التنافس الأميركي ـ الصيني ونهاية النموذج الغربي

التنافس الأميركي ـ الصيني ونهاية النموذج الغربي

عندما سأل الكاتب الفرنسي المعروف أندريه مارلو، ومبعوث الرئيس الفرنسي الأسبق الجنرال شارل ديغول إلى الصين الشعبية، تمهيداً للاعتراف بها، الزعيم الصيني شو أن لاي، عن رأيه بالثورة الفرنسية التي حصلت عام 1789، ردّ الأخير بقوله: «من المبكر إعطاء رأي بهذا الخصوص».

بهذه الحادثة بالغة الدلالة يبدأ باسكال بونيفاس كتابه الأخير الذي خصصه لدراسة التبعات الجيوسياسية لوباء «كوفيد 19». وأراد بونيفاس من خلال استشهاده بقول الزعيم الصيني التنبيه إلى أن خلاصاته ليست نهائية قطعية، بل إنها مبكرة أولية، لما لهذا الوباء الذي لم يقض عليه بعد، من ارتدادات عميقة للغاية ما زالت تتواتر وتتطور.

وبذلك يكون الكاتب قد حفظ خط الرجعة. لكنه، رغم حذره، خاض في ملف بالغ الأهمية ومن شأنه أن يقلب التوازنات العالمية، وهو ما يحصل مباشرة أمام أعيننا. ولذلك، وزع بونيفاس، وهو رئيس المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية والاستراتيجية ومحلل مرموق، كتابه على 10 فصول، إضافة إلى مقدمة وخلاصات. وخيطه الجامع، وفق قراءته، تراجع الغرب الذي سيطر على العالم منذ الثورة الصناعية وبروز قوى أخرى أبرزها الصين. وما بين هذه الأخيرة وبين الولايات المتحدة، زعيمة العالم الغربي، تضيع أوروبا العاجزة عن فرض نفسها قوة يؤخذ بها على المسرح العالمي بحيث تصح عليها تسمية «مارد اقتصادي رجلاه من طين».

كثيرة العبارات التي استخدمت، والتي يرصدها الكاتب للتدليل على التغيرات التي يتسبب بها الوباء: «لا شيء سيكون كما في السابق»، «سائرون إلى عالم جديد»، «نحن نعيش منعطفاً تاريخياً في العلاقات الدولية»… وغيرها من العبارات المستخدمة بكثافة في الشهور الأخيرة. ورأي بونيفاس الأولي أن فيروس «كورونا» لم يخلق التغيرات من عدم، بل إنه عمقها ووسع أبعادها على المستوى الجيوسياسي والجيوستراتيجي.

وما بين إشاعات «المؤامرة» التي انتشرت منذ الأيام الأولى لظهور «كوفيد 19» والتقارير الاستخبارية، كالتقرير الذي صدر عن وكالة المخابرات المركزية الأميركية عام 2009 تحت عنوان «كيف سيكون عالم الغد؟»، ويتحدث عن وباء شبيه بـ«كورونا» ينطلق «من منطقة ذات كثافة سكانية عالية حيث يوجد تقارب بين البشر والحيوانات كما في الصين أو في جنوب شرقي آسيا»، أو محاضرة بيل غيتس في العام 2015 حين اعتبر أن الخطر المميت للبشرية لن يكون التهديد النووي، بل جائحة جديدة، أو أيضاً التحذيرات الواردة في «الكتاب الأبيض» الصادر تباعاً عن وزارة الدفاع الفرنسية في نسخاته للأعوام 2008 و2012 و2017. حين نبه من المخاطر «الصحية» لتفشي أوبئة سريعة الانتشار.

هذا كله يزيد من كثافة الضبابية المحيطة بالملف ويطرح مجموعة من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية التي منعت السلطات المسؤولة في البلدان المتقدمة من الاحتراز والتحضر لمثل هذه الكارثة التي قضت على ما يزيد على مليون شخص وضربت اقتصاديات العالم في الصميم.

– نهاية النموذج الغربي

في فصل عنوانه «نهاية النموذج الغربي»، يصف الكاتب الولايات المتحدة بأنها في القطاع الصحي «تشبه أي بلد من بلدان العالم الثالث». ويرى أن صورة «القوة المهيمنة» عالمياً تتهاوى مع رؤية أعداد الضحايا وطريقة تعاطيها مع الوباء. ويذكر الكاتب واقعة غير معروفة، وهي أن سلطات مدينة نيويورك حفرت خندقاً في أبريل (نيسان) الماضي في المنطقة المعروفة باسم «هارت إيلاند» لإلقاء جثث الضحايا التي خزنت في برادات كانت توقف في مرائب المستشفيات. ويأتي على أحداث أخرى كثيرة ليدلل على العجز الأميركي عن مواجهة وباء مستفحل.

