طهران تختار التهدئة مع واشنطن بإطلاقها سراح سجين أميركي

طهران تختار التهدئة مع واشنطن بإطلاقها سراح سجين أميركي

واشنطن ـ قال محام ومسؤول أميركي إن إيران أفرجت الخميس عن جندي سابق في البحرية الأميركية، كان قد أصيب بفايروس كورونا أثناء احتجازه في إيران منذ 2018، وذلك ضمن اتفاق سمحت بموجبه الولايات المتحدة لطبيب أميركي من أصل إيراني بزيارة طهران في عملية تبادل محتملة بين الدولتين.

ويبدو أن إيران بلجوئها إلى هذا التبادل تسعى إلى تخفيف حدة التوتر مع علاقتها بواشنطن لاسيما بعد أن ضيقت عليها واشنطن الخناق اقتصاديا.

ولا يستبعد مراقبون أن يكون هذا التنازل مناورة جديدة من إيران تستهدف إرباك الموقف الأميركي وجهود واشنطن في ردع طهران في الشرق الأوسط.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد أعلن، في تغريدة، أن مايكل وايت، العسكري السابق في البحرية الأميركية الذي اعتقل في إيران في يوليو 2018، “في طائرة سويسرية غادرت للتو المجال الجوي الإيراني”.

وأوضح ترامب أنه سيكون “قريباً جداً” بين عائلته في الولايات المتحدة. وشكر ترامب سويسرا على “مساعدتها الرائعة”، ووعد بمواصلة العمل من أجل “إطلاق سراح جميع الأميركيين المحتجزين رهائن في الخارج”.

وقرار إيران الإفراج عن الأميركي مايكل وايت والإجراء الأميركي المقابل بالسماح للأميركي من أصل إيراني ماجد طاهري بزيارة إيران، واللذان أكدهما وزير خارجية إيران، مثال نادر على التعاون بين الجانبين.

والبلدان على خلاف بشأن العديد من القضايا من بينها قرار الولايات المتحدة الانسحاب من اتفاق يهدف لكبح برنامج طهران النووي وفرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران فضلا عن تنافسهما على النفوذ في الشرق الأوسط.

وكانت السلطات الإيرانية قد أفرجت عن وايت، وهو محارب قديم في البحرية الأميركية، من السجن في منتصف مارس آذار، لكنه كان محتجزا في إيران تحت الوصاية السويسرية لأسباب طبية. وعاقبت إيران وايت في عام 2019 عن جريمة لم يتم الكشف عنها.

وتمثل سويسرا المصالح الدبلوماسية الأميركية في إيران منذ أن قطعت واشنطن وطهران العلاقات بينهما بعد فترة وجيزة من الثورة الإسلامية عام 1979.

وقال وايت لقناة فوكس نيوز التلفزيونية على مدرج مطار زوريخ “إنني أتحسن. لقد أصبت بفايروس كورونا في سجن مشهد المركزي قبل أن أخرج بإذن. لكنني أتعافى بشكل جيد جدا”.

وأضاف “أشعر أنني على ما يرام، وسعيد بالعودة” وشكر الرئيس دونالد ترامب “على جهوده دبلوماسيا وغير ذلك، لجعل أميركا عظيمة مجددا، “كما وجه الشكر للسفارة السويسرية في طهران.

وأكدت وزارة الخارجية السويسرية في بيان دورها فيما وصفتها بأنها “البادرة الإنسانية” بشأن وايت وطاهري وقالت إنها مستعدة لمزيد من المساعدة.

بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو: “أميركي آخر يعود إلى المنزل. تم إطلاق سراح مايكل وايت (..) وهو في طريقه إلى الولايات المتحدة. سيتم لم شمل وايت قريباً مع عائلته”.

وقال مصدر مطلع إن مفاوضات الإفراج عن وايت أعقبت شهورا من المناقشات مع إيران.

وقال محامي طاهري إن موكله سيزور أسرته في إيران ويتلقى علاجا طبيا قبل أن يعود إلى الولايات المتحدة. وأضاف أن طاهري اعترف بانتهاك العقوبات الأمريكية.

وجاء الإفراج عن وايت بعد يومين من ترحيل واشنطن سيروس أصغري، الأستاذ الإيراني الذي كان مسجونا في الولايات المتحدة رغم تبرئته من تهمة سرقة أسرار تجارية. وأوردت وسائل إعلام إيرانية تقارير عن وصوله الأربعاء.

ونفت وزارة الخارجية الأميركية ومسؤولون إيرانيون مرارا وتكرارا أن يكون أصغري جزءا من مبادلة مع وايت أو أي شخص آخر وقالوا إن قضيته منفصلة.

العرب