اعتبر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي أن الانتصارات التي حققتها حكومة الوفاق في ليبيا تشكل تهديدا لمصالح إسرائيل التي تسعى لتجنب الأسوأ في علاقتها مع تركيا.
وتناول تقرير -نشره موقع ميدل إيست آي البريطاني- ما خلُص إليه معهد الأبحاث الإسرائيلي من أن المكاسب الأخيرة التي حققتها الحكومة المعترف بها دوليا على حساب قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر قد تهدد المصالح الإسرائيلية في المنطقة.
ورأى المعهد أن الصراع في ليبيا لن يؤثر بشكل مباشر على إسرائيل في حال سيطرت حكومة الوفاق المدعومة من تركيا على مقاليد الحكم في كامل التراب الليبي، إلا أن ذلك سيُضعف نفوذ الدول التي تدعم أنشطة إسرائيل شرق البحر الأبيض.
وأضاف التقرير أن تركيا ستمارس نفوذا كبيرا في الدولة الواقعة شمال أفريقيا، مما سيمكنها من استعراض قوتها شرق المتوسط ومواصلة تحدي المصالح الإسرائيلية بالمنطقة، وتحدي حلفاء إسرائيل المصريين والقبارصة واليونانيين.
وذكر التقرير أن وزراء خارجية قبرص ومصر وفرنسا واليونان والإمارات وقعوا على بيان يدين تركيا بسبب “أنشطتها غير القانونية” في المنطقة، في حين لم توقع إسرائيل على ذلك البيان.
ويقول المعهد إن “صمت” إسرائيل يشير إلى أنها لم تتخذ قرارا واضحا بشأن ممارسة أي دور في ليبيا خوفا من تصاعد التوتر بينها وبين أنقرة.
تشغيل الفيديو
نفوذ تركي بالمتوسط
ويشير التقرير إلى أن إسرائيل بحاجة إلى أن تستعد لتوسع النفوذ التركي والروسي بالمنطقة، في ظل عزوف واشنطن المستمر عن الاضطلاع بدور دبلوماسي أو عسكري أكثر نشاطا.
ومن المرات النادرة التي تُعلن فيها موقفا واضحا من الصراع الليبي، أعلنت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا قبل أيام أنها قد تنشر عددا من قواتها في تونس ردا على إرسال روسيا مقاتلات حربية إلى ليبيا لدعم حفتر.
ويوضح التقرير الإسرائيلي أن المكاسب التي حققتها حكومة الوفاق الوطني تعزى إلى التدخل العسكري لتركيا، مؤكدا أن تطور الأحداث أسهم في تعزيز دور أنقرة كطرف مؤثر في الصراع.
فقد حصلت تركيا بتدخلها في ليبيا على موطئ قدم يدعم طموحاتها في البحر الأبيض المتوسط، حيث بدأت منذ فترة في تنفيذ عدد من مشاريع التنقيب عن الغاز، حسب ما يقول التقرير الإسرائيلي.
العام الماضي، وقعت تركيا وحكومة الوفاق مذكرة تفاهم لرسم حدود المناطق البحرية شرق المتوسط سعيا منها لتطويق أنشطة التنقيب عن الطاقة اليونانية والقبرصية بالمنطقة. وقد عبرت بعض الدول على غرار اليونان وفرنسا والإمارات عن إدانتها لهذه المشاريع.
مصالح مشتركة
ويوضح تقرير موقع ميدل إيست آي البريطاني أن التوجس الإسرائيلي من الدور التركي شرق المتوسط لم يصل بعد إلى درجة يمكن أن تشعل صراعا بين تل أبيب وأنقرة.
وفي وقت سابق، أفاد مصدر إسرائيلي لـ “ميدل إيست آي” أن حكومتي إسرائيل وتركيا تتطلعان إلى إعادة العلاقات الدبلوماسية وتعيين السفراء.
وأشار المصدر ذاته إلى أن الطرفين لهما مصالح مشتركة، بما في ذلك إمدادات الغاز الطبيعي شرق المتوسط.
ومع ذلك، يؤكد التقرير أن انفراج العلاقات بشكل كامل لا يلوح في الأفق، لاسيما بعد إعادة انتخاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي لا تربطه علاقة جيدة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
الجزيرة