بين “جرو بوتين” ودمية اليسار”.. المناظرة الأولى بين بايدن وترامب تنتهي إلى فوضى وصراخ

بين “جرو بوتين” ودمية اليسار”.. المناظرة الأولى بين بايدن وترامب تنتهي إلى فوضى وصراخ

تحوّلت المناظرة الأولى بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمرشح الديموقراطي للرئاسة جو بايدن إلى عرض فوضوي مع تبادل الاتهامات والإهانات والهجمات الشخصية بصورة غير مسبوقة في تاريخ المناظرات التلفزيونية الأميركية.

واشتبك الرئيس الجمهوري وخصمه الديمقراطي بشدة حول تعامل ترامب مع جائحة فايروس كورونا والاقتصاد والضرائب في المناظرة الحامية التي شهدت مقاطعة ترامب لمنافسه مرارا.

ولئن كان الرئيس الجمهوري المنتهية ولايته المبادر إلى شن الهجوم، لكن نائب الرئيس السابق البالغ 77 عاما كان الطرف الذي وجه بعضا من أشد الإهانات خلال المناظرة ناعتا ترامب بـ”المهرج” والكاذب”، و”جرو بوتين (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين)”

وخلال المناظرة التي تابعها عشرات الملايين من الأميركيين، طلب المرشح الديموقراطي من الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة أن “يخرس” قبل أن ينعته في وقت لاحق بـ “العنصري” و”جرو بوتين”.

في المقابل عمد الرئيس الأميركي المرشح لولاية ثانية في انتخابات تجرى في 3 نوفمبر إلى وصف منافسه بأنه “دمية في يد اليسار الراديكالي” سواء بشأن قضايا الصحة أو الأمن أو المناخ.

ورغم الفوضى الدائرة تمكن نائب الرئيس الأميركي السابق الذي كانت تثير قدرته على المواجهة تساؤلات، من الصمود في هذه المناظرة التي جرت في كليفلاند.

وركز نظره أكثر من مرة على الكاميرا ليطلب من الأميركيين أن يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع لتجنب “أربع سنوات إضافية من الأكاذيب”.

فففف

وطوال المناظرة التي استغرقت 90 دقيقة حاول ترامب عبثاً استعادة زمام المبادرة، فانبرى يقاطع “جو” المرة تلو الأخرى مما دفع بمدير الندوة الصحافي في شبكة فوكس نيوز كريس والاس إلى الطلب منه مراراً وتكراراً أن يفسح المجال أمام بايدن بالكلام.

ومع استمرار ترامب بمقاطعته مراراً وتكراراً، بلغ الأمر ببايدن حدّ مخاطبة ترامب بالقول “هلّا تخرس يا رجل!”.

وأضاف “من الصعب أن يحظى المرء بفرصة لقول كلمة واحدة بوجود هذا المهرج، عفواً هذا الشخص”. وتابع “أنت أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة”.

وفي مبادلة حادة سأل الرئيس الأميركي بايدن “هل انت مع القانون والنظام؟” متهما منافسه بانه يستند إلى داعميه من “اليسار الراديكالي”، مسلطا الضوء على حركة أنتيفا المناهضة لليمين والتي يتهمها ترامب بالإرهاب على خلفية دورها في المظاهرات التي عمت الولايات المتحدة قبل أشهر قليلة.

وقال ترامب من على منصّة المناظرة مخاطباً نائب الرئيس السابق “أنت لا تمتّ إلى الذكاء بصلة، جو. 47 عاماً ولم تفعل شيئا”.

وسعى بايدن، الذي يتصدّر استطلاعات الرأي، إلى ربط ترامب بشكل مباشر بجائحة كوفيد -19 التي أودت بأرواح أكثر من 205 آلاف شخص في الولايات المتحدة، البلد الأكثر تسجيلاً للوفيات الناجمة عن الجائحة في العالم أجمع.

وقال المرشح الديمقراطي مخاطباً الناخبين الأميركيين “كم منكم استيقظ هذا الصباح وكان لديه كرسي فارغ على طاولة المطبخ لأنّ أحدهم مات بسبب كوفيد-19؟”.

وأردف قائلا “مات كثيرون وسيموت عدد أكبر بكثير ما لم نصبح أكثر ذكاء بكثير وأسرع بكثير”.

واعترض ترامب على استخدام بايدن كلمة “ذكي”. وقال ترامب “انت تخرجت إما الأخير أو الأخير في صفك الدراسي تقريبا. لا تستخدم كلمة ذكي أبدا معي. لا تستخدم هذه الكلمة مطلقا”.

فففف

ودافع ترامب عن أسلوب تعامله مع الوباء الذي أودى بحياة ما يربو على 200 ألف في الولايات المتحدة وأدى إلى خسارة ملايين الأميركيين لوظائفهم. وقال “لقد قمنا بعمل رائع… لكنني أقول لك يا جو، لم يكن بإمكانك أبدا القيام بالعمل الذي قمنا به”.

وجرت المناظرة التي تستغرق 90 دقيقة بحضور جمهور محدود بينهما السيدة الأميركية الأولى ميلانيا ترامب وجيل بايدن زوجة المرشح الديموقراطي.

وجرت المناظرة في جامعة كيس ويسترن ريزيرف في كليفلاند وأدارها المذيع كريس والاس من قناة فوكس نيوز. وهذه هي المناظرة الأولى من ثلاث مناظرات من المقرر إجراؤها.

ومن المرتقب تنظيم مناظرتين اخريين في 15 و22 أكتوبر على التوالي في ميامي بفلوريدا وناشفيل في تينيسي.

وسيتواجه نائب الرئيس الأميركي الجمهوري مايك بنس مع المرشحة لمنصب نائب الرئيس من جانب الديموقراطيين كامالا هاريس في 7 اكتوبر في سولت لايك سيتي في ولاية يوتا.

وفي تقييمه للمناظرة الرئاسية قال الأستاذ في جامعة ميشيغان والمتخصص في المناظرات الرئاسية آرون كال “هذه المناظرة ستبقى إحدى أسوأ المناظرات في التاريخ”.

وأظهر استطلاع فوري للرأي أجرته محطة (سي بي إس) الأميركية أن معظم المشاهدين شعروا بأن المناظرة الرئاسية الأولى كانت لها نبرة “سلبية” بينما قال 17 بالمئة فقط إنهم تلقوا أجواء إيجابية من اللقاء وجها لوجه لأول مرة بين المرشحين دونالد ترامب وجو بايدن.

وأظهر الاستطلاع أن 48 بالمئة قالوا إنهم يعتقدون بتقدم المرشح الديمقراطي بايدن، بينما رأى 41 بالمئة أن الرئيس ترامب قد فاز.

وعن آراء المشاهدين بشأن المناظرة، قال 69 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع إنهم منزعجون، وقال 17 بالمئة فقط إنهم شعروا بأن المناقشة قدمت لهم معلومات، وقال ما يقرب من 20 بالمئة إن الأمر كان يسوده التشاؤم.

وفي سياق متصل، ذكرت شبكة سي أن الأميركية أن ترامب تحدث لوقت أطول من بايدن خلال المناظرة، وذلك لمدة 39.06 دقيقة، مقابل 37.56 دقيقة لبايدن.

العرب