قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الأربعاء إن فرنسا ستعزز من وجودها العسكري في شرق البحر المتوسط داعيا تركيا إلى وقف أعمال التنقيب عن النفط والغاز في المياه المتنازع عليها التي أدت إلى تصاعد حدة التوتر مع اليونان.
وأعلن مكتب ماكرون في بيان إن الرئيس الفرنسي عبّر في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس عن القلق من قيام تركيا بأعمال استكشاف “أحادية”.
وأضاف أن عمليات التنقيب “يجب أن تتوقف من أجل السماح بحوار سلمي” بين الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي.
وتابع البيان أن فرنسا “ستعزز مؤقتا” وجودها العسكري في شرق البحر المتوسط بغية “مراقبة الوضع في المنطقة وإظهار تصميمها على الالتزام بالقانون الدولي”.
وكان الصراع قد احتدم بعدما أقدمت تركيا على عمليات تنقيب عن النفط في منطقة متنازع عليها في شرق المتوسط، ما دفع اليونان إلى طلب عقد اجتماع عاجل للاتحاد الأوروبي، وفق ما أعلن مكتب رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، الثلاثاء 11 أغسطس (آب) الجاري.
وقال المكتب إن “وزارة الخارجية ستقدّم طلباً لمجلس الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي من أجل عقد قمة طارئة”.
واندلع الخلاف الاثنين بين تركيا واليونان، بعدما أرسلت أنقرة سفينة “عروج ريس” للتنقيب عن المحروقات إلى قبالة سواحل جزيرة كاستيلوريزو اليونانية، التي يتنازع البلدان على الحقوق البحرية فيها.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن في 7- 8-2020، استئناف بلاده عمليات التنقيب عن المحروقات في شرق المتوسط، غداة توقيع اتفاق لترسيم الحدود البحرية بين أثينا والقاهرة، ندّدت به أنقرة. وتراجعت تركيا عن تعليق عمليات التنقيب متهمةً اليونان “بعدم الوفاء بوعودها”.
في المقابل، أعلن وزير الطاقة التركي فاتح دونمز، على تويتر، وصول “سفينة المسح الزلزالي “عروج ريس” (…) إلى المكان الذي ستقوم فيه بعملها في البحر الأبيض المتوسط”، مضيفاً “ستواصل تركيا نشاطاتها في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود من أجل ضمان استقلالها في مجال الطاقة”. وأوضحت تركيا أن “عروج ريس” ستقوم بعمليات بحث في المنطقة بين 10 و23 أغسطس (آب) 2020.
من جهة ثانية، ردّت وزارة الخارجية اليونانية في بيان حثّت فيه تركيا “على وقف الأعمال غير القانونية في شرق البحر المتوسط”، مضيفةً أن “هذه الأنشطة استفزازية وتقوّض السلم والأمن في المنطقة… ولن تقبل اليونان بالابتزاز وستدافع عن حقوقها السيادية”.
ويشكّل التنقيب عن مصادر الطاقة في شرق المتوسط الغني بالغاز الطبيعي مصدر توتّر بين تركيا وجيرانها، اليونان وقبرص وإسرائيل.
وعقد ميتسوتاكيس اجتماعاً مع القيادات العسكرية في بلاده، وتحدّث مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في القضية.
واعتبر المسؤول عن الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، تصرّفات تركيا بأنها “مثيرة جداً للقلق” ومقدمة لمزيد من “العداوة وانعدام الثقة”.
وحضّ ستولتنبرغ، خلال محادثاته مع رئيس الوزراء اليوناني، على احترام القانون الدولي. وكتب في تغريدة “يجب تسوية المسألة انطلاقاً من روح التضامن بين الحلفاء وطبقاً للقانون الدولي”.
كما ذكر موقع “أرمي فويس” أن قيادة الجيش اليوناني ألغت إجازات العسكريين في جميع الوحدات تقريباً واستدعت الضباط المجازين إلى أماكن الخدمة، رداً على استنفار قوات البحرية التركية.
تصاريح تركية بالتنقيب
وكان وزير الخارجية التركي أعلن الثلاثاء أن تركيا ستوسّع نطاق بحثها عن مصادر الطاقة في منطقة متنازع عليها في شرق المتوسط خلال الأسابيع المقبلة، ما يهدد بتصعيد التوتر مع اليونان.
وقال الوزير مولود تشاوش أوغلو خلال مؤتمر صحافي في أنقرة “اعتباراً من أواخر أغسطس (آب)، سنصدر تصاريح بإجراء عمليات بحث وتنقيب جديدة في مناطق جديدة (…) من الجزء الغربي لجرفنا القاري”.
وأضاف “نحن مصممون على الدفاع عن مصالحنا”.
تأتي هذه التصريحات فيما تفاقم التوتر خلال الأسابيع الماضية في شرق المتوسط، حيث تثير الأنشطة التركية غضب اليونان التي دعت الاتحاد الأوروبي إلى تنظيم قمة طارئة بهذا الشأن.
ووقعت أنقرة العام الماضي اتفاقاً بحرياً مثيراً للجدل مع حكومة الوفاق الوطني الليبية، وسع نطاق مياهها الإقليمية في شرق المتوسط.
اندبندت عربي