الجيوش الإلكترونية في العراق ترفع هاشتاغ #كاظمي_الغدر_يختطف_هيلا_ميوس إلى الترند على مواقع التواصل الاجتماعي وهو ما فجر موجة سخرية في العراق.
بغداد – سخر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في العراق من هاشتاغ مشبوه أطلقته ميليشيا كتائب حزب الله العراقي يتهم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي باختطاف الناشطة الألمانية #هيلا_ميوس، في وقت يتهم فيه عراقيون صراحة الميليشيا الموالية لإيران باختطاف الناشطة.
وقال المتحدث العسكري باسم الميليشيا، أبوعلي العسكري:
abualialaskary@
إخفاء الناشطة الألمانية هيلا ميوس “يحمل بصمات كاظمي الغدر”، مضيفاً في تغريدة، على موقع تويتر، أن هذا العمل يهدف إلى “تأليب الرأي العام ضد أبناء العراق الغيارى الذين يرفضون رفضاً قاطعاً مثل هذه الأعمال التي لا تتناسب والقيم العربية الأصيلة”.
“سننتظر قليلا ليفرجوا عنها، فإن لم يفعلوا سنكشف عن أسماء تلك العصابات، وبعض أعمالهم الخبيثة، كالقصف الذي طاول نصب الجندي المجهول، ومن الذي أمرهم بتنفيذ هذا العمل المشين”.
وعلى إثر ذلك تصدر هاشتاغ #كاظمي_الغدر_يختطف_هيلا ميوس الترند على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق.
وقال إعلاميون إن المشكلة تكمن في أن هناك من يصدق هذه البيانات ويؤمن بأن الميليشيات بريئة.
ويخوض العراقيون حروبا على جبهات مختلفة، إحداها إلكترونية شرسة ومتواصلة على مدار الساعة ضدّ جيوش إلكترونية، يعتقد أن أغلبها يتبع قوى وأحزابا سياسية تبث الإشاعات.
وفي العراق، تستفيد الأحزاب السياسية والفصائل المسلحة والمسؤولون مما يسمى الجيوش الإلكترونية منذ سنوات لأغراض الدعاية أو على العكس السخرية من منتقديهم والتهجم عليهم.
وتطورت الدعاية في العراق، إذ يتذكر مَن يتابع الوضع أن حروب السياسيين العراقيين الموالين لإيران والمعارضين لها بين العامين 2003 و2008 كانت علانية حين كانوا يحرّضون الناس مذهبيا، أما اليوم، وبعد سيطرة إيران على العراق، فإن تلك الحروب أصبحت بالوكالة تُدار من قبل محترفين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي السنوات التي تلتها، تطورت مهام الجيوش الإلكترونية إلى غسيل أدمغة العراقيين.
وللعراقيين حضور طاغ على مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ يبلغ عدد مستخدمي فيسبوك، 19 مليون شخص، أي 48 في المئة من عدد السكان.
وتعمل الجيوش الإلكترونية على رفع هاشتاغات مشبوهة إلى الترند على تويتر للإيحاء بأن هذا هو الرأي العام الطاغي في العراق.
في المقابل أطلق عراقيون هاشتاغ #أطلقوا_سراح_هيلة.
واختطفت الناشطة الألمانية هيلا ميوس، التي يحلو لأصدقائها من العراقيين أن يسموها “هيلة”، وهو اسم عراقي محبب مشتق من حب الهال “الهيل باللهجة العراقية”، ليل الاثنين – الثلاثاء، من أحد شوارع بغداد ووصفها بعضهم في تعليقاتهم في وسائل التواصل الاجتماعي بعاشقة بغداد.
وتقول إحدى صديقاتها، الناشطة العراقية ذكرى سرسم من مؤسسة برج بابل، إنها “عشقت بغداد منذ زيارتها الأولى عام 2010، وقد التقيتها في منتدى المسرح حيث كانت برفقة فرقة مسرحية من ألمانيا، ثم تكررت زيارتها لبغداد وكانت تعمل على التخطيط لمشاريع فنية مشتركة”.
