بدّلت أسعار النفط العالمية مسارها هبوطاً بعد ظهر اليوم الجمعة، فتحوّل سعر برميل برنت في العقود الآجلة إلى الانخفاض، مسجلاً أدنى مستوى في الجلسة عند 40.88 دولاراً، وخام غرب تكساس الوسيط الأميركي عند 38.53 دولاراً، رغم بقاء التوقعات إيجابية بالنسبة للتعافي الاقتصادي.
وكانت أسعار النفط ارتفعت صباحا، مواصلة مكاسب حققتها بفضل التفاؤل بشأن تعافي الطلب على الوقود في أنحاء العالم، ورغم ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في بعض الولايات الأميركية ومؤشرات على انتعاش في إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة، وهي الآن متجهة إلى تسجيل انخفاض هذا الأسبوع.
أفتار ساندو، مدير أول معني بالسلع الأولية لدى “فيليب فيوتشرز” في سنغافورة، كان قد قال صباحاً، لدى ارتفاع الأسعار، إن أسواق السلع الأولية بصفة عامة تتبني رؤية إيجابية للتعافي العالمي اليوم، رغم القلق إزاء ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا”.
أضاف أن “التفاؤل حيال تعافي الطلب على الوقود في أنحاء العالم يقدم الدعم للأسعار، على الرغم من الزيادة في إجمالي الإصابات بفيروس كورونا عالميا وفي ظل مؤشرات على أن إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة سينمو”.
ويقول محللون إن بيانات من الأقمار الصناعية تظهر انتعاشا قويا في حركة المرور بالصين وأوروبا وفي أنحاء الولايات المتحدة، ما يشير إلى تحسن في طلب الوقود.
وأظهرت بيانات، قدمتها شركة “توم توم” لتكنولوجيا المواقع لرويترز، أن الزحام في شنغهاي في الأسابيع القليلة الفائتة كان أعلى مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، بينما عادت حركة المرور في موسكو إلى مستويات العام الماضي.
لكن هناك مخاوف بشأن ارتفاع الإصابات بكوفيد-19 في ولايات تقع جنوبي الولايات المتحدة، مما قد يعرقل تعافي الطلب، خصوصا أن بعض تلك الولايات، مثل فلوريدا وتكساس، من بين أكبر مستهلكي البنزين، ولعل هذا ما أثر سلباً على مسار الأسعار بعد ظهر اليوم الجمعة، فضلاً عن أن احتمال ارتفاع إنتاج النفط الخام الأميركي كبح المكاسب اليوم.
وخلُص مسح شمل المسؤولين التنفيذيين في أكبر منطقة لإنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة، والذي أجراه بنك الاحتياطي الاتحادي في دالاس، إلى أن ما يزيد عن نصف المسؤولين الذين خفضوا الإنتاج يتوقعون استئناف بعض الإنتاج بحلول نهاية يوليو/تموز.
هذا وارتفعت واردات الصين من النفط الخام السعودي إلى مثليها تقريبا في مايو/أيار مقارنة مع مستواها قبل عام، لتبلغ أعلى مستوى على الإطلاق، إذ اقتنصت شركات التكرير الوقود الرخيص الثمن، بينما احتفظت المملكة بمركزها كأكبر مورد لأكبر مشتر للنفط في العالم.
وأظهرت بيانات من الإدارة العامة للجمارك أن الشحنات القادمة من السعودية الشهر الماضي بلغت 9.165 ملايين طن، أو ما يعادل 2.16 مليون برميل يوميا، مسجلة ارتفاعا بنحو 95% من 1.11 مليون برميل يوميا في مايو/أيار 2019، وبارتفاع 71% من 1.26 مليون برميل يوميا في إبريل/نيسان.
العربي الجديد