في معركتها ضد كورونا.. ماذا يمكن لأوروبا أن تتعلم من ألمانيا؟

في معركتها ضد كورونا.. ماذا يمكن لأوروبا أن تتعلم من ألمانيا؟

ذكرت تلغراف (The Telegraph) البريطانية أن ألمانيا، الدولة الأكبر في أوروبا، تعتبر لغزا حقيقيا في طريقة تعاملها مع جائحة كورونا حيث كانت الموجة الأولى للوباء بها أقل بكثير مما شهدته أي دولة أخرى في القارة العجوز، كما لا توضح المؤشرات الحالية لإمكانية وقوع موجة ثانية فيها عكس ما يبدو أنه على وشك الحدوث في دول مثل بريطانيا وفرنسا وإسبانيا.

وانتقدت الصحيفة إصرار البعض على مقارنة بريطانيا بدول مثل فرنسا وإسبانيا أو السويد، حينما يدور أي نقاش عام حول من الذي تعامل بشكل صحيح مع الجائحة أوروبيا.

وأكدت أن هذه المقارنة ليست في محلها حينما يتعلق الأمر بباريس أو مدريد، كونهما تبنتا مقاربة “بنفس السوء” الذي تتسم به المقاربة البريطانية، أما السويد فهي الدولة الوحيدة تقريبا أوروبيا التي غردت خارج السرب ولم تلجأ إلى الإغلاق التام في أعقاب تفشي الفيروس في مارس/آذار الماضي.

وخلال رده على سؤال لنائب من حزب العمال الثلاثاء الماضي بجلسة لمجلس العموم بشأن “فاعلية منظومة الفحص والتتبع” لدى دول مثل ألمانيا (وإيطاليا) مقارنة ببريطانيا، وصف رئيس الوزراء بوريس جونسون بغضب هذا التعليق بأنه “مقوض للجهود وغير ضروري” بالنظر للمجهودات التي بدلتها الحكومة لتوسيع القدرة على توفير فحوصات للجميع.

وأضاف “في الواقع، هناك فرق مهم بيننا والعديد من البلدان الأخرى حول العالم.. بلدنا محب للحرية، وإذا نظرنا إلى تاريخه على مدى 300 عام الماضية، فإن كل تقدم تقريبا، من حرية التعبير إلى الديمقراطية، جاء من هنا.. من الصعب للغاية مطالبة جميع البريطانيين بالتقيد بالإجراءات الاحترازية”.

ونقلت تلغراف عن البروفيسور هندريك ستريك، رئيس المعهد الألماني لعلم الفيروسات، أن معدل الوفيات في ألمانيا أضحى أقل بكثير مما كان عليه في وقت سابق من هذا العام لاعتبارات عدة منها الخبرة السريرية واستعمال أفضل الأدوية ومضادات التخثر، واستخدام الأوكسجين والتدابير الاحترازية التي تتخذها الفئة السكانية الأكثر عرضة للخطر.

وأضاف ستريك أن الموجة الثانية من العدوى لن تكون مثل الأولى، وأن الوقت “قد حان للكف عن أي نوع من التهويل.. فلا يمكننا الاستمرار في إغلاق حياتنا اليومية وشل كل شيء”.

كما تركز المقاربة الألمانية ضد الوباء -بحسب الصحيفة- على محاربة البطالة حيث تم تمديد “خطة دعم الأجور” للسنة المقبلة لحماية الوظائف، وقد بدأ الساسة البريطانيون مؤخرا في دراسة جدواها من بين أفكار أخرى مماثلة لدعم الرواتب.

وبهذا الصدد ذكر وزير الخزانة البريطاني، ريشي سوناك، أنه سيعلن قريبا خطة لدعم الاقتصاد خلال الشتاء المقبل، مؤكدا أن إجراءات الإغلاق إذا كانت تهدد الشركات القادرة على الاستمرار رغم الوباء فإنه يحق لها الاستفادة من الدعم الحكومي.

المصدر : ديلي تلغراف