أعلن «مجلس الذهب العالمي» أمس الخميس أن الطلب العالمي على الذهب انخفض خلال الربع الثالث من 2020 بنسبة 19 في المئة على أساس سنوي، وسط تأثيرات واضحة لجائحة كوفيد-19. وذكر في تقرير أن الطلب العالمي على المعدن الأصفر انخفض إلى 892 طناً خلال الربع الثالث من العام الحالي، وهو أدنى مستوى ربع سنوي منذ الربع الثالث من عام 2009.
وانخفض الطلب على الذهب بنسبة 10 في المئة على أساس سنوي خلال التسعة أشهر الأولى من العام الحالي، إلى 2972 طن، وجاء التراجع في وقت يواصل فيه المستهلكون والمستثمرون محاربة آثار الجائحة.
وذكر التقرير أنه على الرغم من تحسن الطلب على المجوهرات، من أدنى مستوى قياسي في الربع الثاني، إلا أن الجمع بين القيود الاجتماعية المستمرة والتباطؤ الاقتصادي وأسعار الذهب القوية، أثبتت أنها مُرهقة للعديد من مشترِيّ المجوهرات. وهبط الطلب على المجوهرات في الربع الثالث من العام الحالي بنسبة 29 في المئة إلى 333 طناً.
في المقابل، ارتفع الطلب على العملات الذهبية ففي الربع الثالث بنسبة 49 في المئة على أساس سنوي ليصل إلى 222 طن.
وتابع تقرير المجلس «كان جزء كبير من النمو في العملات الذهبية، بسبب استمرار الطلب القوي على الملاذ الآمن في الأسواق الغربية وتركيا، حيث تُعد العملات المعدنية هي الشكل الأكثر انتشاراً لاستثمار الذهب».
وأظهر التقرير أن البنوك المركزية حققت صافي مبيعات صغيرة من الذهب في الربع الثالث، لأول مرة منذ الربع الرابع لعام 2010.
ورصد المجلس أن الطلب على الذهب المستخدم في التكنولوجيا ظل ضعيفاً في الربع الثالث، منخفضاً بنسبة 6 في المئة على أساس سنوي عند 76.7 طن. ولفت إلى أن الطلب في قطاع التكنولوجيا شهد تحسناً فصلياً جيداً حيث خرجت بعض الأسواق الرئيسية من الإغلاق. وانخفض إجمالي المعروض من الذهب بنسبة 3 في المئة على أساس سنوي في الربع الثالث إلى 1223.6 طن، وذلك وسط القيود التي تفرضها جائحة كورونا على إنتاج المناجم.
وارتفع سعر الذهب بالدولار الأمريكي إلى مستوى قياسي بلغ 2067.15 دولار للأونصة في أوائل أغسطس/آب، ولكن تبع ذلك تصحيح مع إغلاق السعر للربع حول 1900 دولار.
من جهة ثانية توقع المجلس استمرار الطلب القوي على المعدن الأصفر في الصين، مع تحسن ثقة المستهلكين نتيجة خروج البلاد من إجراءات الإغلاق المرتبطة بمكافحة جائحة فيروس كورونا وتعافي الاقتصاد.
وقال أندرو نايلور، رئيس إدارة منطقة الآسيان والسياسة العامة في المجلس «إذا نظرت إلى أسباب ضعف النشاط الاستهلاكي في سوق الذهب، ستجد هذه الأسباب تتلاشى في الصين… كل المؤشرات تشير إلى أن الطلب الاستهلاكي في الصين سيواصل نموه».
يذكر أن الصين، وهي أكبر مستهلك للذهب في العالم، سجلت تراجعاً في الطلب على المجوهرات خلال الربع الثالث من العام الحالي بنسبة 25%، على أساس سنوي، إلى 119 طناً، في حين زاد الطلب بنسبة 31%مقارنة بالربع الثاني من العام، حسب التقرير ربع السنوي لـ»مجلس الذهب العالمي». وجاء النمو ربع السنوي للطلب على الذهب في الصين بفضل ارتفاع معدلات الزواج، حيث كان الكثيرون من الأشخاص قد أجَّلوا زفافهم إلى الربعين الثالث والرابع من العام الحالي بسبب جائحة فيروس كورونا خلال النصف الأول من العام الحالي. كان اتحاد الذهب الصيني قد أعلن يوم الثلاثاء الماضي ارتفاع استهلاك الذهب في الصين خلال الربع الثالث من العام الحالي بنسبة كبيرة مقارنة بالربع الثاني.
وقال في بيان أن النمو ربع السنوي لاستهلاك الذهب في الصين يعود إلى تعافي الاقتصاد الصيني والنشاط القوي في سوق الزواج بالصين.
وأشار بيان الاتحاد إلى أن استهلاك الذهب في الصين زاد خلال الربع الثالث من العام الحالي بنسبة 29%مقارنة بالربع الثاني من العام، في حين تراجع الاستهلاك بنسبة 29%مقارنة بالربع الثالث من العام الماضي إلى 548 طنا. في الوقت نفسه زاد إنتاج الذهب في الصين خلال الربع الثالث بنسبة 6.2% مقارنة بالربع الثاني في حين تراجع بنسبة 4.5% مقارنة بالربع الثالث من العام الماضي إلى 263 طناً.
على صعيد آخر زادت مبيعات البنوك المركزية عن مشترياتها من الذهب لأول مرة منذ 2010، في الوقت الذي تحاول فيه بعض الدول المنتجة للذهب الاستفادة من ارتفاع أسعاره إلى مستويات قياسية لاحتواء تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد على الاقتصاد.
فقد زادت مبيعات البنوك المركزية من الذهب عن مشترياتها بمقدار 12 طن خلال الربع الثالث من العام الحالي، في حين زادت المشتريات عن المبيعات خلال الفترة نفسها من العام الماضي بمقدار 142 طناً.
وقاد مبيعات البنوك المركزية للذهب مصرفا أوزباكستان وتركيا المركزيان في حين زادت مبيعات بنك روسيا المركزي من الذهب عن المشتريات لأول مرة منذ 13 عاما. وقد باع البنك المركزي التركي خلال الربع الثالث من العام الحالي 22.3 طن من الذهب، وف سياق مساعيه لدعم الليرة الهابطة، فيما باع البنك المركزي الأوزباكستاني حوالي 44 طناً، بهدف تنويع سلة محتويات احتياطي النقد الأجنبي لديه وتقليل حصة الذهب فيه، في إطار مساعي لإخراج البلاد من عزلة استمرت عقودا.
لكن بنك «سيتي غروب» الأمريكي يتوقع عودة طلب البنوك المركزية على الذهب إلى التعافي في العام المقبل بعد تباطؤ الطلب خلال العام الحالي، في أعقاب وصول الطلب على المعدن الأصفر إلى مستويات قياسية في عامي 2018 و2019. يذكر أن «مجلس الذهب العالمي» منظمة تعمل على تطوير سوق صناعة الذهب، وتهدف إلى تحفيز واستدامة الطلب على المعدن الأصفر عالمياً.
القدس العربي