ويرجح الكاتب أن السبب في ذلك اعتبار الغرب الأوروبي والأميركي أن ما حصل في الصين وفي منطقة ووهان تحديداً «لا يمكن أن يحصل عندنا»، وذلك بسبب ما يسميه «الاستعماء الآيديولوجي»، أي النظرة الفوقية للغرب الرأسمالي الليبرالي إلى باقي العالم التي انطلقت في العام 1492 واستمرت 5 قرون، إذ بدا «من البديهي والطبيعي» وجود غرب مهيمن وعالم مهيمَن عليه. لكن الوضع تغير مع موجة «العولمة الثالثة» التي شهدت بروز قوى جديدة مثل جنوب أفريقيا والهند والبرازيل والصين أو ما يختصر بـ«بريكس» ترفض القوى الاستعمارية السابقة.

وبرأي الكاتب أنه إذا كانت هناك «أمثولة» يتعين على الغرب حفظها من الوباء فهي «التواضع»، إذ إن الغرب «ما زال يعتقد أنه مركز العالم، إلا أنه في الواقع ليس سوى جزء منه». ولذا، فإن الغرب الذي ما زال يعتبر أن «قيمه أعلى وأسمى من قيم الآخرين» ومن الضروري والمشروع الاستمرار في بثها ولو باللجوء إلى وسائل مثل القوة، مخطئ تماماً في قراءاته للعالم اليوم. وعليه، يتعين على الغرب قبول أن الآخرين «ليست لهم بالضرورة الرؤية نفسها، وسبب ذلك ليس أنهم أقل ذكاء أو تطوراً، بل لأن لهم مقاربة استراتيجية مختلفة». وخلاصة الكاتب «الأولى» أن على الغرب أن يعي أن «عليه إفساح المجال للآخرين لإيجاد حلول لمواجهة التحديات، ومنها (كوفيد 19)، ما يعني قبول التعددية، وأن لغير الغربيين رؤاهم وكلمتهم». وفي مقارنة سريعة، يسلط الكاتب الضوء على الفروقات الهائلة بين ما أصاب «الغرب»، أي أوروبا والولايات المتحدة وكندا، وما أصاب «بلدان الجنوب» في أعداد الإصابات والوفيات، ليبين أن التقدم ليس دائماً عند الجهة التي تعتقد أنها متقدمة على الآخرين.

يطرح بونيفاس سؤالاً رئيسياً كالتالي؛ هل الصين هي الطرف الرابح فيما يشبه المنافسة مع الغرب؟ يرى الكاتب أن من راهنوا على رؤية الصين تنهار بفعل انطلاق الوباء من داخلها خابوا لأنها «خرجت منتصرة وعاودت مسارها لتصبح القوة العالمية الأولى». وهذا الواقع يثير القلق والخوف في الغرب أميركياً وأوروبياً. لكن الكاتب يتساءل: «أليس من المستغرب أن تستفيد الصين من جائحة انطلقت من أراضيها وسعت إلى إنكارها طيلة أسابيع حتى لا تعترف أن التخلف ما زال يضرب عدداً من مناطقها، وأنها لم تستفد مما حصل عندها لدى اندلاع جائحة سارس؟».

يروي المؤلف بالتفصيل كيف سعت السلطات الصينية لإخفاء الوباء، ليس فقط في الداخل، وإنما أيضاً عن العالم الخارجي؛ خصوصاً بعدما اكتشف الأطباء والعلماء الصينيون قوة العدوى، وهو ما أخذه عليهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي دأب على تسمية «كورونا» بـ«الفيروس الصيني». إلا أن بونيفاس يعتبر أن اتهام الصين بأنها «صدّرت» عن عمد الوباء إلى الخارج «وهو ما يفعله ترمب وحلفاؤه البريطانيون والأستراليون» أمر «بالغ الخطورة»، وأهدافه «محض سياسية».

ومن مواجهة الوباء، انتقلت الصين سريعاً إلى كيفية استغلاله في سياستها الخارجية، وهو ما عبّر عنه زعيمها شي جيبينغ في قمة «مجموعة العشرين» الصحية التي عقدت عن بعد حين اقترح «تشارك» التجربة الصينية للتغلب على الوباء والتعاون الدولي للوصول إلى لقاح ناجع. وكترجمة «فورية» لهذا المبدأ، سعت الصين إلى تفعيل «دبلوماسية الكمامات» التي تصنع نحو 70 في المائة منها عالمياً، بينما كان الغرب مفتقداً إياها. وفيما أوروبا والولايات المتحدة وبلدان غربية أخرى تعاني من وصول «الموجة الثانية» من الوباء، فإن بكين تعتبر أنها انتصرت في معركتها ضده، وبالتالي فإنها تروج لغلبة «النموذج الصيني» الصحي والاجتماعي على «النموذج الغربي». ألم يقل الزعيم الصيني بمناسبة المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي في العام 2017 إن «الصين أصبحت اليوم قوة كبرى في العالم، وحان الوقت لتحتل الموقع المركزي على المسرح العالمي»؟

