على الرغم من تفشي وباء كورونا في الولايات المتحدة الأمريكية وازدياد الجدل الدائر حول اجراء الانتخابات الأمريكية في موعدها أو تأجيلها، إلا أن ذلك لم يمنع البيت الأبيض الأمريكي من الاتفاق مع رئاسة مجلس وزراء العراق في تحديد موعد زيارة مصطفى الكاظمي رئيس وزراء العراق للولايات المتحدة الأمريكية واللقاء بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فبحسب معلومات خاصة لمركز الروابط فإنه تقرر تحديد موعد زيارة الكاظمي للولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ 20 و21 من الشهر الحالي.
إن تحديد موعد الزيارة وعدم تأجيلها أو الغائها يعني أن العراق يحظى باهتمام بالغ من قبل الإدارة الأمريكية، وأن أمن واستقرار العراق يأتي في سلم أولويات الولايات المتحدة الأمريكية، وهذه الزيارة دليل على أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تنظر إلى العراق من زاوية ظاهرة صواريخ الكاتيوشا التي لن يتهاون مصطفى الكاظمي في التعامل معها بكل حزم وقوة لإظهار أن العراق قادر على فرض سيادته وهيبته على الجميع. وهذه الزيارة أيضًا دليل على أن مصطفى الكاظمي محل ترحيب وإشادة من قبل الإدارة الأمريكية.
فعلى الرغم من التحديات والصعوبات التي تواجه مصطفى الكاظمي إلا أن قطاره يسير بخطى متوازنة، وبحسب معلومات خاصة لمركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية فإن لقاء الكاظمي المرتقب مع ترامب سيبحث القضايا المشتركة بين الدولتين كاتفاقية الإطار الاستراتيجي، وإعادة انتشار القوات الأمريكية في العراق، والتصدي الحازم لتنظيم داعش الإرهابي، والأزمة المالية في العراق نتيجة تراجع أسعار النفط عالميًا.
خلاصة القول إن تحديد موعد الزيارة دليل على أن الولايات المتحدة معنية بتقديم كل الدعم للعراق، ودليل أيضًا على أن الولايات المتحدة الأمريكية تتعامل مع مصطفى الكاظمي كرجل الدولة الذي يسعى بكل جد لإنقاذ العراق من أزماته التي حلت به والعودة به إلى الخارطة السياسية كدولة مؤثرة وفاعلة في بيئتها العربية والإقليمية والدولية. فالكاظمي قادر على ذلك بما يمتلكه من مؤهلات قيادية وضمير وطني. لكنه بحاجة إلى من يقف جنبه داخليًا وخارجيًا في تحقيق ذلك.
وحدة الدراسات العراقية