طرابلس – بدأ النظام التركي يجني ثمار تدخله في الأزمة الليبية من بوابة الضغط على حكومة الوفاق لسداد فاتورة دعمه بالعتاد العسكري والمرتزقة السوريين.
ورغم الدعوات الدولية لوقف تصدير السلاح إلى ليبيا من أجل التهدئة، إلا أن الطائرات العسكرية التركية المحمّلة بالعتاد والمرتزقة لا تزال تجوب سماء ليبيا في خطوة تدفع باتجاه مزيد تصعيد العنف والفوضى في البلاد وتعقيد مساعي السلام.
وأفادت تقارير إعلامية محلية بتزويد أنقرة للميليشيات بطائرات درون مسيرة “انتحارية”.
ونقل موقع “الساعة 24” الليبي، عن مصدر أمني مسؤول، أن حكومة الوفاق التي يقودها فايز السراج، فوضت محافظ المصرف المركزي الصديق الكبير، بتحويل الديون المتراكمة عليهم لصالح تركيا في زيارته الأخيرة ولقائه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأضاف المصدر نفسه، رافضا الإفصاح عن هويته لدواعٍ قد تجعله عرضة للملاحقة داخل طرابلس، أن “الديون المتأخرة تشمل سداد صفقة متعلقة بطائرات مسيرة بكل أنواعها”.
كما ذكرت مصادر من داخل المركزي الليبي أن تواجد الصديق الكبير في تركيا كان كذلك لوضع اللمسات النهائية لتنفيذ الاتفاقية المبرمة بين حكومة الوفاق والحكومة التركية من أجل تعويض الشركات التركية التي كانت لها عقود قبل عام 2011 وتقدر قيمتها بما يقارب ثلاثة مليارات دولار، لافتا إلى أن الصورة التي ظهر فيها الصديق الكبير مع أردوغان ومحافظ البنك المركزي التركي، هي احتفال ببدء تنفيذ هذه الاتفاقية.
وذكر تقرير الموقع الليبي، أن أنقرة تخطط لإمداد الإرهابي الخطير والمسؤول العسكري بالجماعة الليبية المقاتلة الموالية لتنظيم القاعدة خالد الشريف وعناصره في مدن ومناطق غرب ليبيا بالطائرات المسيرة، باستخدام عدة مطارات صغيرة وتحويل سيطرتها للجماعة الليبية المقاتلة والتي تحول بعض عناصرها إلى داعمين وموالين لأنصار الشريعة والقاعدة ومجالس الشورى التي تكونت في السنوات الماضية داخل ليبيا.
واستنادا إلى تصريحات مصدر أمني، ذكر التقرير أن بقايا العناصر المتطرفة داخل طرابلس وبتوجيه من مفتي ليبيا المعزول الصادق الغرياني تسعى للحصول على أسلحة متطورة من تركيا، ضمن صفقات متتالية مع حكومة الوفاق، تسعى الجماعات الإرهابية للحصول عليها وأهمها الطائرات المسيرة الانتحارية التي ستشكل خطرا قادما على ليبيا ودول المنطقة.
وبحسب مراقبين، فإن هذه الأسلحة المتطورة ستشمل طائرات “ألباغو” المسيرة، التي تستعد للانضمام إلى أسطول الطائرات المسيرة الانتحارية، وهي أحد أبرز المنتجات في الصناعات الدفاعية التركية خلال الفترة الأخيرة، وستتكفل شركة هندسة التقنيات الدفاعية ” STM” ، بتزويد أنقرة بهذه الطائرة، على أن تدخل للخدمة العسكرية في نهاية العام الحالي.
وتتميز “ألباغو” بخفة وزنها، وبسرعتها العالية وبإمكانية الطيران على مستوى منخفض لتفادي الرادارات والتحليق دون صوت، فضلا عن قدرتها على تدمير الأهداف، وتزودها بخاصية الذكاء الاصطناعي.
يشار إلى أن خالد الشريف (55 سنة)، يعدّ من أخطر الإرهابيين المطلوبين للجيش الليبي، لانتمائه لتنظيم القاعدة وارتكابه جرائم في حق الشعب الليبي، وهو قيادي بارز فيما يسمى “الجماعة الليبية المقاتلة” الموالية لتنظيم القاعدة التي يتزعمها الإرهابي عبد الحكيم بلحاج المقيم في تركيا، وهو متهم بالإشراف المباشر على نقل الأسلحة والدعم المالي للجماعات الإرهابية فترة توليه منصب وكيل وزارة الدفاع الليبية، عقب أحداث عام 2011، قبل إقالته من منصبه عام 2014، بعد اتهامه بتزويد الميليشيات الإرهابية بالعاصمة طرابلس بالسلاح، ودعمه المباشر لأنصار الشريعة في بنغازي والقاعدة في درنة.
وللشريف تاريخ في الإرهاب، حيث تشير المعلومات الموثقة في ملفه الأمني لدى جهاز الأمن الداخلي السابق، إلى أنه غادر ليبيا إلى أفغانستان عام 1988 للانضمام إلى الجماعات المتطرفة هناك، وحصل على منصب قيادي في الجماعات الإرهابية بأفغانستان حتى وصل إلى زعيم الجناح المسلح ونائب زعيم الجماعة الليبية المقاتلة، قبل أن يعود إلى ليبيا للمرة الأولى 1996.
وبعد رحيل معمر القذافي، وتحديدا في ديسمبر 2012، تولى الشريف قيادة ما يعرف بـ”الحرس الوطني” وسجن الهضبة الذي يقبع فيه مسؤولون من نظام معمر القذافي، وكذلك وكالة وزارة الدفاع، قبل إقالته من منصبه عام 2014 لتورطه في دعم الإرهابيين بالعاصمة طرابلس وتزويدهم بالسلاح، وانتقاله للإقامة في تركيا.
وكشف مصدر عسكري بالقيادة العامة للجيش الليبي، أن تركيا دفعت في الأيام الأخيرة من معركة طرابلس بخالد الشريف للإشراف على العمليات العسكرية لقوات الوفاق وتولي قيادة الهجمات على قاعدة الوطية الجوية، حيث شوهد يتحرك في المحيط الغربي للعاصمة طرابلس.
العرب