هل كان حادثا أم عملا تخريبيا.. الغموض يكتنف حادثة منشأة نطنز النووية في إيران

هل كان حادثا أم عملا تخريبيا.. الغموض يكتنف حادثة منشأة نطنز النووية في إيران

طهران- تسببت حادثة غامضة وقعت في أولى ساعات الخميس الماضي بأضرار بالغة في أحد مباني منشأة نطنز النووية في إيران وأثارت تكهّنات بشأن الأسباب.

وجاء الحادث في نهاية أسبوع شهد انفجارين في طهران، أحدهما قرب موقع عسكري. وقال مسؤولون إن الانفجارين كانا حادثين، لكن العديد من الإيرانيين يشتبهون بأنهما كانا نتيجة عمليتين إسرائيليتين سريّتين.

وتتهم إسرائيل والولايات المتحدة إيران بمحاولة تطوير قنبلة ذرية، وهو أمر لطالما نفته طهران، وسبق أن استهدفتا منشآت نووية إيرانية في الماضي.

أعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في بيان غامض صدر بعد ساعات أن “حادثة” تسببت بأضرار في مستودعات قيد الإنشاء في موقع نطنز (نحو 250 كلم جنوب طهران).

وأكد المتحدث باسم المنظمة بهروز كمالوندي للتلفزيون الرسمي عدم سقوط أي ضحايا وعدم وجود “مواد نووية (في الموقع) أو احتمال حدوث تلوث بيئي”.

ونشرت المنظمة صورة تظهر المبنى المتضرر، وهو عبارة عن بناء من الطوب من طابق واحد فيه بعض الفتحات، ويظهر جزء من جداره الخارجي متفحّما جرّاء حريق وقسم من سقفه منهارا بينما تبدو الأبواب وكأنها انفجرت من الداخل.

وبثّ التلفزيون الرسمي عدة صور من خارج المبنى لكن دون أي لقطات من داخله.

تصوير موقع الحادث

ومساء الأحد، أقرّ كمالوندي لوكالة “إرنا” الرسمية أن الحادثة تسببت بـ”أضرار مادية جسيمة”، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

لكنه أوضح أن المبنى المتضرر كان مصمما لتصنيع “أجهزة طرد مركزي متطوّرة”، ملمحا إلى أن عملية تجميعها كانت بدأت قبل “الحادث”.

وتعد نطنز أكبر منشأة لتخصيب اليورانيوم في إيران وتبعد حوالي 250 كيلومترا جنوبي العاصمة طهران، ويعد المجمّع أساسيا بالنسبة لبرنامج إيران النووي ويخضع لإجراءات أمنية مشددة.

وكانت إيران قد وافقت بموجب الاتفاق النووي عام 2015 مع القوى الكبرى على وضع سقف لعمليات تخصيب اليورانيوم التي تقوم بها بتركيز يتراوح ما بين 3 و4 في المئة من يورانيوم 235، وهو ما يمكن استخدامه كوقود للمفاعلات النووية.

ويحتاج اليورانيوم المستخدم في الأسلحة النووية أن يكون مخصبا بنسبة 90 في المئة أو أكثر.

كما ووافقت على تركيب حوالي 5060 من أقدم أجهزة الطرد المركزي لديها وأقلها كفاءة حتى 2026، وألا تقوم بأي أعمال للتخصيب في منشآتها السرية الأخرى في فوردو حتى 2031.

لكنها وبعد أربع سنوات على توقيع الاتفاق، بدأت إيران في التراجع عن هذه الالتزامات ردا على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب التخلي عن الاتفاق النووي وفرض عقوبات اقتصادية بشأنها.

كما أعلنت طهران أنها تعمل على تطوير أجهزة طرد مركزي أكثر فعالية ودون حدود.

والجمعة، أعلن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أنه تم تحديد “أسباب الحادث” في نطنز “بدقة”، لكنه امتنع عن نشر تفاصيل “لأسباب أمنية”.

وتعهدت إسرائيل، التي يعتقد على نطاق واسع أنها القوة النووية الوحيدة في المنطقة، بألّا تسمح أبدا لإيران بامتلاك أسلحة نووية قائلة إن طهران تدعو لتدمير إسرائيل. وتنفي إيران السعي لامتلاك أسلحة نووية وتقول إن برنامجها النووي سلمي.

وقال ثلاثة مسؤولين إيرانيين إنهم يعتقدون أن تخريبا إلكترونيا عبر الإنترنت وقع في نطنز لكنهم لم يقدموا أدلة على ذلك. وقال اثنان إن إسرائيل ربما تقف وراء الأمر.

وجاء في حساب على تويتر مرتبط بمحلل إسرائيلي بتاريخ 1 يوليو أن إسرائيل هاجمت محطة إيرانية لتخصيب اليورانيوم.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، الأحد، إن بلاده لا تقف “بالضرورة” وراء كل حادثة غامضة تقع في إيران، بعد أن دفع اندلاع حريق في منشأة نطنز النووية بعض المسؤولين الإيرانيين للقول إنه نجم عن عملية تخريب إلكترونية.

ولدى سؤاله عما إذا كانت إسرائيل لها صلة “بالانفجارات الغامضة” في مواقع نووية إيرانية رد بالقول “ليس كل واقعة تحدث في إيران لها صلة بالضرورة بنا”.

وأضاف لراديو إسرائيل “كل تلك الأنظمة معقدة، ولها قيود سلامة مرتفعة المعايير للغاية ولست واثقا من أنهم يعلمون على الدوام كيف يلتزمون بها”.

وقال رئيس منظمة الدفاع المدني الإيرانية العميد غلام رضا جلالي للتلفزيون الرسمي ليل الخميس إن أي هجوم إلكتروني يتم إثباته ضد إيران سيقابل “برد”.

لكن خدمة شبكة “بي بي سي” الفارسية، والتي تعتبرها السلطات الإيرانية معادية، أكدت أنها تلقّت بيانا “قبل ساعات” على الحادثة من مجموعة تطلق على نفسها “الفهود الوطنية” أعلنت مسؤوليتها عن الحادث.

وعرّفت الجماعة عن نفسها بأنها مجموعة من “المعارضين ضمن أجهزة الأمن الإيرانية” وذكرت أنه تم استهداف الموقع نظرا لأنه ليس “تحت الأرض” وبالتالي لا يمكن لطهران نفي وقوع الهجوم المفترض.

العرب