المعارضة التركية أمام فرصة استثمار تراجع شعبية أردوغان

المعارضة التركية أمام فرصة استثمار تراجع شعبية أردوغان

إسطنبول – أظهر استطلاع جديد أجرته مؤسسة متروبول للأبحاث، ومقرّها أنقرة، أنّ حزب الشعب الجمهوري العلماني، أكبر أحزاب المعارضة التركية، تمكّن من تضييق الفجوة مع حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم في أصوات الناخبين إلى ست نقاط مئوية، ما يضع المعارضة التركية أمام فرصة تاريخية لاستثمار تراجع شعبية الإسلاميين استعدادا للمحطات الانتخابية القادمة.

وشهد التحالف الحاكم في تركيا المكون من حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وشريكه في الائتلاف حزب الحركة القومية، تراجعا ملحوظا في الدعم للانتخابات منذ أشهر.

وتواصل أصوات حزب العدالة بالتلاشي لصالح أحزاب المعارضة التقليدية والجديدة، حيث انخفض الدعم للحزب الحاكم من 33.9 في المئة في استطلاع “متروبول” مارس الماضي، في حين سجّل حزب الشعب الجمهوري المُعارض زيادة من 20.7 في المئة.

وفي الوقت نفسه، شكّل الناخبون الذين لم يتخذوا قرارا بعد بالتصويت 9.2 في المئة، وهو أعلى من الدعم المقدم لجميع الأحزاب الأخرى باستثناء حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري، حسبما وجد استطلاع يونيو.

ومن المقرر إجراء الانتخابات العامة القادمة في تركيا عام 2023، لكنّ العديد من المؤشرات برزت حول احتمال إجراء انتخابات مبكرة، منها الاقتصاد المُتعثر في البلاد، وتشكيل أحزاب منافسة جديدة من قبل الشخصيات البارزة السابقة في حزب العدالة والتنمية، فضلا عن دعوات التحالف الحاكم لإدخال تغييرات على قوانين الانتخابات تضع قيودا كبيرة على أحزاب المُعارضة وإمكانية تمثيلها في البرلمان القادم.

حزبا أحمد داود أوغلو وعلي باباجان يحصدان مزيدا من الأصوات من حزب العدالة والتنمية رغم حداثة تأسيسهما

وبينما يرى مراقبون ومحللون أنّ إجراء الانتخابات هذا العام خلال ذروة تفشي فايروس كورونا غير وارد أبدا، فإن احتمال إجرائها في 2021 أو 2022 سيكون أعلى نوعا ما.

وكشف الكاتب والمحلل التركي أورهان أوروغلو، أنّ حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي في تركيا، سوف يساعد الأحزاب التي شكّلها منشقون عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، على دخول البرلمان التركي، وهما حزبا داود أوغلو وعلي باباجان.

واستطاع الحزبان المنفصلان عن حزب العدالة والتنمية، حزب المستقبل الذي أسسه رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، وحزب الديمقراطية والتقدم (ديفا) الذي أسسه وزير الاقتصاد السابق علي باباجان، حصد المزيد من الأصوات التي كانت تذهب لمصلحة الحزب الحاكم، وذلك رغم حداثة تأسيس كل منهما.

وكشف أوروغلو بالمقابل، أن زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليجدار أوغلو أخبره أن حزبه سوف يسعى إلى تغيير الحد الأدنى لدخول البرلمان، والبالغ 10 في المئة، من أجل دعم الديمقراطية، مُعتبراً أنّه “يجب تمثيل كل حزب في المجلس”. وأوضح الكاتب التركي أن (ديفا) وحزب المستقبل سوف يُدرجان في تحالف الأمة الانتخابي الرئيسي للمُعارضة.

ويسمح نظام التحالف الانتخابي الذي تم تقديمه قبل الانتخابات البرلمانية عام 2018 للأحزاب التي تقل نسبة أصواتها عن عتبة الـ10 في المئة بالحصول على مقاعد في البرلمان إذا كانت جزءا من تحالف حصل على أكثر من 10 في المئة من الأصوات.

وأكد المحلل التركي أن باباجان وداود أوغلو على دراية جيدة بنقاط القوة والضعف لدى الرئيس التركي، ومن المرجح أن يجتذبا المزيد من أصوات حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المقبلة.

العرب