«دبلوماسية الكمامات» فعلت فعلها ليس في أفريقيا، وإنما في قلب أوروبا. روما شكت من غياب التضامن الأوروبي معها وكذلك فعلت إسبانيا، وكلتاهما، بالمقابل، شكرتا الصين على المساعدات الصحية التي وفرتها لهما. وبلدان أخرى عدة استفادت من «كرم» الصين. إلا أن الصوت الغالب أوروبياً كان انتقاد الصين لـ«غياب الشفافية» (أنجيلا ميركل) أو لـ«بث أخبار كاذبة» (جوزيب بوريل وزير خارجية الاتحاد الأوروبي).

– ترمب والعدو الصيني

يقيم الكاتب مقارنة بين كيفية إدارة شي جينبينغ ودونالد ترمب لأزمة «كورونا». الثاني حمّل الأول ومنظمة الصحة العالمية التي اتهمها بالتواطؤ مع بكين مسؤولية انتشار الوباء على نطاق عالمي. لكن الرئيس الأميركي ينسى (أو يتناسى) أنه ترك جانباً كل التحذيرات الصادرة عن أجهزة المخابرات الأميركية وعن مستشاريه، ومنهم مستشاره للتجارة بيتر نافارو الذي وزع بداية يناير (كانون الثاني) الماضي دراسة نبّه فيها إلى أن الوباء سيهدد حياة الملايين من الأميركيين ويصيب الاقتصاد في الصميم. أما الخطأ الثاني الذي ارتكبه ترمب، بحسب المؤلف، فهو أنه عهد بإدارة الأزمة إلى صهره جاريد كوشنر الذي «يفتقر للأهلية والخبرة للقيام بمثل هذه المهمة التي فشل فيها كما فشل قبلها في تحقيق (صفقة القرن) بين الفلسطينيين والإسرائيليين».

ولأن الرئيس الأميركي بدا عاجزاً عن تعديل واقع الأزمة الحادة التي ضربت بلاده، فإنه حاول، وفق بونيفاس «أن يغير رؤية مواطنيه لها» رغم تصريحاته العجيبة والأخطاء التي ارتكبها، إذ أن همه الأول «يبقى إعادة انتخابه رئيساً» للولايات المتحدة في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل رغم انعدام الورقة الاقتصادية التي كان يراهن عليها بسبب تبعات الوباء. ويعرض الكتاب بالتفصيل مفارقات ترمب الرافض يوماً لنصائح مسؤولي الصحة أو لما تقوله العلوم واستهزاءه بفاعلية الكمامات واعتباره أن الوباء سينتهي بقدرة قادر أو مع الصيف… ولا يتضمن الكتاب إشارة إلى إصابته شخصياً بالفيروس وشفائه لأنه صدر قبل ذلك بقليل.

يلاحظ الكاتب أن ترمب ينسب لنفسه كل ما هو إيجابي ويلقي المسؤولية على الآخرين في كل ما هو سلبي، وهو بذلك لا يخاف من التضخيم. فقد قرن مثلاً الوباء بهجوم الطيران الياباني على قاعدة «بيرل هاربور» الأميركية وبهجوم 11 سبتمبر (أيلول) 2001 الإرهابي على نيويورك ومواقع أخرى أميركية. وفي الحالات الثلاث، فإن العدو «خارجي». وهذا العدو اسمه اليوم الصين التي اعتبر، منذ العام 2016، أنها «نهبت» الولايات المتحدة، والدليل على ذلك أن الفائض التجاري لصالح الصين منذ العام 2015 يتراوح ما بين 345 إلى 420 مليار دولار. ورد ترمب كان سياسياً وتجارياً في آن، سياسياً لجهة توثيق علاقات واشنطن مع تايوان، وآخر تجلٍّ لهذه السياسة العقود العسكرية الثلاثة الكبرى للجزيرة الصينية، وتجارياً لجهة فرض مئات المليارات رسوماً إضافية على البضائع الصينية وإطلاق حرب تجارية، ناهيك عن التنديد بمخططات بكين التوسعية والعمل على لعب ورقة الهند ضدها وتأليب البلدان الخائفة منها والقيام بحملة سياسية ضدها تحت بند انتهاكها لحقوق الإنسان والحريات، بما في ذلك في هونغ كونغ. وتحولت الصين إلى «سلاح» انتخابي بيدي ترمب عن طريق تقديم نفسه «صلباً» بمواجهة بكين بينما «جو النعسان» كما يحلو له أن يسمي منافسه جو بايدن «ضعيف في مواجهتها». وذهب إلى حد اعتباره «مرشح الصين» التي تأمل في حال نجاحه في «استعادة مئات المليارات» التي استوفاها ترمب، وبذلك يكون ترمب قد حول الصين من منافس استراتيجي (يطرح تحديات حقيقية على الولايات المتحدة) إلى ذريعة انتخابية. وفي هذا السياق، يبدو أن ترمب قد أصاب الهدف لأن نسبة الذين ينظرون سلبياً إلى الصين ارتفعت من 43 في المائة إلى 64 في المائة في الأشهر الأخيرة، ما يدفع ترمب للتركيز أكثر فأكثر على هذه الناحية.

