واشنطن – التقى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأربعاء في هاواي المسؤول الصيني الكبير يانغ جياشي خلال اجتماع أزمة لم يكن كافيا لتبديد التوتر الكبير بين أول دولتين عظميين في العالم.
وتخلل نهار الأربعاء مؤشرات على مواجهة دبلوماسية مستمرة دون هوادة على خلفية جدل حول إدارة الصين لفايروس كورونا المستجد.
وتناولت المباحثات أثناء اللقاء الذي استمر ست ساعات وعقد خلف الأبواب المغلقة بقاعدة هيكام الجوية في هونولولو مجموعة من القضايا التي تتسبب في إثارة الخلاف بين بكين وواشنطن.
كما تطرقت المباحثات إلى أسلوب إدارة الصين لأزمة جائحة فايروس كورونا وانتهاكات حقوق الإنسان في أقصى غرب الصين والنزاعات التجارية الجارية والتحركات لفرض قانون الأمن الوطني الجديد الصارم في هونج كونج.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس في بيان إن بومبيو “شدد على الحاجة إلى الشفافية الكاملة وتقاسم المعلومات لمكافحة جائحة كوفيد – 19 الحالية والحيلولة دون مزيد من التفشي للوباء في المستقبل”.
وخلال إيجاز صحفي الخميس، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جو ليجيان للصحفيين أن يانغ وهو أيضا مدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية للحزب الشيوعي، طالب واشنطن بعدم “التدخل” في القضايا التي تتعلق بتايوان وهونج كونج وإقليم شينغيانغ.
وأعرب يانغ عن “معارضته القاطعة لبيان مجموعة السبع الذي صدر الأربعاء والذي أعرب عن القلق العميق إزاء الخطط لفرض قوانين الأمن الجديدة التي من شأنها أن تقوض الحكم الذاتي لهونغ كونغ ويهدد حرياتها.
وفي وقت سابق قبل استقبال ضيفه في هاواي نشر بومبيو بيانا مشتركا مع نظرائه في مجموعة السبع “للطلب بحزم من الصين العودة” عن قانونها المثير للجدل حول الأمن القومي في هونغ كونغ الذي فاقم التوتر بين بكين وواشنطن في مايو الماضي.
وهي مبادرة من مجموعة السبع “ترفضها الصين بشدة” كما أعلن يانغ جياشي في بيان لوزارة الخارجية الصينية.
وكانت واشنطن تراقب عن كثب لقاء بومبيو ويانغ خصوصا وأنه تزامن مع نشر مقتطفات من كتاب جون بولتون المستشار السابق للأمن القومي للبيت الأبيض الذي يتهم الرئيس الجمهوري بالسعي للحصول على مساعدة الصين لإعادة انتخابه في نوفمبر القادم.
والدليل على التوتر السائد بين واشنطن وبكين، عقد اللقاء الذي بدأ ليل الثلاثاء واستمر الأربعاء لمدة سبع ساعات، بعيدا عن الإعلام.
والتقارير التي نشرت بالحد الأدنى في ختامه تترجم باللغة الدبلوماسية استمرار الخلافات.
وكتبت صحيفة “الشعب” الرسمية الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الحاكم أن “الجانبين أكدا بوضوح مواقفهما وقررا مواصلة التواصل” مشيرة إلى “حوار بناء”.
وأكد الجانب الأميركي أن “وزير الخارجية شدد على (…) ضرورة التبادل بين الأمتين في علاقاتهما التجارية والأمنية والدبلوماسية”.
وتدهورت العلاقات الصينية ـ الأميركية المتوترة أصلا بسبب الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي، أكثر مع تفشي فايروس كورونا الذي ظهر في مدينة ووهان الصينية نهاية 2019، عبر العالم ما جعل الولايات المتحدة البلد الأكثر تضررا بالوباء.
وأصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب قانونا لمعاقبة مسؤولين صينيين متهمين بـ”الاعتقال الجماعي” للمسلمين الأويغور. وعلى الفور دانت بكين “الهجوم الشرير” وحذرت واشنطن من “عواقب”.
وكان بومبيو ويانغ جياشي المسؤول الأول في الحزب الشيوعي المكلف السياسة الخارجية، تحادثا لآخر مرة في 15 أبريل. ومذاك توقف التواصل.
ومنتصف مايو هدد ترامب بقطع العلاقات مع الصين مؤكدا أنه لم يعد يرغب في التحاور مع نظيره شي جينبينغ الذي كان وصفه حتى الآن بـ”الصديق”.
وشكك مراقبون في قدرة بومبيو على تحريك العلاقات بسبب هجماته المتكررة على بكين.
وكان مايكل سواين من مركز “كارنيغي انداومنت فور انترناشونال بيس” كتب على تويتر قبل اللقاء “ربما يعتقد أن ذلك يسمح بشن حرب باردة مع الصين وهو يسعى جاهدا لتحقيق هذه الغاية”.
وقالت سوزان ثورنتون المكلف آسيا-المحيط الهادىء في الخارجية الأميركية إنها “تشك” في أن لقاء هاواي “يمكنه خفض التوتر” إذ أن البلدين منشغلان بـ”منافستهما”.
وبومبيو أول من انتقد معالجة الصين لتفشي الوباء ووصفها منذ زمن بأنها الخصم الاستراتيجي الرئيسي للولايات المتحدة.
واتهم بكين بالتستر في البداية لحجم وخطورة كوفيد – 19 وبالتالي إنها مسؤولة عن انتشار الوباء في العالم الذي أودى بحياة نحو 450 ألف شخص بينهم أكثر من 117 ألفا في الولايات المتحدة وأرغم الدول على وقف نشاط اقتصاداتها.
والأسوأ أنه قال علنا ان الفايروس قد يكون تسرب عن طريق الخطأ من مختبر في ووهان. وتنفي الصين هذه الاتهامات.
وترامب السائر على خطى بومبيو صعد لهجته وهدد بالرد على الصين لدورها بـ “قتل عدد كبير من الأشخاص حول العالم” بعد أن كان أشاد في البداية بتعامل بكين مع الوباء.
للمزيد: بولتون يفجّر فضيحة جديدة: ترامب طلب دعم الصين للفوز بولاية ثانية
العرب