أعادت دول أوروبية مثل إيطاليا وإسبانيا الإجراءات الاحترازية، أو توشك أن تفرض قيودا أو تمددها في مسعى لاحتواء الموجة الثانية من جائحة فيروس كورونا، وذلك عقب ارتفاع قياسي للمصابين، في حين قال مدير المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية أنتوني فاوتشي إن البت في سلامة وفعالية لقاح مضاد للفيروس سيكون في أوائل ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وقال مكتب رئيس وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي إن السلطات ستفرض قيودا جديدة للحد من انتشار الفيروس ومنها إغلاق دور السينما والمسارح والمطاعم، وذلك بعدما سجلت البلاد زيادة قياسية في حالات الإصابة اليومية أمس، حيث فاقت 19 ألفا. وأضاف كونتي أنه يريد تجنب فرض العزل العام الذي طبقته البلاد في وقت سابق هذا العام. لكن بعض المناطق في إيطاليا فرضت حظر تجول أثناء الليل، ومن المتوقع أن تعلن الحكومة المركزية عن المزيد من الإجراءات قريبا.
وبعد اندلاع اشتباكات في مدينة نابولي جنوبي إيطاليا مساء الجمعة، واجهت الشرطة أمس ليلا العشرات من المحتجين الملثمين في المركز التاريخي للعاصمة روما بعد دعوة جماعة “فورزا نوفا” اليمينية إلى احتجاج على حظر التجول الليلي.
وفي ظل الضغوط على خدمات الصحة العامة، أعادت السلطات الإيطالية فتح منشآت مؤقتة للعناية المركزة كانت قد شيدتها خلال الموجة الأولى لتفشي الفيروس. وعلى الرغم من ذلك، حذرت أكبر هيئة للصحة العامة في إيطاليا من أن خدمات الصحة توشك على مواجهة أزمة.
عاملون في القطاع الصحي بالعاصمة الإسبانية يحتجون قبل أيام بسبب صعوبة ظروف العمل في ظل تزايد الإصابات جراء الفيروس (الأناضول)
طوارئ بإسبانيا
وفي إسبانيا، تستعد الحكومة المركزية لإعلان حالة طوارئ صحية جديدة اليوم لتتمكن من فرض حظر تجول في بعض المناطق بالبلاد، في واحدة من الدول التي ضربتها جائحة كوفيد-19 بقوة. وتعقد حكومة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز اجتماعا استثنائيا اليوم “لدراسة بنود المرسوم الملكي الجديد بشأن حالة التأهب”، وهو نظام استثنائي يعادل حالة الطوارئ الصحية.
وأضاف بيان للحكومة المركزية أن سانشيز عرض تطبيق حالة التأهب على 17 منطقة تتمتع بالحكم الذاتي في البلاد، موضحا أن “الاقتراح لقي قبولا من قبل غالبية” هذه المناطق “التي طلبت ذلك”.
وقبل يومين، أصبحت إسبانيا أول دولة في الاتحاد الأوروبي والسادسة في العالم تتخطى مليون إصابة بفيروس كورونا، حتى إن رئيس الحكومة كشف الجمعة أن العدد الفعلي للأشخاص المصابين بالفيروس المستجد في إسبانيا منذ بداية الجائحة “يتجاوز 3 ملايين”، وأن عدد الوفيات يقترب من 35 ألف حالة.
في بلجيكا، قررت سلطات بروكسل تقديم وقت حظر التجول المفروض في البلاد ليبدأ عند الساعة العاشرة ليلا، وأمرت المتاجر بالإغلاق عند الساعة الثامنة ليلا، إضافة إلى حظر النشاطات الثقافية والرياضية اعتبار من غد الاثنين.
تمديد بفرنسا
وفي فرنسا، صوّت أعضاء الجمعية العمومية (البرلمان) أمس السبت على تمديد حالة الطوارئ الصحية حتى 16 فبراير/شباط المقبل، وهو نظام استثنائي يخوّل الحكومة وضع قيود لمواجهة الأزمة.
وتم تمديد حظر التجول من الساعة التاسعة ليلا إلى السادسة صباحا لمدة 6 أسابيع في هذا البلد، حيث أصاب الوباء أكثر من مليون شخص. وسجلت فرنسا أمس السبت أكثر من 45 ألف إصابة جديدة خلال 24 ساعة.
وفي كل أنحاء القارة الأوروبية، يقترب عدد الإصابات بالفيروس من 8.5 ملايين، وتوفي أكثر من 260 ألف شخص بسبب هذا الوباء. وامتد فرض قيود جديدة لمواجهة الأزمة الصحية إلى دول شرقي أوروبا مثل سلوفاكيا وبولندا وسلوفينيا.
وفي المنطقة العربية، أعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا اليوم تسجيل أعلى معدل إصابات يومي بفيروس كورونا منذ ظهور الجائحة، وبلغ العدد 1639 إصابة و5 وفيات، فضلا عن 766 حالة تعاف منه خلال آخر 24 ساعة. وأضاف المركز أن إجمالي الإصابات فاق 56 ألفا، بينها 795 وفاة، وأزيد من 30 ألف حالة تعاف.
اللقاح بأميركا
من ناحية أخرى، قال مدير المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية اليوم في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية إن البت في سلامة وفعالية لقاح مضاد لمرض “كوفيد-19” سيكون بنهاية نوفمبر/تشرين الثاني أو بحلول أوائل ديسمبر/كانون الأول المقبلين، لكن من غير المرجح أن يجري أي تطعيم على نطاق أوسع قبل العام 2021.
وأضاف أنتوني فاوتشي “عندما تتحدث عن تطعيم قطاع كبير من السكان ليتسنى لك إحداث تأثير هام في ديناميكيات التفشي، فإن ذلك لن يحدث على الأرجح قبل الربع الثاني أو الثالث من العام (المقبل)”.
وتتسابق دول العالم المتطورة طبيا للعثور على لقاح فعال وآمن لمواجهة الجائحة، ومن بين المبادرات ما تشرف عليه منظمة الصحة العالمية بتعاون مع هيئات دولية غير حكومية، وهي مبادرة كوفاكس لتمويل توفير لقاح ضد الفيروس لعشرات الدول بأسعار في المتناول.
المصدر : وكالات