واشنطن – يبدأ وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر جولة مغاربية لمناقشة التحديات والتهديدات الأمنية التي تواجه شمال أفريقيا على وقع تنافس قوى إقليمية ودولية كبرى على هذه المنطقة الحيوية التي لطالما كانت مسرح نفوذ تقليدي لفرنسا.
ويناقش إسبر سبل تعزيز التعاون ضدّ التنظيمات الجهادية في جولته التي تشمل تونس والمغرب والجزائر التي سيكون أول وزير للخارجية الأميركي يزورها منذ 15 عاماً.
وتأتي جولة إسبر بعد زيارة قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا “أفريكوم” إلى المنطقة بينما تفرض تعقيدات المشهد الليبي نفسها في وقت تتنازع فيه المصالح والأهداف والأجندات الإقليمية والدولية على هذا البلد الغني بالنفط، والذي يشهد منذ انهيار حكم الرئيس الراحل معمر القذافي في العام 2011 حالة من الفوضى والانفلات.
وقال مسؤول عسكري أميركي إنّ الهدف من زيارة إسبر إلى تونس هو تعزيز العلاقات مع هذا الحليف “الكبير” في المنطقة ومناقشة التهديدات التي تشكّلها على هذا البلد التنظيمات الجهادية مثل تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة، بالإضافة إلى “عدم الاستقرار الإقليمي الذي تفاقمه أنشطة الصين وروسيا في القارة الأفريقية”.
وتنظر الولايات المتحدة بقلق إلى مساعي موسكو لتوسيع نفوذها في المنطقة وبات الملف الليبي المحرك الأساسي للتدخل الأميركي في منطقة شمال أفريقيا وضمان وجود دائم لها في المنطقة.
وفي زيارته السابقة إلى تونس عرض الجنرال سيتفن تونساند قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا تعزيز التعاون الثنائي بين تونس والولايات المتحدة لاسيما في المجال العسكري ومكافحة الإرهاب، في توجه يؤكد سعى الولايات المتحدة لتعزيز روابط علاقاتها مع الدول المغاربية المجاورة لليبيا.
مسؤول عسكري أميركي يقول إنّ الهدف من زيارة مارك إسبر إلى تونس هو تعزيز العلاقات مع هذا “الحليف الكبير”
وكانت قيادة أفريكوم تحدثت في مايو الماضي عن إمكانية “نشر قوات” لمواجهة القلق الأمني المشترك بين تونس والولايات المتحدة في تصريحات فسرها مراقبون على أنها تفتح الباب لتسهيل عملية التدخل الأميركي ليس فقط في ملف الأزمة الليبية بل والمنطقة وجوارها الإقليمي (غرب افريقيا ومنطقة الساحل).
ويعزز نزول الولايات المتحدة بثقلها في الملف الليبي مخاوف الإدارة الأميركية من ضمان موسكو موقعا دائما لها بعدما حذرت من المزيد من تمدد النفوذ الروسي في هذا البلد، الأمر الذي دفعها إلى طرح نشر قواتها العسكرية في تونس.
وسيستهلّ وزير الدفاع الأميركي جولته، الأولى له إلى أفريقيا منذ تولّيه حقيبة الدفاع، الأربعاء في تونس حيث سيلتقي الرئيس قيس سعيّد ونظيره التونسي ابراهيم البرتاجي، قبل أن يلقي خطاباً في المقبرة العسكرية الأميركية في قرطاج حيث يرقد العسكريون الأميركيون الذين سقطوا في شمال أفريقيا خلال الحرب العالمية الثانية.
والخميس يصل إسبر إلى الجزائر العاصمة حيث سيجري محادثات مع الرئيس عبدالمجيد تبّون الذي يشغل أيضاً منصبي قائد القوات المسلّحة ووزير الدفاع.
ووفقاً للمصدر نفسه فإنّ إسبر يعتزم “تعميق التعاون مع الجزائر حول قضايا الأمن الإقليمي الرئيسية، مثل التهديد الذي تشكّله الجماعات المتطرفة”.
ويزور المسؤولون العسكريون الأميركيون باستمرار تونس والمغرب، اللتين يربطهما بالولايات المتحدة تعاون دفاعي راسخ، لكنّ إسبر سيكون أول وزير دفاع أميركي يزور الجزائر منذ دونالد رامسفيلد في فبراير 2006.
وينهي الوزير الأميركي جولته المغاربية الجمعة في الرباط حيث سيناقش سبل “تعزيز العلاقات الوثيقة أساساً” في المجال الأمني مع المغرب الذي يستضيف مناورات “الأسد الأفريقي” العسكرية التي تجري سنوياً بقيادة أفريكوم.
العرب