بوتين لم ينتصر بعد على ترامب في السباق السياسي إلى لقاح كورونا

بوتين لم ينتصر بعد على ترامب في السباق السياسي إلى لقاح كورونا

لندن – لم يثر إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اكتشاف بلاده أول لقاح لفايروس كورونا، الرعب والتساؤل اللذين أثارهما إطلاق الاتحاد السوفييتي أوّلَ قمر صناعي في مداره عام 1957. وبدلاً من ذلك، قوبل بشكوك حول العلم والسلامة.

لكن الأمر أكد أيضا، مثل سباق الفضاء، كيف تدور المنافسة للوصول إلى اللقاح أولاً؛ حيث ستحقق الدولة الأولى التي طورت طريقة لهزيمة فايروس كورونا الجديد نوعا من النصر الرائد والمكانة العالمية التي تتماشى معها.

ويدرك الرئيس الروسي أهمية ذلك بالنسبة إلى فترة حكمه بعد تراجع شعبيته في الداخل وسط ركود اقتصادي وتفشي الوباء.

وقال تيموثي فراي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كولومبيا والمتخصص في سياسات ما بعد الاتحاد السوفييتي، “أن تكون أول من يخرج من المنطقة بلقاح فايروس كورونا سيكون بمثابة إطلاق نار حقيقي من بندقية بيد الكرملين”.

وليست روسيا وحدها التي تتنافس في الوصول إلى اللقاح؛ فقد سارعت الصين مصدر الفايروس إلى إحراز تقدم في تطوير لقاح.

وتفتخر شركة صينية حكومية بأن موظفيها تلقوا عينات تجريبية حتى قبل موافقة الحكومة على إجراء الاختبار على الأشخاص.

ويأمل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي وضع تعاملُه مع جائحة كورونا مصيرَه السياسي في خطر شديد، في أن يعود الفضل إلى جهود إدارته غير المتوانية من أجل إنتاج لقاح قبل يوم الانتخابات في نوفمبر.

ولم يتضح بعد في هذه المرحلة ما إذا كان بوتين قد هزم ترامب بهذا الإنجاز الطبي. إلا أن اللقاح سيكون نوعا من الإنجازات المهمة التي من شأنها أن ترفع مستوى بوتين في الداخل وفي المجتمع الدولي.

وقال بوتين إن وزارة الصحة أعطت موافقتها بعد أن خضع اللقاح للفحوصات اللازمة، مؤكدا أن إحدى بناته البالغتين قد تم تلقيحها، ومعبرا عن شكره لأولئك الذين اتخذوا هذه الخطوة الأولى التي وصفها بالمهمة لروسيا والعالم بأسره.

وطالب علماء في روسيا بضرورة إجراء المزيد من الاختبارات لإثبات أن اللقاح آمن وفعال. إلا أن المسؤولين أكدوا أن تطعيم الأطباء يمكن أن يبدأ في وقت مبكر من هذا الشهر وقد يبدأ التطعيم الشامل للشعب في أكتوبر.

وحذر علماء في جميع أنحاء العالم من أنه حتى إذا ثبت نجاح اللقاح، فسيستغرق الأمر المزيد من الوقت لمعرفة المدة التي ستستمر فيها الحماية.

وقال الدكتور مايكل هيد، زميل أبحاث أول في الصحة العالمية بجامعة ساوثهامبتون، “إنها مرحلة مبكرة جدا لتقييم ما إذا كان اللقاح سيصير فعّالاً، سواء نجح أم فشل”.

وكان من السابق لأوانه أيضا رفض المزاعم الروسية تماما، على الأقل من قبل الأطباء بغض النظر عما يعلنه السياسيون.

وقال الدبلوماسي الأميركي المتقاعد دانيال فرايد “من المحتمل أنهم ركزوا ويمكنهم فعل ذلك. أنا لا أستهزئ بذلك، لكن هذا لا يعني أن الاقتصاد الروسي متقدم”.

وأضاف فرايد، الذي عمل مساعدا لوزيرة الخارجية للشؤون الأوروبية واليوروآسيوية، وهو الآن زميل في المجلس الأطلسي، “إنهم يرغبون في أن يعود إليهم الفضل لأن الدولة الأولى التي طورت اللقاح ستكتسب مكانة هائلة”.

وتوقع تقرير لوكالة أسوشيتد برس أن تكون روسيا قد حصلت على مساعدة ما، بعد أن اتهمت الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا الشهر الماضي المتسللين الذين يعملون لحساب المخابرات الروسية بمحاولة سرقة معلومات حول لقاح فايروس كورونا من المؤسسات البحثية الأكاديمية.

وسيرحب سكان العالم حتى بلقاح آتٍ من روسيا، بشرط أن يكون حصل على موافقة المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض وإدارة الغذاء والدواء.

وقالت فرناندا هندرسون، وهي تضع طفلها في مقعد سيارة داخل حديقة في ضواحي ولاية ماريلاند بواشنطن من أجل استراحة من الحجر الصحي في المنزل، “أنا غير قادرة على تحمل ذلك بعد الآن. أشعر بالجنون. لا أعتقد أن مركز السيطرة على الأمراض أو إدارة الغذاء والدواء سيوافقان على شيء لن ينجح”.

لكن بالنسبة إلى فيسنا جيزيتش، وهي مواطنة من كرواتيا تبلغ من العمر 79 عاما وعالمة مناعة كانت تأخذ أحفادها إلى الحديقة نفسها، فإن التقدم السريع المريب في اللقاح الذي أعلنه بوتين كان سببا لإثارة الشكوك. وقالت “يمكنك أن تتخيل أننا لا نثق في أي شيء يأتي من روسيا”.

العرب