إنذار أميركي للنظام السوري: سندعم تركيا

إنذار أميركي للنظام السوري: سندعم تركيا

لم تهدأ جبهات القتال ونقاط التماس بين قوات النظام السوري، وفصائل المعارضة السورية في الشمال الغربي من سورية، في ظل محاولات غير ناجحة من هذه القوات لإحداث اختراق في ريف إدلب الجنوبي يتيح لها التقدم أكثر، بينما بعثت واشنطن برسالة واضحة من مدينة إسطنبول للجانب الروسي، أكدت فيها رفضها لأي عمليات عسكرية واسعة النطاق في محافظة إدلب من قبل النظام وداعميه، وهو ما يتماشى مع إعلان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أمس الخميس، أن بلاده على تواصل دائم مع روسيا لمنع جهود إفساد وقف إطلاق النار في محافظة إدلب.
وتواصلت الاشتباكات، أمس الخميس، بين قوات النظام السوري ومليشيات محلية وإيرانية تقاتل معها، وبين فصائل المعارضة السورية والفصائل المسلحة جنوب إدلب. وأشارت مصادر محلية إلى أن القتال تركز على محور الرويحة جنوب إدلب، في حين جددت قوات النظام قصفها الصاروخي على مناطق الفطيرة والبارة وسفوهن وفليفل وكنصفرة بريف إدلب الجنوبي. وكانت غرفة عمليات “الفتح المبين”، التابعة للفصائل العاملة في إدلب، استهدفت، أمس الأول الأربعاء، منصات إطلاق الصواريخ والمدفعية في ست مناطق واقعة تحت سيطرة قوات النظام والمليشيات التابعة لها في ريف إدلب وسهل الغاب. وذكرت “الجبهة الوطنية للتحرير”، المنضوية في الغرفة، بحسب ما ذكرت عبر معرفاتها في مواقع التواصل الاجتماعي، أنه جرى استهداف المواقع التي تُطلق منها قذائف صاروخية تستهدف المدن والقرى في جبل الزاوية وسهل الغاب، خصوصاً معسكر جورين شمال غربي حماة، وقرى البحصة ومحيط قريتي الدانا والجرادة وحرش خان السبل. وطيلة أغسطس/آب الحالي، جرت محاولات غير ناجحة من قبل قوات النظام السوري ومليشيات تساندها لتغيير خارطة السيطرة الميدانية في ريف إدلب الجنوبي، في تجاوز لاتفاق موسكو، المبرم بين الروس والأتراك في العاصمة الروسية، في 6 مارس/آذار الماضي، والذي أرسى دعائم وقف لإطلاق النار، لم يتعرض حتى اللحظة لاختراقات تهدد استمراره.

تركز القتال بين قوات النظام والمعارضة السورية جنوب إدلب

وفي تطور سياسي يشير إلى أن الشمال الغربي من سورية لن يشهد في المدى المنظور عمليات عسكرية واسعة النطاق، أعلنت واشنطن استعدادها لدعم الجانب التركي إذا تجاوزت قوات النظام خطوطاً رُسمت لها في محافظة إدلب. وقال نائب مساعد الوزير لشؤون الشرق الأدنى والمبعوث الخاص إلى سورية، جويل رايبرون، في مؤتمر صحافي في إسطنبول أمس الأول الأربعاء، إن واشنطن تدعم تركيا في اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب، مضيفاً “إذا حصلت أي حملة عسكرية ستكون واشنطن مستعدة لدعم أنقرة بما تستطيع فعله”. ومن الواضح أن تصريحات المسؤول الأميركي تحمل تحذيرات للجانب الروسي من مغبة تصعيد في محافظة إدلب التي تضم نحو 4 ملايين مدني، هم بمثابة قنبلة بشرية تخشى تركيا من تبعات انفجارها في حال تقدم قوات النظام شمالاً، حيث المدن والبلدات المكتظة بالمدنيين.

