الرياض – شنّ التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية أعنف حملة جوية مركّزة على مواقع تخزين وتجميع وإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التابعة لجماعة الحوثي الموالية لإيران.
واكتست الحملة، بالإضافة إلى هدفها العسكري والأمني المباشر المتمثّل في شلّ قدرات المتمرّدين الحوثيين على ضرب مواقع ومنشآت مدنية داخل الأراضي السعودية، بعدا استراتيجيا أشمل مرتبطا بالحملة التي تخوضها الولايات المتّحدة بالتعاون مع حليفتها المملكة العربية السعودية لقطع قنوات التسلّح الإيراني عبر الكشف عن الاستخدامات غير المشروعة للسلاح الذي تحصل عليه طهران وتقوم بتسريبه إلى ميليشيات غير منضبطة تستخدمه بدورها في ضرب استقرار المنطقة وتهديد أمن دولها دون تقيد بالضوابط القانونية والأخلاقية للنزاعات المسلّحة.
وشملت العملية العسكرية التي بدأها التحالف العربي تنفيذ العشرات من الضربات الجوية ضد مواقع للمتمردين في صنعاء ومناطق أخرى، وجاءت في أعقاب هجمات صاروخية ضد المملكة وبعد أكثر من شهر على انتهاء هدنة كان التحالف قد أعلنها لفسح المجال أمام مواجهة جائحة كورونا.
وبات مستقرّا في قناعة المجتمع الدولي أنّ إيران هي مصدر تسليح الحوثيين بالصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة التي تستخدم في ضرب منشآت سعودية، من ضمنها المنشآت النفطية بشرق المملكة والتي تعرّضت في سبتمبر الماضي لهجوم تبنّته جماعة الحوثي.
وأظهرت السعودية توافقا واسعا مع سعي الولايات المتّحدة لتمديد الحظر الأممي على توريد السلاح لإيران على اعتبار ما تحصل عليه طهران من أسلحة ينتهي جزء منه بأيدي وكلائها في اليمن.
وقال تحالف دعم الشرعية في اليمن، الخميس، إنّ النظام الإيراني يتعمد إمداد الميليشيات الحوثية بصواريخ نوعية لتقويض الأمن الإقليمي، معربا عن رفضه الإملاءات الإيرانية للحوثيين.
وأعلن المتحدث عن التحالف العقيد تركي المالكي في مؤتمر صحافي عن “استهداف التحالف ومهاجمته لمواقع مخازن وورشات الصواريخ الباليستية التابعة لميليشيا الحوثي المدعومة من إيران ومراكز قيادة واتصالات وورشة طائرات بدون طيار في العاصمة صنعاء وفي عدد من المواقع في اليمن”.
وعرض المالكي صورا لاعتراض وتدمير طائرات مسيرة حوثية، كما عرض صورا لاستهداف ورشات للصواريخ الحوثية في محافظة صنعاء، لافتا إلى أن “الميليشيات الحوثية تتعمد وجود ورشات تصنيع الصواريخ والألغام في مناطق سكنية، وأن جبل النهدين بالعاصمة هو أحد مراكز تخزين الصواريخ الباليستية من قبل الميليشيات”.
كما أشار إلى ضبط شحنة أسلحة إيرانية مهربة إلى الميليشيات الحوثية في أفريل الماضي مؤكّدا قيام إيران والميليشيات الحوثية بخرق القرار الأممي بحظر توريد السلاح إلى اليمن.
وشدد المالكي على أنّ “التحالف سيتخذ إجراءات صارمة ضد ميليشيات الحوثي إذا حاولت استهداف مناطق مدنية، وأنه سيقطع الأيدي التي تحاول استهداف مناطق في السعودية”.
العرب