مدت القاهرة سريان اتفاقها مع بغداد لاستيراد 12 مليون برميل من النفط الخام العراقي لمدة 6 أشهر، وتسعى لتأسيس شراكة مصرية – عراقية، للعمل في مجال تنفيذ المشروعات لتسريع تسهيل دخول الشركات المصرية للعمل في مشروعات البترول والغاز بالعراق.
قال وزير البترول والثروة المعدنية المصري طارق الملا، إن قطاع النفط المصري على استعداد لتعزيز تواجد شركاته في العراق الفترة المقبلة، بمختلف أنشطة البترول والغاز والبتروكيماويات، خصوصاً أن شركات إنشاء المشروعات النفطية والصيانة تتمتع بسجل عمل ناجح يمتد وخبرة كبيرة في العمل داخل العراق.
تأسيس شركة مصرية-عراقية
أعلن الوزير المصري خلال اجتماعه مع سفير جمهورية العراق لدى القاهرة، مندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية أحمد نايف الدليمي في 17 أغسطس (آب ) الحالي، عن إمكانية تأسيس شركة مصرية عراقية مشتركة، في مجال تنفيذ المشروعات في بغداد، خصوصاً بعد الاستمرار في سريان اتفاق توريد الخام العراقي لمصر، بنحو 12 مليون برميل لمدة 6 أشهر جديدة، الذي يتم تجديده بانتظام منذ عام 2014.
يعود اتفاق إمداد بغداد القاهرة بالنفط لاتفاق وُقِّع في أبريل (نيسان )عام 2016، لتوريد نحو 12مليون برميل من النفط الخام، بواقع 2 مليون برميل لكل شحنة لمدة عام قابل للتجديد، تصل فترة السماح قبل السداد نحو 90 يوماً، على أن يُكرَّر النفط العراقي في معامل التكرير المصرية، عندما وقعت الحكومة المصرية عقداً تجارياً مع شركة سومو العراقية لتوريد خام نفط البصرة الخفيف. وتسلمت القاهرة أولى شحنات النفط العراقي في مايو (أيار ) 2017 بعد الاتفاق المبرم على أن يتجدد العقد بشكل سنوي.
نقل الخبرات المصرية لتدريب الكوادر العراقية
تطرق لقاء وزير البترول المصري، والسفير “الدليمي” إلى نقل الخبرات المصرية إلى الجانب العراقي في مجال صناعة تكرير البترول، وتشغيل مصافي التكرير، من خلال تدريب الكوادر العراقية تلبيةً لاحتياجات الجانب العراقي، للحصول على الدعم الفني والتأهيل اللازم في هذه الصناعة الحيوية، وتطويرها بالشكل الأمثل.
وقال السفير العراقي لدى القاهرة، إن بلاده حريصة على دعم العلاقات الثنائية، والانفتاح على مصر مؤكداً على أهمية الاستعانة بالخبرات المصرية المتميزة، خصوصاً في مجال الطاقة.
وأوضح “الدليمي” أن العراق يسعى لتواجد الشركات المصرية بصورة قوية، لاسيما الشركات المنفذة لمشروعات البنية الأساسية للبترول والغاز والربط الكهربائي.
وقال حمدي عبد العزيز، المتحدث الرسمي لوزارة البترول المصرية، إن إنتاج مصر السنوي من النفط لا يسد سوى نحو 60 في المئة من احتياجات السوق المحلية، مؤكداً أن الوزارة تستورد الباقي من الخارج للوفاء باحتياجات السوق.
أضاف لـ”اندبندنت عربية”، أن وزارته تستهدف الوصول بحجم إنتاج مصر من البترول والمتكثفات إلى ما يتجاوز 700 ألف برميل يومياً مع نهاية العام الحالي، كاشفاً عن توقيع اتفاق جديد مع إحدى الدول العربية مشابه للاتفاق مع العراق، رافضاً الإفصاح عن اسم الدولة في الوقت الحالي.
أكد أسامة كمال وزير البترول المصري السابق لـ”اندبندنت عربية”، أن التقارب التجاري بين القاهرة وبغداد واضح منذ زمن بعيد، خصوصاً مع استيراد العراق كميات كبيرة من الغاز المصري المسال، وهو ما يسهل عملية التبادل بين الدولتين، واستيراد الخام العراقي.
وأشار إلى أن ما يعزز الاتفاق المصري العراقي، هو وجود خط أنابيب بين العراق والأردن، مما يساعد في استيراد الخام منها، من خلال توصيل الخطوط، ونقل المواد عبرها كونها أفضل وأقل تكلفة من الشحنات.
الربط الكهربائي العربي
وأضاف أن، العراق يسعى أيضاً، إلى الربط الكهربائي العربي من خلال الاتفاق مع السعودية للربط بينهما،على أن تستفيد من الربط القائم بين مصر والسعودية لإمداد العراق بالطاقة الكهربائية.
القاهرة تساهم بنحو 15 في المئة في حقل (فيحاء) العراقي
قال الدكتور جمال القليوبي، أستاذ الطاقة والبترول بالجامعة الأميركية في تصريحات صحافية، إن هناك شراكة قائمة بالفعل بين مصر والعراق من خلال تنمية الحقول الخاصة بها.
وأضاف أن القاهرة تساهم بنحو 15 في المئة في تشغيل حقل (فيحاء) العراقي، لتنميته وزيادة الإنتاج فيه، علاوة على مساهمة عدد من الشركات المصرية مثل “إنبي” في تنمية البنية التحتية الخاصة بالبترول في العراق.
في نفس اليوم الذي مددت فيه القاهرة موعد سريان الاتفاق مع القاهرة، أعلنت شركة النفط الأميركية شيفرون، اعتزامها بشكل مبدئي توقيع مذكرة تفاهم مع العراق لتطوير أحد أكبر حقوله النفطية في 17 أغسطس الحالي.
وبحسب صحيفة (وول ستريت جورنال)، فإن مناقشات شيفرون مع العراق تركز على تنفيذ أعمال الاستكشاف في حقل الناصرية، الذي يُقدَّر أنه يحتوي على حوالي 4.4 مليار برميل من النفط الخام.
وقال تقرير الصحيفة إن الاتفاق المبدئي، إذا جرى إتمامه، قد يُعلَن عنه في وقت لاحق هذا الأسبوع، أثناء زيارة مزمعة لرئيس الوزراء العراقي الجديد مصطفى الكاظمي إلى واشنطن.
تتيح مذكرة التفاهم لشيفرون إجراء مسوح ودراسات على المواقع والمنشآت النفطية، ومساعدة الشركتين العراقيتين في تحسين أداءاتهما الفنية والإدارية والمالية.
وشهد مايو (أيار) الماضي، محادثات مع شركة شيفرون بشأن تطوير حقل (مجنون) النفطي، أعقبه توقيع العراق اتفاقاً لبناء مصفاة نفطية بطاقة 70 ألف برميل يومياً، قرب مدينة كركوك شمال البلاد، حيث يسعى العراق ثاني أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، بناء مصافٍ جديدة في الوقت الذي تقلصت فيه طاقته لتكرير النفط.
اندبندت عربي