تقارير عربية
تصعيد إدلب يسبق اجتماعات اللجنة الدستورية
في الأثناء، ذكرت وكالة “الأناضول” التركية معلومات، لم تؤكدها مصادر محلية اتصلت بها “العربي الجديد” في إدلب، مفادها أن “الحشد الشعبي” في العراق أرسل 250 عنصراً من معسكرات له في شرق سورية إلى جبهات القتال في محافظة إدلب لمساندة قوات النظام. وكانت إيران نشرت عدة مليشيات تابعة لها في ريف إدلب الشرقي، خصوصاً في مدينة سراقب ومحيطها، والتي خرجت عن سيطرة فصائل المعارضة السورية في فبراير/شباط الماضي، في حملة عسكرية واسعة النطاق خسرت فيها المعارضة السورية ريف حماة الشمالي وريفي حلب الجنوبي والغربي ومساحات واسعة من ريف إدلب.
وعلى وقع الدعم الأميركي لها، واصلت أنقرة تعزيز قواتها داخل محافظة إدلب، حيث دخل، أمس الخميس، رتل عسكري جديد إلى سورية عبر معبر كفرلوسين الحدودي شمالي إدلب، يتكون من نحو 20 آلية، معظمها شاحنات مغلقة، اتجهت نحو النقاط التركية في المنطقة.
لكن المعطيات الميدانية والسياسية تشير إلى أن روسيا وتركيا تحرصان على صمود اتفاق موسكو، حتى لا تنزلق المنطقة إلى أتون صراع عسكري جديد، ربما ينسف أيضاً المسار السياسي الذي تحاول الأمم المتحدة إحياءه من جديد من خلال اللجنة الدستورية، التي استأنفت أعمالها، أمس الخميس، لوضع دستور دائم للبلاد. وفي هذا الصدد، أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أمس الخميس، أن بلاده على تواصل دائم مع روسيا لمنع جهود إفساد وقف إطلاق النار في محافظة إدلب. وأوضح أكار، في تصريحات لوكالة “الأناضول”، أنهم استكملوا الدورية المشتركة الـ26 مع روسيا على الطريق الدولي “أم 4″، الذي يربط الساحل بمدينة حلب كبرى مدن الشمال السوري ويخترق محافظة إدلب، مشيراً إلى أن أنقرة تواصل التعاون مع موسكو بشأن القضية السورية. وعن اتفاق وقف إطلاق النار في محافظة إدلب، أوضح أكار أنه “لا يزال سارياً، على الرغم من وجود بعض الانتهاكات”. وقال “ندرك أن بعض المجموعات المتطرفة تقوم باشتباكات بين فترة وأخرى بهدف زعزعة الاستقرار، إلا أن قواتنا المسلحة، بالتعاون مع أجهزة الاستخبارات، تقوم بفعاليات للحيلولة دون تأثير هذه الاشتباكات على اتفاق وقف إطلاق النار”.

أكار: اتفاق التهدئة سارٍ على الرغم من وجود بعض الانتهاكات

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت، الثلاثاء الماضي، إصابة جنديين روسيين بجروح طفيفة، نتيجة تعرّض دورية عسكرية مشتركة مع الجيش التركي، لاستهداف على الطريق الدولي “أم 4” في محيط بلدة أورم الجوز غرب إدلب. وكانت تعرضت الدوريات الروسية التركية على الطريق المذكور لأكثر من استهداف من مجموعة متطرفة تطلق على نفسها اسم “كتائب خطاب الشيشاني”، التي ترفض، مع مجموعات أخرى تدور في فلك تنظيم “القاعدة”، مجمل التفاهمات التركية الروسية في شمال غربي سورية. ويكتسب الطريق “أم 4” أهمية استراتيجية في الشمال الغربي من سورية، كون النظام يسعى للسيطرة عليه بشكل كامل لتنشيط حركة التجارة بين مناطقه، لذا تضغط قواته لدفع فصائل المعارضة السورية إلى شمال الطريق ليكون خطاً فاصلاً بين مناطق النظام والمعارضة.
من جهة ثانية، تبادلت موسكو وواشنطن الاتهامات بشأن من يتحمل مسؤولية تصادم بين مركبة روسية وأخرى أميركية قرب مدينة المالكية في محافظة الحسكة في سورية. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أنها نبهت التحالف الدولي مسبقاً إلى عبور قافلة لشرطتها العسكرية، مضيفة “رغم ذلك، وفي خرق للاتفاقيات القائمة سعى الجنود الأميركيون لمنع مرور الدورية الروسية”. وأعلن مجلس الأمن القومي الأميركي، في بيان، أنّ قافلة عسكرية روسية، تضمّ مدرّعات وناقلات جند وطوافات هجومية، اعترضت طريق عربتين مصفّحتين أميركيتين الأربعاء الماضي، وصدمت إحداهما، في مواجهة أسفرت عن إصابة عسكريين أميركيين بجروح.

العربي الجديد