نشرت الولايات المتحدة قوات إضافية ومدرعات شرق سوريا، بعد الأحداث الأمنية التي وقعت مؤخراً بين قوات تابعة للتحالف الدولي وقوات روسية، أدت إلى إصابات.
ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية، الكابتن في البحرية الأميركية، بيل أوربان، أن الولايات المتحدة أرسلت أيضاً أنظمة رادار، وزادت من دوريات الطائرات المقاتلة فوق المنطقة لتوفير حماية أفضل للقوات الأميركية وقوات التحالف، في معركتها المستمرة من أجل هزيمة «داعش». وأضاف أوربان: «لا تسعى الولايات المتحدة إلى صراع مع أي دولة أخرى في سوريا؛ لكنها ستقوم بالدفاع ودعم ومساندة قوات التحالف هنالك، إذا لزم الأمر».
إلى ذلك، أعلنت القيادة المركزية الأميركية (سينتكوم) في بيان الجمعة، أنها نشرت مركبات «برادلي» القتالية ورادار «سنتينل»، بالإضافة إلى زيادة وتيرة دوريات الطائرات المقاتلة فوق القوات الأميركية، من أجل «المساعدة في ضمان سلامة وأمن قوات التحالف».
ونقلت الوكالة عن مسؤول أميركي كبير، من دون الكشف عن هويته، قوله إنه تم إرسال 12 مركبة عسكرية من طراز «إم 2 آي 2 برادلي» القتالية، وحوالي 100 جندي إضافي إلى شرق سوريا؛ مشيراً إلى أن «تلك التعزيزات تهدف إلى أن تكون إشارة واضحة لروسيا لتجنب أي أعمال غير آمنة واستفزازية أخرى ضد الولايات المتحدة وحلفائها هناك»، في إشارة إلى «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية – العربية.
وشهدت المنطقة عدداً من الأحداث بين القوات الأميركية والروسية التي تقوم بدوريات في شرق سوريا. وكان أخطرها الشهر الماضي، عندما قال مسؤولون أميركيون إن «مركبات روسية تصادمت وألحقت ضرراً بمركبة عسكرية أميركية مدرعة، ما أدى إلى إصابة أربعة أميركيين».
وقد وقع هذا الحادث الشهر الماضي بالقرب من ديريك في شمال شرقي سوريا. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون أوليوت، إن الدورية الأميركية غادرت المنطقة «لتهدئة الموقف».
وعادة ما ترافق القوات الأميركية عناصر من «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة، أثناء قيامها بإجراء الدوريات.
كما وقعت عدة حوادث أخرى بين القوات الأميركية والروسية في شرق سوريا، إلا أن المسؤولين وصفوا حادث شهر أغسطس (آب) بأنه من الحوادث الأكثر إثارة للقلق.
وهذه هي المرة الثانية التي يتم فيها إرسال مدرعات «برادلي» الأميركية إلى سوريا. واستخدمت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في عمليات مع «قوات سوريا الديمقراطية» في مهام لهزيمة فلول «داعش» وحماية حقول النفط في تلك المنطقة.
واعتبر البيان الذي نشرته قوة المهام المشتركة أنه على الرغم من الهزيمة الإقليمية التي مني بها التنظيم المتطرف وتدهور قيادته، وبداية تراجع آيديولوجيته على نطاق واسع «لا تزال هذه الجماعات المتطرفة العنيفة تشكل تهديداً».
وأضاف البيان الذي نقل عن العقيد واين ماروتو المتحدث باسم عملية «العزم الصلب» قوله، إن عودة ظهور «داعش» ستظل تمثل احتمالاً واقعياً للغاية، ما لم يتم الاستمرار في الضغط عليه. ولفت البيان إلى أن التحالف الدولي ضد «داعش» ملتزم بالعمل «مع وإلى جانب شركائنا المحليين» لضمان الهزيمة الحتمية لـ«داعش».
الشرق الاوسط