بغداد – يبدو أن زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى كردستان العراق اقتصرت على محاولة إذابة الجليد وتخفيف التوتر بين الإقليم والعاصمة بغداد، بعد الفشل في تحقيق نتائج ملموسة في مباحثات الملفات العالقة.
وجاء البيان الختامي عقب لقاء الكاظمي برئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني في أربيل سطحيا وباهتا في غياب أي إشارة عن اختراق يذكر في ملفات عوائد النفط والمنافذ الحدودية والرواتب، واكتفى البيان بالحديث عن المزيد من التنسيق والتشاور وتوحيد المواقف.
وهناك عدّة ملفات عالقة تسببت مؤخرا في توقّف بغداد عن دفع رواتب موظفي الإقليم. ويعد استخراج النفط وتصديره من أبرز نقاط الخلاف بين بغداد وأربيل، إذ تريد الحكومة الاتحادية التحكم بمفردها، وفقا للدستور، ببيع البترول في الأسواق العالمية بينما ترى حكومة الإقليم الكردي أن القوانين تجيز لها القيام بهذه العملية.
وتشكك السلطة المركزية في جميع البيانات التي يقدمها الإقليم لاسيما حجم إنتاج النفط وعدد موظفيه وحجم احتياجاته المالية، لذلك تسود حالة من انعدام الثقة بين الجانبين.
وأكد الكاظمي، خلال لقاءه مسعود البارزاني الرئيس السابق لإقليم كردستان العراق بعدما التقى نجله مسرور الرئيس لحكومة الإقليم، “حاجة العراق الفعلية للإصلاح، وأن تكون الأولوية في العمل الوطني للعبور بالبلاد فوق التحديات الراهنة”.
كما أدى الكاظمي زيارة الجمعة إلى محافظة السليمانية في إطار جولة في مدن إقليم كردستان العراق للتوصل إلى تفاهمات مع القيادات الكردية حول المشاكل المختلف عليها.
ويسعى رئيس الوزراء العراقي إلى تصفير الخلافات مع إقليم كردستان الحليف الوثيق للخليج والغرب والولايات المتحدة قبل الشروع في التحضير لانتخابات عامة يعتقد أن نتائجها ستكون حاسمة لجهة تحديد الثقل السياسي للمشروع الإيراني في العراق.
وفي أبريل الماضي، قررت الحكومة السابقة برئاسة عادل عبدالمهدي، قطع رواتب موظفي الدولة بكردستان، بعدما اتهمت الإقليم بعدم الالتزام باتفاق تسليم 250 ألف برميل من النفط يوميا إلى شركة “سومو” المملوكة لبغداد، وهو ما نفت صحته أربيل.
ووافقت حكومة الكاظمي الشهر الماضي، على إطلاق رواتب شهر واحد لموظفي الإقليم، ورهنت صرفها بشكل منتظم، بتوصل بغداد وأربيل إلى اتفاق بشأن ملف النفط وحصة الإقليم من الموازنة الاتحادية.
وكان إقليم كردستان داعما رئيسيا لتولي الكاظمي رئاسة الحكومة العراقية، فهل يساهم ذلك في ردم الفجوات بين بغداد وأربيل، ويهيئ الأجواء للتوصل إلى اتفاقات.
العرب