وتضيف سرسم في تدوينة على فيسبوك:
Dhikra Sarsam
أسهمت في التنسيق لتقديم المسرح العراقي في ألمانيا ونجحت في أخذ فريق من الفنانين لتقديم العروض في برلين.
وكان لها دور في علاج أحد أصدقائنا الذي أصيب بانفجار الكرادة الذي أودى بحياة صديقنا الشهيد عمار الشابندر عام 2015. ومنذ ذلك الحين قررت أن تستقر في بغداد لأنها تحب الشمس والبيوت التراثية وعانت كثيرا من موضوع الحصول على الإقامة وتجديدها.
ومشروع “تركيب” الذي أسسته عام 2015 وقدم أول عروضه في برج بابل حيث حقق أصداء كبيرة أسهم في تحقيق حلم عشرات الشباب ليقدموا مشاريعهم الفنية وعروضهم.
وقالت سرسم إن هيلا عملت باجتهاد كبير لكي يتحول “تركيب” إلى منظمة محلية ومركز لتدريب الفنون وكانت تعمل طوال النهار لتبني هذا المشروع لدعم مشاريع الشباب الفنية.
وأضافت “اليوم هناك العشرات أو المئات ممن حظوا بهذه الفرصة وقدموا أعمالهم أو وجدوا مكانا يتعلمون فيه الموسيقى أو اللغة”. وتؤكد أن هيلة كانت “تتوقع أن يتم خطفها لأن كلا منا يتوقع هذا المصير ومع ذلك كانت ضد فكرة الحمايات والحبسة في مكتب لا يمكن مغادرته دون حمايات ومصفحات“.
ووجهت سرسم رسالة إلى الخاطفين وقالت “عار على الخاطفين خطف هيلة المحبة لبغداد. عار على القوات الأمنية المدججة في شارع أبونؤاس التي كانت تتفرج على مشهد الخطف“.
من جانب آخر، عبر ناشطون عن تخوفهم من اختطاف مصطفى الكاظمي، كدلالة على قوة الميليشيات. وسخر الناشط أيمن حميد:
aymenhameed1@
ميليشيات مُسلحة خطفت الناشطة الألمانية #هيلا_ميوس بنص (وسط) بغداد.. عمي.. الميليشيات گامت تشتغل دولي مو بس محلي (صارت تشتغل اشتغالا دوليا وليس محليا فحسب) والكاظمي بعده يگول (ويأتي الكاظمي بعد ذلك ليقول) سنفرض هيبة الدولة!! اني خايف يخطفون (إني أخشى أن يخطفوا) الكاظمي.
وقال الناشط علي ألمكَدام:
ali_almikdam@
مر أكثر من أسبوعين على حادثة اغتيال الصديق #هشام_الهاشمي، مر أكثر من 48 ساعة على اختطاف الصديقة #هيلا_ميوس، مر أكثر من ثلاثة شهور على لجنة التحقيق في قتلة المتظاهرين. أين القاتل وأين الخاطف وأين السفاح؟ صدقوني إن الميليشيات أقوى من الحكومة وقانونها أضعف من كشف نتيجة واحدة!
وغرد الكاتب مصطفى سالم:
mustafasalem@
اختطاف الألمانية #هيلا_ميوس بعد زيارة ظريف، تم من قبل استخبارات الحشد، وبتواطؤ من الأمن الوطني والشرطة. الحادثة تمت أمام أنظار الشرطة، وتحمل رسائل سياسية ليست لألمانيا فقط، بل لجهات عدة، وستسهم في تأجيج الصراع داخل النظام. في كل مرة يذكّرنا الحشد بأنه السلطة والطابور الخامس معا.
وانتشر مقطع فيديو يُظهر عملية اختطاف هيلا ميوس بينما كانت على دراجتها الهوائية قرب موقع “بيت تركيب” الذي تديره على شارع أبونواس وسط العاصمة العراقية.
وقال الإعلامي علي فرحان:
alifarhan85@
في كل دول العالم يتم نصب الكاميرات للحد من عمليات الخطف والاغتيال والسرقة، إلا في العراق العصابات تتعمد ممارسة أفعالها تحت عيون الكاميرا؛ واضح، الغاية إيصال رسالة تحدّ للدولة.
العرب