرية، مهددا بقطع التمويل عنها حال عدم قيامها بذلك، وبتعليق عضوية الولايات المتحدة فيها.
العرب