وجّه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، السبت، انتقادات حادة للقوى والفصائل المقربة من إيران، والتي تطالب بخروج القوات الأميركية من العراق، مذكّراً، في أول لقاء تلفزيوني له، منذ نيل حكومته الثقة، في مايو/ أيار الماضي، بأنّ بعضهم سبق أن ذهب إلى الولايات المتحدة الأميركية للخلاص من حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي انتهى حكمه للبلاد بالاحتلال الأميركي عام 2003.
وخاطب الكاظمي معارضي الوجود الأميركي بالقول “ذهبتم إلى البيت الأبيض وطلبتم إسقاط صدام حسين”، مضيفاً، في حديث لقناة “العراقية الإخبارية” (رسمية)، “يوجد منْ يزايد على العلاقات بين العراق والولايات المتحدة الأميركية، لكن بعضهم ذهب إلى البيت الأبيض طلباً للخلاص من نظام صدام حسين”.
وتساءل “لماذا هذا الانقلاب؟”، موضحاً أنّ “بعض السياسيين يعارضون أميركا في العلن، ويخنعون لها في الخفاء”.
ولفت رئيس الوزراء العراقي إلى أنّ حكومته “جاءت من أجل الحل، وليس لخلق الأزمات”، مذكّراً بأنّ الأميركيين ساعدوا العراقيين في الخلاص من حكم صدام حسين.
وأشار إلى أنّ واشنطن قدمت أيضاً مساعدة للعراق في الحرب على تنظيم “داعش” الإرهابي، مشدداً على “ضرورة عدم الخجل من أي علاقة تتحقق فيها مصلحة للعراقيين سواء كانت مع الولايات المتحدة الأميركية أم مع إيران أم مع السعودية”.
وأكد الكاظمي أنّ بلاده “لن تكون في عزلة، بل أنها ستعمل على التواصل مع الجميع”، معتبراً أنّ بعض القوى والجماعات التي لم يسمها “تكرر نفس أخطاء الماضي”.
وشدد على “ضرورة حماية مصالح العراق مع الولايات المتحدة الأميركية في مجالات الأمن والصحة والتعليم والاقتصاد”، مشيراً إلى “وجود من يريد عرقلة علاقات بغداد مع واشنطن”.
وتعهد بأنّ حكومته جادة في قضية حماية البعثات الأجنبية في العراق، لافتاً إلى وجود “قوى اللادولة”، وجماعات الفساد والسلاح المنفلت.
وتبذل الحكومة العراقية، منذ أيام، جهوداً مكثفة لإقناع الولايات المتحدة الأميركية بالعدول عن قرارها نقل سفارتها في العراق من بغداد إلى أربيل، على خلفية الهجمات التي تتعرض لها البعثات والمصالح الأجنبية وخصوصاً الأميركية في العراق، والتي تتهم فصائل موالية لإيران بالوقوف وراءها.
وفي هذا الشأن، التقى الرئيس العراقي برهم صالح، السبت، بالسفير الإيراني في بغداد إيرج مسجدي، وبحث معه أمن البعثات الأجنبية في العراق، بحسب بيان رئاسي أشار إلى أنّ اللقاء “أكد على ضرورة دعم إجراءات الحكومة (العراقية) في حماية البعثات الدبلوماسية، وترسيخ سلطة الدولة وفرض القانون، والإشارة الى أن استقرار العراق وتجاوز أزمات المنطقة مهم وضروري لتحقيق السلام والانطلاق نحو فرص التنمية والتعاون المشترك”.
من جهته، أكد السفير الإيراني “التزام طهران بدعم استقرار العراق، وتعزيز أواصر العلاقات الاقتصادية والاجتماعية بين البلدين والشعبين الجارين”.
براء الشمري
العربي الجديد