واشنطن تعتزم سحب آخر جندي أميركي من أفغانستان بحلول عيد الميلاد

واشنطن تعتزم سحب آخر جندي أميركي من أفغانستان بحلول عيد الميلاد

واشنطن – أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، عزمه سحب آخر جندي أميركي من أفغانستان بحلول عيد الميلاد، مسرّعا الجدول الزمني لإنهاء أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة.

وكتب ترامب في تغريدة على تويتر “علينا أن نعيد العدد الصغير المتبقّي من رجالنا ونسائنا الشجعان الذين ما زالوا يخدمون في أفغانستان إلى الوطن بحلول عيد الميلاد!”.

وجاء إعلان ترامب بعد ساعات من تصريح مستشاره للأمن القومي بأن واشنطن ستقلل عدد جنودها إلى 2500 بحلول مطلع العام الجديد.

ومنذ سنوات يعد الملياردير الجمهوري الذي يسعى إلى الفوز بولاية ثانية في انتخابات الثالث من نوفمبر “بوضع حدّ للحروب التي لا تنتهي”، وهو لم يخفِ أمله في تسريع الانسحاب مع اقتراب موعد الانتخابات.

وكانت إدارة ترامب وقّعت في 29 فبراير اتفاقاً تاريخياً مع حركة طالبان نصّ على سحب كل القوات الأميركية من أفغانستان بحلول منتصف 2021 على أبعد تقدير، مقابل التزامات أمنية من الحركة المتطرفة وانخراطها في مفاوضات سلام مباشرة مع حكومة كابول.

وبعد تأخرها أشهراً عدّة، بدأت هذه المفاوضات في سبتمبر لكنّها لم تسفر حتى اليوم عن أيّ اتفاق لوقف إطلاق النار أو حتى لخفض حدّة العنف.

ويأتي وعد ترامب قبل نحو شهر من الانتخابات الأميركية فيما تشير استطلاعات الرأي إلى تقدم منافسه الديمقراطي جو بايدن عليه في استطلاعات الرأي.

وبعد 19 عاما من العمليات العسكرية الأميركية في أفغانستان، يلقى موقفه تأييدا واسعا في الولايات المتحدة بما في ذلك من قبل منافسه بايدن الذي سعى حين كان يتولى منصب نائب الرئيس الأميركي إلى تخفيف الوجود الأميركي في أفغانستان.

وردا على سؤال الشهر الماضي حول ما إذا كان يدعم خطة ترامب لسحب القوات الأميركية من أفغانستان والعراق، قال بايدن “نعم، طالما لديه خطة لمعرفة كيف سيتعامل مع وجود تنظيم الدولة الإسلامية”.

كانت الولايات المتحدة تدخلت في بادئ الأمر في أفغانستان بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001 وقامت بالإطاحة بنظام طالبان الذي كان يؤوي تنظيم القاعدة.

لكن على مر السنوات أطلق المتمردون حملة للإطاحة بالحكومة المدعومة من الولايات المتحدة في كابول ما أدى إلى أعمال عنف كلفت أرواح العديد من المدنيين واستمرت بعد قرار حلف شمال الأطلسي سحب قواته القتالية في 2014.

وفرض نظام طالبان السابق نظاما مشددا في أفغانستان حيث حظر الموسيقى والتعليم للفتيات. وتعثرت المفاوضات غير المسبوقة في الدوحة إثر خلاف حول أي تفسير للإسلام يجب أن يستخدم كإطار للقوانين في أفغانستان ما بعد النزاع.

لكن الموفد الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد عبر، الأربعاء، عن أمل في المحادثات. وقال عبر الفيديو من الدوحة، أمام منتدى لمعهد بيرسون في جامعة شيكاغو “الغالبية الكبرى من الأفغان ترغب في أن ينتهي النزاع”. وأضاف “اعتقد أن طالبان جدية في المحادثات”.

وكان الرئيس الأفغاني أشرف غني دعا، الثلاثاء، من الدوحة، طالبان إلى “التحلي بالشجاعة لوقف إطلاق النار” مع تعثر مفاوضات السلام بين الحكومة والحركة.

وأكد غني خلال مؤتمر أنه يجب تسوية النزاع الطويل في أفغانستان بالتفاوض “وليس بالسلاح”.

ومارست إدارة ترامب ضغطا على حكومة غني للإفراج عن خمسة آلاف سجين من طالبان وهو شرط لدى الحركة لاستئناف المحادثات.

وفي سبتمبر كان عديد القوات الأميركية في أفغانستان يبلغ 8600 جندي، لكنّ البنتاغون أشار يومها إلى أنّه بصدد التحضير لمرحلة انسحاب جديدة.

وفي الولايات المتحدة يلقى مبدأ الانسحاب تأييدا لدى الديمقراطيين والجمهوريين والرأي العام على حد سواء رغم أن عددا من المسؤولين السياسيين وخصوصا في صفوف الجمهوريين المحافظين يحذرون من مخاطر رؤية مجموعة إرهابية تستخدم أفغانستان مجددا كقاعدة خلفية لها.

العرب