قال محللون وسياسيون عراقيون، إن زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى واشنطن، ستكون مثقلة بالملفات المهمة التي سيفتحها الجانبان لاسيما فيما يتعلق باتفاقية الإطار الإستراتيجي وبقاء القوات الأمريكية والتعاون المشترك بين الجانبين في مجال الطاقة والاستثمار ومكافحة الإرهاب.
رئيس مركز التفكير السياسي الدكتور إحسان الشمري، قال لـ”القدس العربي” إن هذه الزيارة هي الأصعب والأهم في هذا الوقت بالنسبة للعراق من جهة والولايات المتحدة الأمريكية، والأصعب بالنسبة للكاظمي كرئيس وزراء ولمستقبله السياسي.
وأضاف: “هذه الزيارة بحكم التوقيت وبحكم التحديات والملفات المشتركة بين بغداد وواشنطن، سيكون لها من الأهمية ما يحدد مستوى العلاقة بين البلدين، فيما هل سيكون العراق دولة مقربة أو حكومة لا يمكن التعاون معها من قبل واشنطن”.
ورأى الشمري أن “هناك شقين لهذه الزيارة. الأول هو الشق الرسمي فيما يرتبط باستكمال وتحفيز مفاوضات الإطار الإستراتيجي والاتفاقيات الجديدة في مجال الطاقة والاقتصاد والشركات الاستثمارية وتقديم الدعم للعراق في المجالين الطبي والأمني”.
مضيفاً: “ستكون هذه الاتفاقات قيد التنفيذ خصوصاً إذا ما علمنا أن موضوع الانتخابات الأمريكية سيؤخر عملية التنفيذ وقد يكون هناك احتمال بانتقال الرئاسة إلى الديمقراطيين وقد تتغير هذه الاتفاقات وتطابق الرؤى. وحتى إذا ما فاز ترامب بولاية ثانية، ستكون هناك تفاهمات واتفاقات أولية.
أما الشق الثاني للزيارة، سيناقشه ترامب حصراً مع الكاظمي بعيداً عن الوفد الرسمي، بحسب الشمري، الذي قال إن “ترامب البراغماتي سينظر إلى الكاظمي كشريك مقرب، على أساس قدرته على التماهي مع السياسات الإقليمية الجديدة التي يرسمها ترامب للمنطقة أولا، وإمكانية الكاظمي على الحد من نفوذ إيران وحلفائها سياسيا في الداخل العراقي ثانياً، وكذلك قوته كقائد عام للقوات المسلحة على منع الفصائل المسلحة من استهداف المصالح الأمريكية ثالثا، ومقاربة رئيس الوزراء لإعادة تموضع القوات الأمريكية في قواعدها العراقية رابعاً؛ وهذه الملفات هي قنابل منزوعة الفتيل ومترابطة وأي خطأ فيها سيفجر الوضع العراقي المنفجر أصلا منذ تشرين/ أكتوبر 2019.
من جهته، بيّن الكاتب والمحلل السياسي الدكتور غالب الدعمي لـ”القدس العربي” أن هذه الزيارة تحمل أبعادا محلية لصالح الكاظمي، وأبعادا دولية لصالح الحكومة العراقية والأمريكية.
وأوضح: “ترامب يريد إيصال رسالة للشعب الأمريكي بأن العراق لم يعد بيد إيران، وأن الكاظمي يمثل الجناح الذي يميل إلى تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة وإيجاد بعد إستراتيجي للعلاقات العراقية الأمريكية، وهذه الزيارة بشكل أو باخر ستعطي دعما كبيراً للكاظمي. وهناك دعم يمكن أن يحدث من خلال الشركات الأمريكية في قطاعات الكهرباء و الاستثمار، ومحاربة داعش والمجاميع الإرهابية التي تقاتل الجيش العراقي. وأيضاً ربما تجعل الكاظمي الذي هو بعيد عن المحور الإيراني وهو في طور المجاملة، وربما هذه المجاملة تنتهي وتتحول إلى نوع من الجفاء لا سيما مع أصدقاء ايران.
وأضاف: “من خلال سياسة تعامل الكاظمي مع إيران، فهو يسعى إلى التعامل معها على أساس الدولة وليس الثورة، وهناك فرق بين الثورة والدولة في إيران، والكاظمي يسعى إلى أن يكون هناك علاقات مع إيران هو المؤثر بها وليس غيره، وربما قال لإيران بدل أن تتعاملوا مع 30 صديقا أو فصيلا، تعاملوا معي، وأن ما تحصلون عليه مع غيري، يمكن أن تحصلوا عليه من خلالي وبشكل قانوني، وأن الكاظمي بسياسته لا يميل للصراع بل يسعى لحل المشاكل بالطرق السلمية”.
الباحث في الشأن السياسي الدكتور عمر عبدالستار قال لـ”القدس العربي” إن زيارة الكاظمي هي حاجة أمريكية أكثر مما هي حاجة عراقية أو إيرانية، كونها أتت بعد انفجار بيروت، ولأن الولايات المتحدة لا تريد التصعيد مع إيران لأن الأخيرة تريد التصعيد لكي تضع ترامب في مأزق انتخابي”، مبيناً أنه بذلك تعتبر الزيارة رسالة أمريكية إيجابية إلى إيران التي ستحاول تعزيز موقفها في العراق وتصعيد الأزمات في المنطقة وتعتبر ذلك ضعفا أمريكياً.
القدس العربي