يقول باسكال بونيفاس إن «التنافس بين الجبارين الأميركي والصيني سيشكل المحور الذي سيؤطر العلاقات الدولية، وسيكون أحد أهم التحديات الاستراتيجية للسنوات المقبلة. فمن جهة، لم تعد الصين تخفي طموحاتها. ومن جهة ثانية، فإن الولايات المتحدة لا تخفي قلقها. ولذا، فإن وباء (كوفيد 19) لم يخلق هذه المنافسة، بل زادها حدة». والسؤال، برأيه، لم يعد مركزاً على معرفة ما إذا كانت الصين ستتخطى منافستها الأميركية بل متى سيحصل ذلك. فعلى المستوى الاقتصادي، كان الناتج القومي الصيني الخام في العام 1980 يقل عن 179 مليار دولار (مقابل 2900 مليار للجانب الأميركي). وفي العام 2018، وصل إلى 13600 مليار (أي أنه زاد 75 ضعفاً) بينما الناتج الأميركي ارتفع إلى 20500 مليار (بزيادة 9 أضعاف فقط) ما يعني أنه إذا استمرت الأمور على هذه الوتيرة، فإن بكين ستلحق واشنطن قريباً وستتخطاها. لكن ثمة عوامل داخلية وخارجية (اقتصادية، عسكرية، استراتيجية، سياسية) يمكن أن تعيق مسار الصين نحو احتلال الموقع الأول عالمياً. وبأي حال، لا يعني التفوق في ميزان المدفوعات، التفوق العسكري والاستراتيجي، ما من شأنه أن يخفف من القلق الأميركي.

يعتبر بونيفاس أن ثمة فارقاً أساسياً بين ترمب وشي جينبينغ. أفق الأول هو 3 نوفمبر المقبل، وأفق الثاني السنوات 2030 – 2040. قرارات الأول يحكمها الاستحقاق الانتخابي، وقرارات الثاني بعيدة المدى، وهدفها جعل الصين القوة الأولى في العالم. فهي اليوم الشريك التجاري الأول لـ140 بلداً حول العالم، واحتلت مواقع كانت معقودة اللواء لواشنطن ولعواصم أوروبية كبرى منذ عقود. كما أنها احتلت رئاسة كثير من المنظمات الدولية. ومن الأمور اللافتة التي يتوقف عندها الكاتب أن الصين تحتل الموقع السادس في ترتيب مستوى تعليم الرياضيات، بينما الولايات المتحدة تقبع في المرتبة التاسعة والثلاثين. الصين تخرّج سنوياً 1.3 مليون طالب في الرياضيات والعلوم والتكنولوجيا، مقابل 300 ألف متخرج أميركي.

يبقى التنافس العسكري وقدرة الانتشار عبر العالم. ولا شك أن الطرف الأميركي هو المتفوق. ويروي الكاتب مضمون اتصال بين الرئيس ترمب والرئيس الأسبق جيمي كارتر، شرح فيه الثاني الأسباب التي ستمكن الصين من تجاوز الولايات المتحدة. ومن الأمثلة التي أعطاها أن أميركا كانت في حالة حرب شبه دائمة، بينما الصين لم تدخلها أبداً. ولأميركا اتفاقات دفاعية مع 60 بلداً، وهو ليس حال الصين. وبالمقابل فإن الأخيرة تملك خطوطاً حديدية للقطارات فائقة السرعة تزيد على 18 ألف ميل، بينما هذا النوع غير موجود لدى الجانب الأميركي. والخلاصة أن المصاريف العسكرية الأميركية الضخمة «هدية للصين» التي تستطيع، بفضل 280 رأساً نووياً، أن تردع المنافس الأميركي الذي يمتلك 6400 رأس نووي.

خلاصة باسكال بونيفاس أن لحاق الصين بالولايات المتحدة لا مفر منه، وأن أزمة وباء «كوفيد 19» بيّنت أن واشنطن فقدت قيادة العالم لصالح بكين. وأن سياسة ترمب الذي اختار المواجهة مع بكين ستكون لها نتائج «كارثية»، خصوصاً أن اختياره «الانعزال» قد فتح الأبواب واسعة للصين.

ميشال أبو نجم

الشرق الاوسط