قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن واشنطن أغلقت القنصلية الصينية في هيوستن لأنها كانت “بؤرة للتجسس وسرقة الملكية الفكرية”، ونددت وزارة الخارجية الصينية بقرار أميركا إغلاق القنصلية في مدينة هيوستن، وقالت إنه انتهاك خطير للقانون الدولي، وشددت بكين على أنها سترد بالشكل المناسب.
وفي خطاب ألقاه في كاليفورنيا، واتّسم بنبرة تذكر بتلك التي طبعت لغة التخاطب بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق إبان الحرب الباردة؛ قال وزير الخارجية الأميركي “لقد أغلقنا هذا الأسبوع القنصلية الصينية في هيوستن لأنها كانت مركزا للتجسّس وسرقة الملكية الفكرية”.
وأضاف بومبيو أن “الصين نهبت ممتلكاتنا الفكرية وأسرارنا التجارية الثمينة، مما أدى إلى خسارة ملايين الوظائف في أنحاء أميركا”.
“طغيان” الصين
وأضاف الوزير الأميركي أن الصين من الممرات المائية الرئيسية الأقل أمنا في العالم بالنسبة للتجارة الدولية، داعيا ما سماها الديمقراطيات في أوروبا وأفريقيا وأميركا الجنوبية والمحيط الهادي إلى تحدي بكين، والانتصار على “الطغيان الجديد الذي تمارسه الصين الشيوعية”.ودعا بومبيو هذه الدول إلى حث الحزب الشيوعي الصيني بحزم على تغيير سلوكه، محذرا من أن الحزب سيقوض نظام القانون الذي بنته المجتمعات الحرة إذا لم تجر مواجهته، ووصف المسؤول الأميركي الصين بأنها “اليوم دولة استبدادية أكثر فأكثر في الداخل، وأكثر عدوانية في عدائها للحرية في كل مكان آخر”.
كما اتهم بومبيو الرئيس الصيني شي جين بينغ بأنه “تابع مخلص لأيديولوجية شمولية مفلسة”.
رد بكين
في المقابل، قالت وزارة الخارجية الصينية إن قرار الولايات المتحدة إغلاق القنصلية الصينية “استفزاز سياسي ينتهك بشكل خطير القانون الدولي، والمعايير الأساسية التي تحكم العلاقات بين الدول”. وأكدت بكين أنها سترد بالشكل المناسب على الخطوة الأميركية.
وأوردت وسائل الإعلام الرسمية في الصين أن رد بكين سيكون أكثر إيلاما للجانب الأميركي، وإن اتبعت الصين سياسة العين بالعين فإن إغلاق قنصلية أميركية في المقابل قد يكون في هونغ كونغ، حيث يعمل أكثر من ألف موظف أميركي، وتتهم مصادر صينية هؤلاء الموظفين بأنهم خلية تجسس.
وردا على الاتهامات الأميركية للصين بالتجسس، قال القنصل الصيني في هيوستن “تساي وي” إنه “من الطبيعي أن تتخذ البعثات الدبلوماسية في كل البلدان بعض الإجراءات في الحالات الطارئة، في رد على تساؤلات بشأن حرق الموظفين وثائق في فناء القنصلية بهيوستن، ورفض القنصل الصيني الاتهامات الأميركية لبلاده بالتجسس.
من جهة أخرى، تداولت وسائل الإعلام الحكومية في الصين الخطوة الأميركية بوصفها ردا انتقاميا على طلب الصين إخضاع كل الدبلوماسيين الأميركيين العائدين إليها لفحص الحمض النووي للكشف عن فيروس كورونا المستجد، وهو الأمر الذي رفضته واشنطن؛ خوفا من حصول بكين على الحمض النووي للدبلوماسيين الأميركيين.
ويقول مراقبون صينيون إن سبب التصعيد الأميركي تجاه الصين هو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يستخدم ورقة الصين في سعيه للفوز بالانتخابات الرئاسية المرتقبة في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
باحثون صينيون
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة العدل الأميركية الخميس أن لائحة اتهام وجهت لـ4 باحثين صينيين يدرسون في الولايات المتحدة، وقالت إن لهم صلة بالجيش الصيني، وإن أحدهم هرب وطلب اللجوء في القنصلية الصينية في مدينة سان فرانسيسكو (غربي الولايات المتحدة).
وأوضحت وزارة العدل الأميركية أن الباحثين الأربعة جزء من جهود بكين للتغلغل في المؤسسات الأميركية؛ من أجل الحصول على معلومات علمية وتكنولوجية. ورفض متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هذه الاتهامات، ووصفها بأنها “ملاحقة سياسية مكشوفة”.
ويواجه الباحثون الصينيون المعتقلون عقوبة بالسجن 10 سنوات، وغرامة قيمتها ربع مليون دولار بتهمة الغش في تأشيرة السفر.
المصدر : الجزيرة + الفرنسية